موفورة الملاحة بوجنتين وشفتين وعينين نجلاوين مسالمتين ، تنضج كلها بالصحة الفياضة ،
فى أتيلية لبيع اللوحات الفنية توقفت طويلاً ، أمام لوحة " الشاردة " التى رفض الفنان بيعها ، لما تحمله من وجع فى شرايين الغياب،
يحمل الإنسان بداخله تناقضات ، قد تبلغ حد الجمع بين الأضداد ، كالغموض والوضوح ، النبالة والخسة ، الإحجام والإقدام ، الصدق والكذب ، الحب والكراهية ، هى أشياء عصية على الإدراك،
بحرت به الزوارق ، إلى جزر الحياة المبهمة الغامضة ، زوارق الحب وحدها هى من وضعته فى منتصف المسافة ، بين عالمين متناقضين فى طبيعتهما وتكوينهما ، عشق الفن لأن فيه حياة فى محاولة لزحزحة الهم بعض الوقت ، ليستأنف بعدها ، رحلة الوجع التى
لا تنتهى،
الليل فى لوحاته كائن بليد ، يعيش تشكيله على هواه ، وكأنه يلقى بمحبرة الألوان كاملة على اللوحة ، فتصبغ بالسواد،
با إستثناء " الشاردة " طالتها المساحة الأكبر من الوجع ، والتى توقفت أمامها موفورة الملاحة لأنها تشبهها ، وكأن ما يحيط باللوحة ، يتشكل من دمعاتها ملامح غريق يتوسل النجاة،
- سألته : لماذا كل هذا الوجع والسواد ، وكأنك الراكب الوحيد فى قطار الحزن ، أشبه بالبجع المكسور الجناح ، فى ثلج الفضاء العاصف ......... ؟ !
- دعاها الفنان إلى مشاركته فنجان قهوة لم تمانع ، لرغبتها فى كشف أغوار الوجع المتمدد حتى الأحداق،
سجل على الورق أمامها مقطع لقصيدة للشاعر خليل حاوى :
- كل ما أعرفه أنى أموت / مضغة تافهة فى جوف حوت .
صدمه قولها : إن الفشل فى الحب ،
لا يعنى الموت،
تكلمت : كأنها مطر يروى أرضاً متشققة من الظمأ ، يحدق فى عينيها ، يستكشف ألقهما للمرة الأولى ، وكأن العالم ، يبدأ خلقه من هاتين العينين،
تشبه المرأة البعيدة ، التى أشرقت يوماً فى ظلام حياته،
الوقت شتاء ، يلمس الدفء الذى يشع قبالته ، والذى إمتد بطول قلبه وعرضه فى دعة وهدوء ، تحدثه عن الرجل والمرأة المغموران بوشاح المسرة، وأن الحب مسرة للجسد والنفس ، به تشف الروح ، ويتفتح الجسد،
تعتذر لأن طائرتها ستقلع بعد ساعات ، لتذهب ..
وتبقى على الجدران لوحة وحيدة ، لإمرأة بعيدة وعلى الطاولة منفضة الصمت ، المليئة بأعقاب كلمات لم تكتمل، لإمرأة مسافرة فى الغياب .
فى أتيلية لبيع اللوحات الفنية توقفت طويلاً ، أمام لوحة " الشاردة " التى رفض الفنان بيعها ، لما تحمله من وجع فى شرايين الغياب،
يحمل الإنسان بداخله تناقضات ، قد تبلغ حد الجمع بين الأضداد ، كالغموض والوضوح ، النبالة والخسة ، الإحجام والإقدام ، الصدق والكذب ، الحب والكراهية ، هى أشياء عصية على الإدراك،
بحرت به الزوارق ، إلى جزر الحياة المبهمة الغامضة ، زوارق الحب وحدها هى من وضعته فى منتصف المسافة ، بين عالمين متناقضين فى طبيعتهما وتكوينهما ، عشق الفن لأن فيه حياة فى محاولة لزحزحة الهم بعض الوقت ، ليستأنف بعدها ، رحلة الوجع التى
لا تنتهى،
الليل فى لوحاته كائن بليد ، يعيش تشكيله على هواه ، وكأنه يلقى بمحبرة الألوان كاملة على اللوحة ، فتصبغ بالسواد،
با إستثناء " الشاردة " طالتها المساحة الأكبر من الوجع ، والتى توقفت أمامها موفورة الملاحة لأنها تشبهها ، وكأن ما يحيط باللوحة ، يتشكل من دمعاتها ملامح غريق يتوسل النجاة،
- سألته : لماذا كل هذا الوجع والسواد ، وكأنك الراكب الوحيد فى قطار الحزن ، أشبه بالبجع المكسور الجناح ، فى ثلج الفضاء العاصف ......... ؟ !
- دعاها الفنان إلى مشاركته فنجان قهوة لم تمانع ، لرغبتها فى كشف أغوار الوجع المتمدد حتى الأحداق،
سجل على الورق أمامها مقطع لقصيدة للشاعر خليل حاوى :
- كل ما أعرفه أنى أموت / مضغة تافهة فى جوف حوت .
صدمه قولها : إن الفشل فى الحب ،
لا يعنى الموت،
تكلمت : كأنها مطر يروى أرضاً متشققة من الظمأ ، يحدق فى عينيها ، يستكشف ألقهما للمرة الأولى ، وكأن العالم ، يبدأ خلقه من هاتين العينين،
تشبه المرأة البعيدة ، التى أشرقت يوماً فى ظلام حياته،
الوقت شتاء ، يلمس الدفء الذى يشع قبالته ، والذى إمتد بطول قلبه وعرضه فى دعة وهدوء ، تحدثه عن الرجل والمرأة المغموران بوشاح المسرة، وأن الحب مسرة للجسد والنفس ، به تشف الروح ، ويتفتح الجسد،
تعتذر لأن طائرتها ستقلع بعد ساعات ، لتذهب ..
وتبقى على الجدران لوحة وحيدة ، لإمرأة بعيدة وعلى الطاولة منفضة الصمت ، المليئة بأعقاب كلمات لم تكتمل، لإمرأة مسافرة فى الغياب .