محمد محمود غدية - طرق موازية للحزن

لم تقل شفتيها أحبك، وإنما قالته عينيها، وتضرع وإضطراب كفيها، والأغنيات التى إنسابت من شرفتها، تتشكل الدمعات فى عينيها وترفض السقوط، إيباء وكبرياء، لماذا الأشخاص الرائعون، نلتقى بهم فى الوقت الخطأ، والمكان الغير مناسب، تتضافر الصدف والتوافقات، فى غرائبية الحياة، وتجعلنا نرتاب فى منطق الأشياء، ملايين الصدف التى تمر بنا، ولا يلتفت البعض لها، قد يغير وقوع أحداها قبل الآخر بدقائق أو بعدها، فتقلب مجريات حياتنا بالكامل رأسا على عقب، هى سلسلة من الأقدار التى تداهمنا، ولا نملك أمامها دفعا،
هى بين النساء أجملهن، يميزها عن جمهرة الحسان، نبل النفس، ولطف الحس، ورقة الشعور، قسمات وجهها، تجذب القلوب إليها، جذبا لا سبيل إلى مقاومته،
تراها فتحسبها خارجة للتو من أغلفة المجلات الفنية والموضات، إسرافها فى عواطفها لا حدود له، مما يضطرك للتحريض فى نفسك، على حب لا وجود له، وهذا ماأصاب شاعرها المرهف الحس، كتب فيها أجمل أشعاره، وسطرا قى رواية
قال فيها : رائعة كاإبتسامة مفاجئة، فى وجه إنسان غاضب، قلما تنفرج أساريره،
كانت هناك سماء زرقاء، صافية ومضيئة، أين ذهبت ؟
يقلب غربته، فى فنجان الشاى كل صباح، يداهمه إحساس مروع، برحيل الأشياء الجميلة، عبثا يلملم ملامح وجهها، فى ذاكرته المثقوبة،
أطلقت سحب ترعد لا تمطر،
أحلامه المبهجة، باتت حزينة تشبهه، كانت لا ترى فى الكون غيره، حبه له بمثابة الملجا، من قسوة الوحدة، ومرارة العيش والضجر،
كانت شمسه التى لا تغيب وغابت، يتدرب كل يوم على نسيانها، بعد أن تمددت باأعماقه،
وكتبها فى أوراقه،
كل يوم يبحث عن طرق جديدة، تباعد بينه وبينها، وكل الطرق الموازية لحزنه تؤدى إليها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى