زمان كانوا يقولون- عن كفرنا حين يتجمع في الزاوية ويحدث صخبا، تتحرك الأقدام ويثور الغبار، تشعر بالفعل أن هذا أمر خارق للعادة- مولد وصاحبه غائب.
كبرنا حتى لم يعد يأبه بنا أحد، نمشي غرباء، ثمة أمكنة تتذكرنا، إنها تعرف من تركوا مشاغباتهم على جذوع أشجار الكافور العملاقة التي تقف مثل الحارس الأمين.
لا أدري لم علقت بذهني هذه الصورة؟
مضت سنوات فعلت بي الشيء العجاب؛ تأنقت في ثيابي، وضعت نظارة سوداء على عيني، أرتدي رابطة عنق تناسب الأيام والمناسبات، لا أعرف من أوصاني بهذا، أتذكر أنني كنت أكرث الشعر، لي أنف أفطس، لست على أية حال وسيما، كل ما حظيت به تلك المشاغبة التي كانت تلح علي أن أعترض؛ على طعام أمي، على شرح معلمي؛ كنت مولعا بسرد الحكايات الغريبة، لا أنسى حكاية" القاضي يضحك"
ربما كانت تلك آخر مشاغبة لي، بعدها درت في ساقية
الولاية بالعمامة الخضراء، اجتاحتني درويشا في مولد السيدة آنا، ومرة أقبل الأعتاب، حالة من الوسواس تذهب بعقلي، وجب علي أن أنتهب ساعات العمر المتبقية؛ الحسان لهن سحر لا يقاوم؛ جمال العيون، الخد المتورد، لا تمضى تلك الساعات إلا وأغيب في حالة من الجذب، ها قد صرت القطب المتولي، لن ترتفع رقبتي تحت سقف باب زويلة مرة أخرى.
جنون أفضى بي إلى السرداب المظلم، يسكنه الثعبان الأبتر، ما أسوء هؤلاء الذين تركوا في مخيلتنا؛ أن جنب الحائط أمان!
نتهرب من القيد؛ يتبعنا الثعبان، يتمدد وسط الطريق، لونه مخيف، لسانه يتراقص في اشتهاء، كأنه الشبق للأنثى التي يوما ألقت بنظراتها فتبعتها، انتهت الأوهام، أنا الجداوي يطوف بالقرى، تنبح وراءه الكلاب،يتبعه الصغار وهم فرحين؛ لعبة جديدة وشتاء وراء خريف يغتال لحظات الحياة الجميلة.
ترفض الولد المنفي في جسد نحيل؛ لئلا تكون ليلتها بلا قمر، آه من هؤلاء الذين أقنعوني بأن الثوب القرمزي يعطى لأوان الحجرة فتنة لا تقاوم، حتى إذا ما جاءت تطلبني وجدت جسدا معطلا تهزأ به ريح السموم فتعمي عينيه الوساوس!
لقد فقدت الرغبة أن تكون أنثى، زحفت إليها العدوى؛ صار الرجال خناثا من حجارة لا تتحرك!
تتمرد النساء؛ فالأرحام في الربيع تزهر بحبوب اللقاح؛ إن لها جذبا لا يقاوم، انتهت المشاغبة بأن جاؤا من بلاد ما وراء الشمس بحبوب مجهرية، فقد الرجال وظائفهم، لم تعد النساء بحاجة إليهم، ففي بلاد يأجوج ومأجوج تكفي حبة لقاح للنساء.
كل امرأة تضع مولودا أشقر الشعر، يلعبون في الجينات في عز الظهيرة، تاهت الحروف وتداخلت مثل ثور ينطح أدوات العرس؛ فيفر الذكر؛ بعدما يترك بصمته، تزغرد له؛ في مواجهة ذلك الموات.
عدت بلا لباس يواري سوأتي، تتداخل الأحلام والرؤى، يسخر من أفعالي الصغيرة ذلك الرابض عند باب الحديد، يبحث في البطاقة الممغنطة عن باب للمقايضة، لييعتلي أريكة القلعة، هذا أوان الهروب الكبير، لم يعد الكفر ملاذا آمتا للرعاة، عليهم أن يتوغلوا في الممر العتيق؛ يبحثوا عن فرجة بالجدار تصلح لهم كهفا مضى زمن المعجزات!
لا يشبع منهم سخرية، يقبلون التراب!
كبرنا حتى لم يعد يأبه بنا أحد، نمشي غرباء، ثمة أمكنة تتذكرنا، إنها تعرف من تركوا مشاغباتهم على جذوع أشجار الكافور العملاقة التي تقف مثل الحارس الأمين.
لا أدري لم علقت بذهني هذه الصورة؟
مضت سنوات فعلت بي الشيء العجاب؛ تأنقت في ثيابي، وضعت نظارة سوداء على عيني، أرتدي رابطة عنق تناسب الأيام والمناسبات، لا أعرف من أوصاني بهذا، أتذكر أنني كنت أكرث الشعر، لي أنف أفطس، لست على أية حال وسيما، كل ما حظيت به تلك المشاغبة التي كانت تلح علي أن أعترض؛ على طعام أمي، على شرح معلمي؛ كنت مولعا بسرد الحكايات الغريبة، لا أنسى حكاية" القاضي يضحك"
ربما كانت تلك آخر مشاغبة لي، بعدها درت في ساقية
الولاية بالعمامة الخضراء، اجتاحتني درويشا في مولد السيدة آنا، ومرة أقبل الأعتاب، حالة من الوسواس تذهب بعقلي، وجب علي أن أنتهب ساعات العمر المتبقية؛ الحسان لهن سحر لا يقاوم؛ جمال العيون، الخد المتورد، لا تمضى تلك الساعات إلا وأغيب في حالة من الجذب، ها قد صرت القطب المتولي، لن ترتفع رقبتي تحت سقف باب زويلة مرة أخرى.
جنون أفضى بي إلى السرداب المظلم، يسكنه الثعبان الأبتر، ما أسوء هؤلاء الذين تركوا في مخيلتنا؛ أن جنب الحائط أمان!
نتهرب من القيد؛ يتبعنا الثعبان، يتمدد وسط الطريق، لونه مخيف، لسانه يتراقص في اشتهاء، كأنه الشبق للأنثى التي يوما ألقت بنظراتها فتبعتها، انتهت الأوهام، أنا الجداوي يطوف بالقرى، تنبح وراءه الكلاب،يتبعه الصغار وهم فرحين؛ لعبة جديدة وشتاء وراء خريف يغتال لحظات الحياة الجميلة.
ترفض الولد المنفي في جسد نحيل؛ لئلا تكون ليلتها بلا قمر، آه من هؤلاء الذين أقنعوني بأن الثوب القرمزي يعطى لأوان الحجرة فتنة لا تقاوم، حتى إذا ما جاءت تطلبني وجدت جسدا معطلا تهزأ به ريح السموم فتعمي عينيه الوساوس!
لقد فقدت الرغبة أن تكون أنثى، زحفت إليها العدوى؛ صار الرجال خناثا من حجارة لا تتحرك!
تتمرد النساء؛ فالأرحام في الربيع تزهر بحبوب اللقاح؛ إن لها جذبا لا يقاوم، انتهت المشاغبة بأن جاؤا من بلاد ما وراء الشمس بحبوب مجهرية، فقد الرجال وظائفهم، لم تعد النساء بحاجة إليهم، ففي بلاد يأجوج ومأجوج تكفي حبة لقاح للنساء.
كل امرأة تضع مولودا أشقر الشعر، يلعبون في الجينات في عز الظهيرة، تاهت الحروف وتداخلت مثل ثور ينطح أدوات العرس؛ فيفر الذكر؛ بعدما يترك بصمته، تزغرد له؛ في مواجهة ذلك الموات.
عدت بلا لباس يواري سوأتي، تتداخل الأحلام والرؤى، يسخر من أفعالي الصغيرة ذلك الرابض عند باب الحديد، يبحث في البطاقة الممغنطة عن باب للمقايضة، لييعتلي أريكة القلعة، هذا أوان الهروب الكبير، لم يعد الكفر ملاذا آمتا للرعاة، عليهم أن يتوغلوا في الممر العتيق؛ يبحثوا عن فرجة بالجدار تصلح لهم كهفا مضى زمن المعجزات!
لا يشبع منهم سخرية، يقبلون التراب!