قلت: صدري يغلي مما يعتمل بداخله, لكن أخاف أن أبوح لك بما لا يجوز, فأبدو أمامك بمظهر الساخط من حياته, المتمرّد على قدره.
فأجابني بعدما جذبني برفق من يدي وأجلسني بجواره: أتعرف!, تؤرقني معضلات حياتية كثيرة, حتى أنني لا أنال قسطًا كافيًا من النوم, ساعة واحدة أو اثنتين بالكاد يوميًا.
أطلق زفرة حارة من صدره, ثم أكمل: لو نظرت إلى وجهي ستجده يمتلئ بتجاعيد كثيرة لم تكن موجودة قبل أسابيع قليلة مضت, على رغم أنني واسع الثراء كما يقولون, لكن حقيقة لا أجد متعة فيما أملك, كأنما أرى الدنيا من ثقب إبرة.
هززت رأسي أسفًا على حاله, استطردت بقولي: لم أخرج يومًا من أزمة بصورة كاملة, فبنهاية كل واحدة يلتحم ذيلها بطرف الأخرى, تتوالى على رأسي, أسمع دقاتها كحبّات مسبحة طويلة بيد ناسك يقيم ليله بصورة مستمرة !
ابتسم من حديثي, لعله كان يرغب في التهوين من مصابي, ربت على ظهر يدي اليمنى و قال: لن يجد المرء السعادة أبدًا على الأرض.
فقاطعته بيأس: كما أننا لا نملك يقين أن نجدها في الآخرة أيضًا!
فقال بضجر ممزوج بخوف حقيقي: رحمته وسعت كل شيء.
فأجبته بعدما تعاظم غضبي بداخلي حتى أصبح جدارًا حال بيني و بينه:" و ما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم"
فانتفض كمن لسعه عقرب و صاح: لا تسخط.
فقلت: وُهبت عقل, من الكُفر أن أدعه جانبًا.
بلوعة حقة أجابني: اِرْأف بنفسك, التفكير ربما ينحدر بك لواد غير ذي زرع.
أيقنت أن الجدار علا عن ذي قبل و وجدت أن رؤيته غامت بعيني, فقلت: أومن أنني بعقلي لن أصل إلى شيء, من دونه أيضًا سوف أقترب يقينًا من لا شيء.
أجزم تلك اللحظة أني استشعرت اضطرابه الشديد, صمَتْ هنيهة ثم جاءني من بعيد صوته يحتضر: طوبى لمن رضي.
فقلت: هل رضيت أنت؟
فصاح بي: لا, لكني أرغب في ذلك.
غاب عنّي لحظات ثم عاد يقول : ربما تنحصر مشيئتي في رغبتي, قد أُجبر على ألّا أتجاوزها, أن اقف عند عتبتها, تضيق أو تتسع..
ثم ناداني: ألا زلت هناك خلف الجدار؟!
فقلت: تأتيني بعض كلماتك واضحة, لا أجد مشقّة في فهمها, لكن سؤال أخير و سأمضي لحال سبيلي: هل من ضمانة ؟
فقال بصوت أكثر وضوحًا, قد خلا من كل شائبة تعيق المعنى : لم يعصم الجبل ابن " نوح " من الغرق.
فأجابني بعدما جذبني برفق من يدي وأجلسني بجواره: أتعرف!, تؤرقني معضلات حياتية كثيرة, حتى أنني لا أنال قسطًا كافيًا من النوم, ساعة واحدة أو اثنتين بالكاد يوميًا.
أطلق زفرة حارة من صدره, ثم أكمل: لو نظرت إلى وجهي ستجده يمتلئ بتجاعيد كثيرة لم تكن موجودة قبل أسابيع قليلة مضت, على رغم أنني واسع الثراء كما يقولون, لكن حقيقة لا أجد متعة فيما أملك, كأنما أرى الدنيا من ثقب إبرة.
هززت رأسي أسفًا على حاله, استطردت بقولي: لم أخرج يومًا من أزمة بصورة كاملة, فبنهاية كل واحدة يلتحم ذيلها بطرف الأخرى, تتوالى على رأسي, أسمع دقاتها كحبّات مسبحة طويلة بيد ناسك يقيم ليله بصورة مستمرة !
ابتسم من حديثي, لعله كان يرغب في التهوين من مصابي, ربت على ظهر يدي اليمنى و قال: لن يجد المرء السعادة أبدًا على الأرض.
فقاطعته بيأس: كما أننا لا نملك يقين أن نجدها في الآخرة أيضًا!
فقال بضجر ممزوج بخوف حقيقي: رحمته وسعت كل شيء.
فأجبته بعدما تعاظم غضبي بداخلي حتى أصبح جدارًا حال بيني و بينه:" و ما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم"
فانتفض كمن لسعه عقرب و صاح: لا تسخط.
فقلت: وُهبت عقل, من الكُفر أن أدعه جانبًا.
بلوعة حقة أجابني: اِرْأف بنفسك, التفكير ربما ينحدر بك لواد غير ذي زرع.
أيقنت أن الجدار علا عن ذي قبل و وجدت أن رؤيته غامت بعيني, فقلت: أومن أنني بعقلي لن أصل إلى شيء, من دونه أيضًا سوف أقترب يقينًا من لا شيء.
أجزم تلك اللحظة أني استشعرت اضطرابه الشديد, صمَتْ هنيهة ثم جاءني من بعيد صوته يحتضر: طوبى لمن رضي.
فقلت: هل رضيت أنت؟
فصاح بي: لا, لكني أرغب في ذلك.
غاب عنّي لحظات ثم عاد يقول : ربما تنحصر مشيئتي في رغبتي, قد أُجبر على ألّا أتجاوزها, أن اقف عند عتبتها, تضيق أو تتسع..
ثم ناداني: ألا زلت هناك خلف الجدار؟!
فقلت: تأتيني بعض كلماتك واضحة, لا أجد مشقّة في فهمها, لكن سؤال أخير و سأمضي لحال سبيلي: هل من ضمانة ؟
فقال بصوت أكثر وضوحًا, قد خلا من كل شائبة تعيق المعنى : لم يعصم الجبل ابن " نوح " من الغرق.