الفن المجتمع والتربية

مفهوم الفن" .:
الفن لغة : الحال والضرب من الشيء ، وجمعه أفنان وفنون ، يقال للصنف والنوع فجمع الناس فنهم من أصناف مختلفة °القاموس المحيط}
وتشير الكلمة إلى تصنيف الشيء بشكل متناسق ومميز كما تشير لذلك كلمة art الإنجليزية . الفنان artiste تعني حرفي كما يعني الصانع ARTI كلمة مشتقة من الصنعة
في لسان العرب لابن منذور :يقصد بها الحال والنوع .
في اللإصطلاح تعني كلمة فن: الإتقان والمهارة والإبداع في الرسم والموسيقى والمسرح الخ .....
.في معجم لالاند هي مجموع العمليات المتناسقة التي تؤدي إلى حصول نتيجة معينة في المعمار والسايسة .
لقد ورد المفهوم في الأطروحات الفلسفية بمعاني متعددة وقد كانت كلها تتفق في المقاصد :. .إدا كان ماركس يرى الفن بأنه: لغة واسلوب .فإن ألبير كامي يراه تقبل وتمرد . في الوقت الذي يدمجه تولت ستوي في خانة اليات التواصل كرسائل غير مباشرة للإتصال بين شخص واخر . كما يعتبره نيتشه إرادة القوة :و البير كامي يعنيه بالتمرد: لدى هيدغر يرتبط الفن بالحقيقة الوجودية التي يمثلها وينقلها كما هو عند شوبنهاور كتعبير عن الحياة
من خلال هذا الموجز الذي يقربنا نوعا ما من مفهوم كلمة فن يتبين انها كلها تمزج ما بين لفظة الإبداع والفن والجمال والحقيقة وتتفق جميعها على الاثر الذي تحدثه في النفس والسمو والعبقرية اللذان تتصف بهما هذه الأعمال ..
على إعتبار العلاقة بين الفن والمجتمع من جهة وكون المدرسة مؤسسة المجتمع فإنه من اللازم ان نكشف عن هذه الإرتباطات في الفصول التالية :
1/ الفن والمجتمع : الفنون صناعة متناسقة من إ بداع الإ نسان، يعبر من خلالها عن الوجود، ومايخلج في النفوس مما يشكل نظاما تواصليا تعليميا وإعلاميا.، يضفي على الحياة والتواجد معنى . من هذا المنطلق تأسست نظرية سوسيولوجية الفن لتقف من خلال مقاربتها على التبادلات التي تجري بين المكونين الفن / المجتمع .
سوسيولوجية الفن:
لاتخرج عن إهتممات الحقل النظري لمفاهيم علم الإجتماع ، المبنية على اسس الإرتباط بين المكونات الجمالية وظروف نشأتها ومدى التفاعل الجاري بينههما في المحيط الإجتماعي ، لعل اطروحة بورديو حول الحقول تعد من بين النظريات الحديثة في هذا المجال معبرة عن الدينامية المتبادلة بين حقل واخر، ومدى الثاثير بينهما ، من منطلق الثنافس بين الفاعلين داخل حقل معين من جهة، وبين الحقول نفسها في ما بينها من جهة ثانية . يريد بورديو إبراز دور الفن في فهم العالم والمحيط ا نطلاقا من المجتمع الذي يؤسس لوعي ما.
إن ا لمفاهيم من قبيل التلقي / الوساطة/الإنتاج . إ تدخل في إطار ماثم تاسيسه ، من طرف جيل سوسيولوجيا التحقيق الميداني كنتاليا إنيك حول العلاقة الوثيقة بين الفن والحياة الإجتماعية خاصة في مرحلة التنوير العقلاني الذي أصبحت له أدواة قياس الروابط والتبادلات بين الجمالي والحياة الإجتماعية كما يشير لذلك دافيد إنجلز في كتابه سوسيولوجيا الفن / طرق للرؤية.

سوسيولوجيا الفن من منظور عربي.:
إن السؤال عن الفن في ثقافتنا العربية، والتربوية خصوصا يطرح إشكالا مستعصيا له مرجعية وطقسية سوسيوثقافية ، ظل ينظر إلى الفن فيها من موقع المفتقد وبالتالي يكشف فينا هذا االبحث جرحا دفينا منذ زمن إفتقدنا فيه الرؤية الإبداعية والفنية التي أقيمت الديانات عليها كخطابات روحية إنسانية تربوية .

إلا انها خضت لتأويلات شددت عليها وادخلتها في صنف المحرم مما جعل الفنون غائبة في كل الإمكانات الموجهة للإنسان في إطار إرسال تربيته الناشئ مما يجعل الإختلالات واردة وواضحة على البنية التربوية ونسق المعارف فيها لأن الفنون عمارة الحياة ورونقها
وهي صورة للمجتمع مما سنح للعلوم الإنسانية ان تجد أرضية خصبة لدراسة التربية من مقاربات مختلفة توافق نظرياتها واطروحاتها إلى ان

إ ستقلت العلوم عن بعضها نسبيا مع ظهور علم التربية المعاصر الذي تقاسم بحوثه في شكل تكاملي مع سوسيولوجية التربية وسيكلوجية التربية على إعتبار منهج كل من هذه العلوم نفسي واجتماعي مشكلة جهازا مفاهيميا أكثر نضجا مع حلول منتصف القرن العشرين .نشير في فصل الاطروحات العربية إلىماذهب إليه الفيلسوف والمفكر العربي إبن خلدون الذي لاحظ أن الغلو في الفردانية يؤدي إلى الإستبداد والعكس يفضي إلى الفوضى وفساد العمران بل التوازن بينهما فقط ما يحقق الديموقراطية ..

. يقصد بالفن عند لالاند": كل إنتاج للجمال يتم بواسطة أعمال ينجزها كائن واع " بهذا الفن يتحقق الإكتمال لأنه مصدر المعرفة ، وينبوع الخيال بواسطته يتحقق التوازن في بنية الأشياء وقد حضر في الفلسفات القديمة مع إ ختلاف الرؤى حوله مرورا بالعصور الوسطى إلى فلسفة الأنوار والعصور الحديثة مناولا لأسئلة وجودية كبرى حول الإنسان وتربيته وإعداده نحو الرشد والحقيقة .
. هكذا ظل الإرتباط وثيقا بين الفن والتربية على إعتبار أنهما كمجالين متلازمين بنوع من الشرطية لتحصيل المعارف يوازي الفاعلين في حقليهما الفنان والمربي ،يعملان معا في نفس الإطار بالرغم من إختلاف مسلكيهما في طريقة النظر للاشياء إلا ان لهما نفس الهدف والرغبة على حد تعبير روجي دليدم. ولعل هذا الفارق البسيط يتضح أكثر فيما أشار إليه ويي wey بقوله .: "وفي التربية لا تكون الفنون موضوعا أكاديميا يخص نمو العقل ،بل البديهة " . لكن هذا لا يعني خلو الإبداع من فعل المهارة والتفكير المنطقي ، بل جعلها المفكرون شرطا في العبقرية DISCART. فأساس المهارة والنجاح الصناعي مرده إلى الفنون لدرجة أننا نقارب في اللسان العربي بين كلمة فن وكلمة صناعة للدلالة على أنهما مفهومان في تلازمهما ينتجان المعرفة المتكاملة ما بين البديهة والعقل . سبق أن اشار إبن خلدون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى