محمد لغويبي - القصة المغربية في عيدها الوطني 28 أبريل

القصة القصيرة تجريب دائم و بحث متواصل في القوالب و الأشكال و العناصر و الأنساق و الرموز و الثقافة و البنيات، و من حيث هي كذلك فهي انتفاضات متواترة على السلطة بكل أشكالها، حين تشتغل على الحفر و النقش و الوشم و الرسم و الحرف ،معلنة صيروراتها، ضد التنميط و التعليب و التحنيط...
و بهذا المعنى فهي ليست مصفاة للأشكال، إنها الشكل الأنسب -فقط- للوضعيات الناقصة الملتبسة، المعنية بالبحث عن الأشكال العصية على الجاهز و السلطوي و المتعالي، و هي بذلك الشك الثائر الذي يواجه اليقين المستدام بإرادة القائم و المتأبد.
إنها الكذبة الخلاقة التي تسخر من الحقائق الرخيصة و المنحطة...و لأنها كذلك فهي تسعى حتى لا تكون مصيدة الأشكال المبتذلة.
إنها التوتر المنحاز على الدوام إلى كبريت الدهشة و الإدهاش...و لأنها كذلك ، نجدها تعلن انقلابها على الداخل متى توفرت شروط ذلك المأمول و المبتغى، لتعيد النظر في الداخل و الخارج ،على أسس أقل إيمانا بالقواعد الزرقاء و الخطوط الحمراء و غيرها من متاريس الألوان..و أكثر إيمانا بأن ما تقوله هو شكلها الفياض بالممكنات المتمردة، في كل نقطة من مسارها الذي يصير إلى الوادي الصريح و المؤول.
إنها عين الإبرة حين يعبرها الخيط في حركة توهم بالتكرار...لكنها حركة ثورية، لا تقبل المساومة على التجربة...إنها تخيط عالمها الخاص و الفريد بعيدا عن المماليك و البصاصين و المتحذلقين...فلا تنظر إلا إلى تلك الخرائط الموغلة في الصمت و الحذف ...هناك حيث اللغة تتلحف بالبياض، لتحتفي بالعالم ذلك الاحتفاء المدهش، دوما، المشرق و المتجدد..و في كل عيد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى