أدب المناجم بوجمعة الكريك - مدينتي... هويتي

(لا تسألوا عن وجهتي
المآتم كثيرة والنواح
يكسر جدار الصمت،
في مدينتي...
حيث سيزيف يشقى
في حضن السواد ، يتنفس
الموت لنعيش و نحيا.

لا تسألوا عن قدري،
أكتاف أبناء مدينتي
تورمت من حمل الأكفان
من سواد إلى سواد!
نساء مدينتي لا يتكحلن،
سواد العين خلق معهن
و حين تبكين فراق حبيب
تتدلى السيول السوداء
فتنحت الأخاديد العميقة
.في الوجوه البريئة
لا تسألوا عن هويتي !

في مدينتي...
لا هوية، لا فرق...!
نقتسم، كرها، ظلام الغار
نتنفس نفس الغاز
و نموت نفس الموت !
في مدينتي …
بريق بلورات السيليس
يضيئ متاهات الصدور
تنمو الصواعد و النوازل
تحبس الأنفاس
في مدينتي لا نسأل
كيف مات فلان ؟
فللموت نفس الأسباب !

أرجوكم لا تسألوني عن المصير
الميم منه مذلة
الصاد صدمة و صراع
ياءه يتم و يأس
أما الراء فلا يعني إلا الرحيل.

آه يا مدينتي !
آه من هواك !
المنقوع في الأحشاء،
لن يسليني عنك أي حب
يسألونني عنك، فأستغرب
كيف السؤال عن عشق
للأم للأبناء ! …

نحن أبناء الرومبلي
نذوب في حب المدينة،
حملتنا وهنا في أحشائها
كل السنين ...
أرضعتنا حليب الصمود
للصعود، فليس من شيمنا الجحود

لا تسألوني هل سأعود ؟
حتما سأعود ...
لحضن هياكل المدينة الصدئة
أضمد الجراح بنسائم الشيح
الملقم بغبار الهوية ...
لأحرس حطام المدينة
من طوفان النسيان )


* من ديوان: "قراءة في ملامح وجه شاحب”

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى