وفرت الظروف للألم كل مستلزمات الحياة. يستيقظ كل صباح بعقل فيل ودسائس ثعلب. لا ينشط بحوية عارمة إلا في فضاءات الاكتظاظ. أصبح يتجسد بين الناس علانية كلما رغب في ذلك. ضاقت مجالات المصالح بين البشر، وأصبح الملاذ المفضل للبطش أو الاستنجاد أو الاحتماء. ببخترية مشيته يتعالى بين عباد الرحمان. ساير ارتباكات العقول، تأملها بمكر شيطان، وخبر المدارك الخفية لإلحاق الضرر بالبشر. أتيحت له كل الفرص التي حلم بها. ثِمَارُ عقود عُزْلته وخبرته المتراكمة لا تقاوم إلا بالصبر والحكمة. فطن اقتراب توقيت تجبر ضغوطات إضعاف النفوس، فاستل حسامه البراق المصقول. استنبط دروس وعبر تطور متطلبات حياة الآدميين. تكررت أمامه عمليات الاقتلاع التعسفي لجذور مقومات التعايش بين الخلق. غادر كوخه الحقير بعمق مغارة بحر الظلمات. انتقل إلى إقامته الفاخرة على اليابس. اغتبط مزهوا بتخلصه من معاناة التنقل المضنية بين البحر والبر. استقر بإقامته الباذخة، وتجمهر الزبناء أمامها منذ اليوم الأول، فصاح فيهم: "لا استقبال بعد اليوم دون موعد مسبق عبر الشابكة العنكبوتية".
إنه السيد "الألم" المقدام عاشق استفحال الضغائن والكراهية بين أبناء آدم. ترعرع ثقافة وفكرا في إبداع المعاناة. اكتسح المكان والزمان، وتعجب لوتيرة الترحاب به أينما حل وارتحل. اغتنى بسرعة البرق، وتعلم كيف ينتقي وجبات غذائه اليومي. سر لنفسه أنا لست مثلهم. أنا المتحكم في مصائرهم. لن ألتهم إلا ما لذ وطاب ونفع. يمارس الرياضات الحربية ساعات طوال كل يوم. تصلبت عضلاته إلى درجة أصبح لا يخشى الأذية.
وحشيته غمرتني هلعا. بجبروته يمر أمامي في كل ساعة، يلقي التحية وأقابله بابتسامة لعله يشفق علي ويتجنبني. أتحاشاه بلباقة وحذر. يتعمد بشكل منتظم ومدروس مد يده لي لمصافحتي. يصيبني الرعب كلما توهمت اقترابه مني. عانيت من كبسات يديه الحديدية. صبرت وتجلدت، وتدربت على رياضة اليوغا لعلي أتحمل لسعاته القاسية. كلما تظاهرت بشجاعة الأبرار وصمود خبراء أسرار الوجود، زاد تركيزه على تحركاتي. اعتبر نباهتي تهديدا لسلطته المتفاقمة. حسمت أمري واصطنعت موقف اللامبالاة والاستسلام لعله يمل معاكستي، ويُقَدَّر لي ولأمثالي النجاة من وحشية وجود بفخاخ ألم الجبابرة.
إنه السيد "الألم" المقدام عاشق استفحال الضغائن والكراهية بين أبناء آدم. ترعرع ثقافة وفكرا في إبداع المعاناة. اكتسح المكان والزمان، وتعجب لوتيرة الترحاب به أينما حل وارتحل. اغتنى بسرعة البرق، وتعلم كيف ينتقي وجبات غذائه اليومي. سر لنفسه أنا لست مثلهم. أنا المتحكم في مصائرهم. لن ألتهم إلا ما لذ وطاب ونفع. يمارس الرياضات الحربية ساعات طوال كل يوم. تصلبت عضلاته إلى درجة أصبح لا يخشى الأذية.
وحشيته غمرتني هلعا. بجبروته يمر أمامي في كل ساعة، يلقي التحية وأقابله بابتسامة لعله يشفق علي ويتجنبني. أتحاشاه بلباقة وحذر. يتعمد بشكل منتظم ومدروس مد يده لي لمصافحتي. يصيبني الرعب كلما توهمت اقترابه مني. عانيت من كبسات يديه الحديدية. صبرت وتجلدت، وتدربت على رياضة اليوغا لعلي أتحمل لسعاته القاسية. كلما تظاهرت بشجاعة الأبرار وصمود خبراء أسرار الوجود، زاد تركيزه على تحركاتي. اعتبر نباهتي تهديدا لسلطته المتفاقمة. حسمت أمري واصطنعت موقف اللامبالاة والاستسلام لعله يمل معاكستي، ويُقَدَّر لي ولأمثالي النجاة من وحشية وجود بفخاخ ألم الجبابرة.