قَابِعًا فِي كُوخِيَ الحَقِيرْ
فِي قَريَةٍ صَغِيرَهْ
مِنَ اللَّهِ قَرِيبَةٌ
نَصِيرَهْ
أَرَى إِلى لُبنَانَ شَعبًا
يَعِيشُ .. يَمُوتْ
شَعبًا يَمُوتُ وَلا يَعِيشْ
يُفَاجِئٍنِي الرِّيحُ والعَصفُ
والرَّعدُ الجَرِيحْ
وَسُمُومٌ تَمتَصُّ أَحشَائِي
وَلا مَنْ يَهِزُّهُ وَخزُ ضَمِيرْ ..
قَابِعًا فِي كُوخِيَ الحَقِيرْ
عَلَى الكَتِفِ تَسَمَّرَ
وَاستَرَاحَ صَلِيبْ
مِسمَارٌ فِي اليَدِ اليُمنَى
آخَرُ فِي اليُسرَى
مِسمَارٌ واحِدٌ يَجمَعُ القَدَمَينِ
مَعًا _
وَلا حَرَكَهْ
وَهَذَا الخَشَبُ اليَابِسُ
يَحتَفِي بِرَأسٍ تَكَلَّلَ بِالشَّوكِ
وَانحَنَى فِي وَجهِ شَهَوَاتِهِم
يَصُدَّ غَرَائِزَ وَغِوَايَاتْ
قَابِعًا فِي كُوخِيَ الحَقِيرْ
أَرَى إِلى بَيرُوتَ مَدِينَةً مَنكُوبَةً
تَنَامُ عَلَى انفِجَارْ
رَوَّعَ الأَهلَ
هَزَّ الشَّوَارِعَ والبُيُوتْ
وَاسَتَفَاقَ مِن نَومِهِ الحَمَامُ
وَاليَمَامْ
يُهَروِلُ في كُلِّ حَدبٍ وَصَوبْ
وَتَدَاعَى الجِدَارُ وَانهَارْ
جِدَارًا تِلوَ الجِدَارْ
عَلَى أَشلَاءٍ تَمتَصُّ الحِقدَ وَالضَّغِينَهْ
وَتعَالَتِ الأَصوَاتُ
وَنَوَاحُ الأُمَّهَاتِ الحَزِينَهْ
رَأَيتُ إِلى يَدِي
في لَحظَةٍ ما _
تُمسِكُ الجِدَارْ
رَجوَةً بِصَدِّ كُلِّ انتِحَارْ
تَدفَعُ السُّوءَ عَنِ الصِّغَارِ
عَنِ الكِبَارْ
يَا يَدِي _
حَبَّذَا لو فَتَحتِ اللَّيلَ
عَن صُبحٍ
لانجَلَى النَّهَارْ
عَن هَمٍّ وَغَمٍّ
وَاندِحَارْ !
حَبَّذَا لَو كُنتِ سَنَدًا لِي
أَحمِلُ العُمرَ عَلَى الكَتِفِ صَلِيبْ
فِي جِسمِيَ المَهزُومِ
وَخزُ حَدِيدْ
سَمَّرَهُ طَوَاغِيتُ عَبِيدْ
فَاتَّسَعَ القَبرُ لأَطفَالٍ
رَسَمُوا الأَحلامَ
أَمَلًا بِفِردَوسٍ قَرِيبْ
لِكِبَارٍ وَصِغَارٍ
مَا ذَنبُهُمُ
لَم يَقتَرِفُوا هُمُ
أَيَّ كُفرٍ أَو ذُنُوبْ
صَارُوا جَمِيعًا _
دُونَ مَأوًى
دُونَ ثِيَابْ
شَرِيدُهُم يَتبَعُهُ شَرِيدْ
فَلا عَودٌ لِرَخَاءٍ بَعدَ عِزٍّ
وَلا أَمَلٌ يُرجَى
لِعَينٍ تَمتَهِنُ الغِيَابْ
كُلُّهُم ذَهَبُوا
مَاتُوا .. ذَهَبُوا دُونَ رُجعَى
أَو إِيَابْ
وَلا زَالَ الوَحشُ يَستَشرِي
غَضَبًا وَسُخطًا
كَاشِفًا عَن أَظَافِرَ وَأَنيَابْ
وَلا زِلتُ أَحمِلُ العُمرَ مُنهَكًا
مَهمُومًا أُعَانِي
مَرَارَةَ هَذَا الزَّمَانِ
سَائِلًا مَن حَمَّلَنِي
عِبءَ هَذَا الصَّلِيبْ
حَبَّذَا لَو جَلَا الهَمَّ والغَمَّ
عَنِّي
رَاجِيًا مَريَمَ _
أَلا كُفِّي النَّحِيبْ
أَنتِ التي فِي قَانَا طَلَبتِ
فَاستَجَابَ الإبنُ لكِ
عَلَى مَضَضٍ
وَكانَ العَجَبُ العَجِيبْ ...
أَينَ أُنتِ
يَا مَريَمُ
يَا أُمَّ الجَمِيعْ
طَلَبٌ وَاحِدٌ وَرَجَاءْ
خَفِّفِي _
بِمَا لكِ مِن شَفَاعَهْ
عِبْءَ هَذَا الصَّلِيبْ
عَمِّدِي الكَونَ بِشِعرٍ
بِقَصِيدٍ مَهِيبْ
للمَرأَةِ دُنيَا غَيرُ دُنيَانَا
لَهَا وَحدَهَا _
يُستَجَابُ لِعَاشِقٍ حَبِيبْ ..
ميشال سعادة
مَسا الإثنين 23/5/2022
فِي قَريَةٍ صَغِيرَهْ
مِنَ اللَّهِ قَرِيبَةٌ
نَصِيرَهْ
أَرَى إِلى لُبنَانَ شَعبًا
يَعِيشُ .. يَمُوتْ
شَعبًا يَمُوتُ وَلا يَعِيشْ
يُفَاجِئٍنِي الرِّيحُ والعَصفُ
والرَّعدُ الجَرِيحْ
وَسُمُومٌ تَمتَصُّ أَحشَائِي
وَلا مَنْ يَهِزُّهُ وَخزُ ضَمِيرْ ..
قَابِعًا فِي كُوخِيَ الحَقِيرْ
عَلَى الكَتِفِ تَسَمَّرَ
وَاستَرَاحَ صَلِيبْ
مِسمَارٌ فِي اليَدِ اليُمنَى
آخَرُ فِي اليُسرَى
مِسمَارٌ واحِدٌ يَجمَعُ القَدَمَينِ
مَعًا _
وَلا حَرَكَهْ
وَهَذَا الخَشَبُ اليَابِسُ
يَحتَفِي بِرَأسٍ تَكَلَّلَ بِالشَّوكِ
وَانحَنَى فِي وَجهِ شَهَوَاتِهِم
يَصُدَّ غَرَائِزَ وَغِوَايَاتْ
قَابِعًا فِي كُوخِيَ الحَقِيرْ
أَرَى إِلى بَيرُوتَ مَدِينَةً مَنكُوبَةً
تَنَامُ عَلَى انفِجَارْ
رَوَّعَ الأَهلَ
هَزَّ الشَّوَارِعَ والبُيُوتْ
وَاسَتَفَاقَ مِن نَومِهِ الحَمَامُ
وَاليَمَامْ
يُهَروِلُ في كُلِّ حَدبٍ وَصَوبْ
وَتَدَاعَى الجِدَارُ وَانهَارْ
جِدَارًا تِلوَ الجِدَارْ
عَلَى أَشلَاءٍ تَمتَصُّ الحِقدَ وَالضَّغِينَهْ
وَتعَالَتِ الأَصوَاتُ
وَنَوَاحُ الأُمَّهَاتِ الحَزِينَهْ
رَأَيتُ إِلى يَدِي
في لَحظَةٍ ما _
تُمسِكُ الجِدَارْ
رَجوَةً بِصَدِّ كُلِّ انتِحَارْ
تَدفَعُ السُّوءَ عَنِ الصِّغَارِ
عَنِ الكِبَارْ
يَا يَدِي _
حَبَّذَا لو فَتَحتِ اللَّيلَ
عَن صُبحٍ
لانجَلَى النَّهَارْ
عَن هَمٍّ وَغَمٍّ
وَاندِحَارْ !
حَبَّذَا لَو كُنتِ سَنَدًا لِي
أَحمِلُ العُمرَ عَلَى الكَتِفِ صَلِيبْ
فِي جِسمِيَ المَهزُومِ
وَخزُ حَدِيدْ
سَمَّرَهُ طَوَاغِيتُ عَبِيدْ
فَاتَّسَعَ القَبرُ لأَطفَالٍ
رَسَمُوا الأَحلامَ
أَمَلًا بِفِردَوسٍ قَرِيبْ
لِكِبَارٍ وَصِغَارٍ
مَا ذَنبُهُمُ
لَم يَقتَرِفُوا هُمُ
أَيَّ كُفرٍ أَو ذُنُوبْ
صَارُوا جَمِيعًا _
دُونَ مَأوًى
دُونَ ثِيَابْ
شَرِيدُهُم يَتبَعُهُ شَرِيدْ
فَلا عَودٌ لِرَخَاءٍ بَعدَ عِزٍّ
وَلا أَمَلٌ يُرجَى
لِعَينٍ تَمتَهِنُ الغِيَابْ
كُلُّهُم ذَهَبُوا
مَاتُوا .. ذَهَبُوا دُونَ رُجعَى
أَو إِيَابْ
وَلا زَالَ الوَحشُ يَستَشرِي
غَضَبًا وَسُخطًا
كَاشِفًا عَن أَظَافِرَ وَأَنيَابْ
وَلا زِلتُ أَحمِلُ العُمرَ مُنهَكًا
مَهمُومًا أُعَانِي
مَرَارَةَ هَذَا الزَّمَانِ
سَائِلًا مَن حَمَّلَنِي
عِبءَ هَذَا الصَّلِيبْ
حَبَّذَا لَو جَلَا الهَمَّ والغَمَّ
عَنِّي
رَاجِيًا مَريَمَ _
أَلا كُفِّي النَّحِيبْ
أَنتِ التي فِي قَانَا طَلَبتِ
فَاستَجَابَ الإبنُ لكِ
عَلَى مَضَضٍ
وَكانَ العَجَبُ العَجِيبْ ...
أَينَ أُنتِ
يَا مَريَمُ
يَا أُمَّ الجَمِيعْ
طَلَبٌ وَاحِدٌ وَرَجَاءْ
خَفِّفِي _
بِمَا لكِ مِن شَفَاعَهْ
عِبْءَ هَذَا الصَّلِيبْ
عَمِّدِي الكَونَ بِشِعرٍ
بِقَصِيدٍ مَهِيبْ
للمَرأَةِ دُنيَا غَيرُ دُنيَانَا
لَهَا وَحدَهَا _
يُستَجَابُ لِعَاشِقٍ حَبِيبْ ..
ميشال سعادة
مَسا الإثنين 23/5/2022