طيبة فاهم ابراهيم - شينا... صارعة وصريعة..

لربما لم تظهر طوال تأريخ الرياضة النسوبة امراة مثل شينا او شاينا الامريكية التي تعد اعجوبة لم ولن تتكرر ابدا.
تلك المصارعة الجبارة التي سمعت بها مذ كنت في العاشرة من عمري وبقيت متابعة لنزالاتها المذهلة حتى النهاية.
شاينا التي التحقت بناد صغير في احدى مدن ولاية كاليفورنيا الامريكية وهي دون السادسة عشر من عمرها، وتمكنت من صرع جميع لاعبات النادي ثم المدينة فباقي المدن، ثم صارت تنافس بطلة الولاية، السيدة فانتاسيا ، حتى صارت سيرتها على كل لسان، لاسيما حين رفضت بطلة الولاية فانتاسيا ملاقاتها وقررت عدم حضور النزال لتعد بطلة للولاية، اثارت دهشة الجميع لاسيما عمدة كاليفورنيا، البطل الاسطورة ارنولد شوارزنيجر الذي استقبلها ومنحها قلادة الشجاعه دافعا اياها للعب على بطولة امريكا برمتها.
بطشت شينا وهي ابنة الثانية والعشرين بجميع بطلات امريكا، حيث صرعت خلال عامين مائتي بطلة امريكية، ثم تنقلت لتصارع بطلات اوربا واسيا وأفريقيا، لتفوز ببطولة العالم في اللعبة وبشكل مطلق دون اي منافس.
تمكنت شاينا من تحطيم أسطورة البطلة البرازيلية العملاقة گراسيا، كاسحة المصارعات، وتمكنت كذلك من الفوز على بطلة العالم في اللعبة ليتا، لتتربع على العرش الذي تحلم به كل مصارعة وبكل جدارة وثقة، لتنال لقب اعظم مصارعة في التأريخ وبكل استحقاق.
جمعت شاينا خمس صفات قلما تجتمع بإنسان، القوة المذهلة، والجمال القاتل، والغنى الفاحش، ولباقة اللسان، وقوة الشخصية، ووصل بها الحال لملاقاة بطل اوربا في المصارعة باسيليو والتمكن من صرعه، وهي حالة فريدة من نوعها حقا.
اقتنت شاينا دارا فخمة في لاس فيغاس، واسطولا من السيارات، ورصيدا ضخما في المصارف، وتفرغت لتدير ثروتها بعد ان تهربت جميع المصارعات من ملاقاتها، وتعرفت خلال عملها على سيدة تدعى مس ادمز، فانعقدت صداقة عظيمة بين المرأتين، لاسيما وانهن تجمعهن عشق لعبة المصارعه واحترافها.
مع الايام، كانت ادمز تقيم عند شاينا بشكل متواصل، فالوحدة امر لايطيقه اي انسان، تجرأت فيه آدمز واخرجت قرصا اعطته لشاينا لغرض التجربة.
حين ابتلعت البطلة قرصها الاول، احست بأنها تحلق بجناحين في عالم آخر، وانها تعيش في جنة اخرى، لم تكن لتود العودة منها، الأحلام الورديه والنسائم والمناظر المهولة الجمال ورحلة انتهت بمنام طويل جميل.
لم تك لتدرك ما حل بها، لكنها طلبت قرصا ثانيا، فثالثا ورابعا، حتى صار الصداع ملازما لها اذا امتنعت عن تعاطي هذا القرص، والالام والاوجاع الفظيعة ان لم تتناوله، وهي مستعدة لشراء قرص واحد منه بثروتها كلها.
خارت قواها تماما، واصبحت لا تقوى على شي، واعتزلت اللعبة، والصديقة اللدود ادمز لم تزل تمدها بالاقراص فيترهل جسدها ويذبل جمالها وتصبح مجرد مدمنة على المخدرات لا اكثر، لا تكترث وهي الملكة عن ان تنام على الرصيف، او ان تتناول الطعام النافع ، بل صار كل همها هو ان تتناول هذا الداء القاتل الذي ساقته اليه صديقة السوء.
لم تعد شاينا تكتفي بقرص واحد، فالتهمت قرصين، ولم يعد يخفف عنها الصداع قرصان، فأصبحت ثلاثا، حتى اذا ما مر اسبوع، استيقظت ليلا لتجد نفسها غير قادرة على التنفس، وقلبها يكاد يمزق اضلاعها، مع أوجاع لا تطاق، جعلتها تكسر بعض تحف الدار النفيسه، قبل ان تسقط جثة هامدة بلا حراك، وبيدها علبة مخدر فارغة، وعلى مقربة منها تأريخ لاعظم مصارعة في التأريخ كله.
حين اذهلتني قصتها، وحكيتها لامي الحبيبة، احتضنتني بخوف الام على فلذة كبدها وقالت لي :
لا تستغربي يا ابنتي، فان الله يعطي المرء ما يرفعه الى عنان السماء، لكن الانسان نفسه يا ابنتي، هو من يعيد نفسه لاسفل سافلين كما فعلت هذه البطلة وهشمت نفسها وتأريخها.
بنيتي، اياك وصاحبة السوء، واياك وما يريب، واجعلي قلبك حكما قبل عينيك، فالقمة التي بلغتها انت بجهدك وعرقك، حافظي عليها دوما بايمانك وخوفك منه تعالى ودعائك ان يدفع الله عنك كل شر، لتظلي في القمة دوما، ويحرسك من شاء وضعك على القمة : الله تباركت اسماؤه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى