نازعتني نفسي النوم مبكرا،تلك عادتي التي تلازمني منذ دبت قدمي على هذه الأرض،أحيانا تبرز لي في منامي خيالات وأهوال،أجساد بلا ملامح محددة،رجال بأجنحة،نساء مقطعة الأثداء،أطفال لهم لحى،بقرة تحمل عنزة،إنها صور عجيبة،جهدت أن أفهم منها شيئا.
هذه الليلة على أية حال أسلمت وجههي لله،أغلقت النوافذ،أوصدت الأبواب جيدا،النهار انقلب شتاء وصيفا وربيعا، كان يوم من أيام الخريف،فنحن في شهر مايو،أو ليس هذا مثيرا؟
لا أدرى في أية ساعة من الليل جاء هذا الحلم المركب؟
الجديد فيه أنني قابلت صديقا لي لم أره منذ عشرين عاما،تباعدت بيننا المسافات،انقطعت أخباره،بالتأكيد نسيني،أما أنا فأجد العوض في تلك الخيالات،تواتيني بما خفي علي.
الصديق ظهرت له لحية،قصر ثوبه الأبيض،وقف يبيع سمكا طازجا،كانت الأسماك كلها إناثا،عرفت هذا من أمي؛كم أحب البطون الممتلئة بأحمال تزهر أطفالا حين يأتي العيد!
ابتعت منه كمية لا أعلم وزنها، ملأت سلتي،كان السمك يتراقص،أنقدته ثلاثين جنيها،رد الثلث.
أمرني ألا أتحدث بهذا؛لقد أكرمني،تبينت بحاستي الماكرة،كم كنت مغفلا فيما سبق!
علي أن آتي إلى هنا كلما طلبت زوجتي سمكا، أردت تحيته لم أجده،تبدل بامرأة تنشر أصباغا وتضع عطرا مثيرا،نسيت السمك،دبت في الرغبة،ابتسمت لها،أمالت برأسها في تدلل،جاء مجذوب يتوكأ على عصاه مشى السمك معه،تنعل حذائي .
على واجهة المقهى صورة كنت أفر منها ، تنظر إلي في تحد، يلوح بسبابته متوعدا، ابتسامة بلهاء،أفكاره أخرجت السمك من النهر جائعا،يضحك في جنون،يقفز من الحائط ذي اللون الأحمر!
مررت بمحطة القطار،اشتريت صحيفة صفراء،وجدت صديقي حول عنقه شبكة صيد،المرأة التى نشرت شعرها ترتدي نقابا أسود، عرفتها من عينيها،لم أذكر لكم أن العيون تعلق في القلوب،تحرك غمازتيها،تريد أن توقع بي؛النظرة سهم إبليس..
اقتربت من محطة القطار،أخذت أدير يدي في جيبيي الممزق، حمدت الله أن المبلغ الذي أعطته لي أمى كان ورقيا ملفوفا بعناية في صرة من بقايا ثوبها المطرز بالخيوط الذهبية،اللص يتبعني،لقد دله علي القط الأسود الذي كان يرافق صاحب الصورة البلهاء.
علي أن أركب القطار،إنه يقترب من المحطة،تباعدت خوفا منه، وجدت صاحب الصورة المخادعة يقود القطار العملاق،يخرج يديه يعبث بشعر المرأة التي وجدتها حين سرق مني السمك،أطفال يعجنهم في داخله،لم يبق إلا أن يشعل ناره،،تنساب شروره فتلحلق بالواقفين على الرصيف المترب.
حين اقترب مني،كانت بيدي إبرة أخيط بها ثوبي،أوصتني أمي بأن أحافظ عليه،ثقبت جداره بها،وقف لا يتحرك،يتأوه في رجاء.
يتسلل الأطفال من نافذته،السمك يطير بأجنحة خضراء،الأمطار تتساقط محملة بعطر شهي،النساء ترتدين حللا موشاة، المذياع يأتي منه صوت محبب!
في فراشي دبت الظنون،كان الغطاء بعيدا،أمسكت به، شعرت براحة أمي تدق على الباب،تخبرني بأن أختي لمياء- التي كانت تأخرت في الحمل؛فأصابها اليأس،ومع نسيم الفجر- ولدت طفلة جميلة، ارتحلت الأحلام المؤجلة.
هذه الليلة على أية حال أسلمت وجههي لله،أغلقت النوافذ،أوصدت الأبواب جيدا،النهار انقلب شتاء وصيفا وربيعا، كان يوم من أيام الخريف،فنحن في شهر مايو،أو ليس هذا مثيرا؟
لا أدرى في أية ساعة من الليل جاء هذا الحلم المركب؟
الجديد فيه أنني قابلت صديقا لي لم أره منذ عشرين عاما،تباعدت بيننا المسافات،انقطعت أخباره،بالتأكيد نسيني،أما أنا فأجد العوض في تلك الخيالات،تواتيني بما خفي علي.
الصديق ظهرت له لحية،قصر ثوبه الأبيض،وقف يبيع سمكا طازجا،كانت الأسماك كلها إناثا،عرفت هذا من أمي؛كم أحب البطون الممتلئة بأحمال تزهر أطفالا حين يأتي العيد!
ابتعت منه كمية لا أعلم وزنها، ملأت سلتي،كان السمك يتراقص،أنقدته ثلاثين جنيها،رد الثلث.
أمرني ألا أتحدث بهذا؛لقد أكرمني،تبينت بحاستي الماكرة،كم كنت مغفلا فيما سبق!
علي أن آتي إلى هنا كلما طلبت زوجتي سمكا، أردت تحيته لم أجده،تبدل بامرأة تنشر أصباغا وتضع عطرا مثيرا،نسيت السمك،دبت في الرغبة،ابتسمت لها،أمالت برأسها في تدلل،جاء مجذوب يتوكأ على عصاه مشى السمك معه،تنعل حذائي .
على واجهة المقهى صورة كنت أفر منها ، تنظر إلي في تحد، يلوح بسبابته متوعدا، ابتسامة بلهاء،أفكاره أخرجت السمك من النهر جائعا،يضحك في جنون،يقفز من الحائط ذي اللون الأحمر!
مررت بمحطة القطار،اشتريت صحيفة صفراء،وجدت صديقي حول عنقه شبكة صيد،المرأة التى نشرت شعرها ترتدي نقابا أسود، عرفتها من عينيها،لم أذكر لكم أن العيون تعلق في القلوب،تحرك غمازتيها،تريد أن توقع بي؛النظرة سهم إبليس..
اقتربت من محطة القطار،أخذت أدير يدي في جيبيي الممزق، حمدت الله أن المبلغ الذي أعطته لي أمى كان ورقيا ملفوفا بعناية في صرة من بقايا ثوبها المطرز بالخيوط الذهبية،اللص يتبعني،لقد دله علي القط الأسود الذي كان يرافق صاحب الصورة البلهاء.
علي أن أركب القطار،إنه يقترب من المحطة،تباعدت خوفا منه، وجدت صاحب الصورة المخادعة يقود القطار العملاق،يخرج يديه يعبث بشعر المرأة التي وجدتها حين سرق مني السمك،أطفال يعجنهم في داخله،لم يبق إلا أن يشعل ناره،،تنساب شروره فتلحلق بالواقفين على الرصيف المترب.
حين اقترب مني،كانت بيدي إبرة أخيط بها ثوبي،أوصتني أمي بأن أحافظ عليه،ثقبت جداره بها،وقف لا يتحرك،يتأوه في رجاء.
يتسلل الأطفال من نافذته،السمك يطير بأجنحة خضراء،الأمطار تتساقط محملة بعطر شهي،النساء ترتدين حللا موشاة، المذياع يأتي منه صوت محبب!
في فراشي دبت الظنون،كان الغطاء بعيدا،أمسكت به، شعرت براحة أمي تدق على الباب،تخبرني بأن أختي لمياء- التي كانت تأخرت في الحمل؛فأصابها اليأس،ومع نسيم الفجر- ولدت طفلة جميلة، ارتحلت الأحلام المؤجلة.