محمد محمود غدية - وشوشة الودع

صدمته تجربة الحب الاولى فى حياته، او كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، التى اعطاها الكثير من قلبه وعقله، واورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، إستقبله القراء بحفاوة بالغة، إنه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو أيضا الذى كاد يكسره، لولا ثقته فى الحياة انه مازال بها أشياء حلوة ينبغى العيش من أجلها، خاف الوقوع فى تجربة حب جديدة لا يعرف نتائجها،
- فى إحدى الشواطئ الساحلية التقى وإحدى العرافات، بعد وشوشة الودع وكلمات مبهمة قالت : حياتك مقسومة إثنين، نصفها الأول وقد مضى تجرعت فيه المر وكل مر يمر، النصف الثانى ستتعود على المرارة، بين ضحكات العرافة التى قصدت مداعبته،
بعد أن لمحت العبوس بوجهه، قائلة : ماسبق كان دعابة حين طالعنى وجهك المفتقد للضحك،
طالعك يقول : أنك إنسان طيب إجتزت كل مراحل الألم الذى داهمك بصبر وإيمان كبيرين، تنتظرك فى الأيام القادمة الكثير من المفاجآت السارة، لك السلامة بحجم مايحمله قلبك من طيبة،
وقف طويلا أمام المرآة يتأمل رأسه التى إختفى منها سواد الشعر، المصبوغ بندف الثلج ولوز القطن،
المدهش فى الأمر أن الشيب لم يزحف بقلبه وروحه الشابة،
- صوت فى مواجهته يصرخ فى المرآة : ماذا أعددت لنفسك ولغدك ؟ القادم افضل، إقبض عليه بقوة، وافتح قلبك الذى أوصدته، وعيش الحب من جديد، المشكلة ليست فى الحب، وإنما فى إختياراتنا الغير مدققة، فى من نحبهم، واعلم أن جرجرة الأمس وآلامه، مفسدة ليومك وأغنم الحاضر، وتذكر انك تعيش الحياة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى