القلق والألم رسما معالم حدتهما بوجهها النحيل، لكنه لم يستطع أن يطفئ ذلك الصفاء المشع من عينيها ببهاء غريب، أشبه بلوحات القديسيين التي يرسمها الفنانون، متفانية جدا في عملها،
خبيرة في مغالبة الأفكار غير الطيبة، التى كثيرا ما تفلح فى زحزحتها بعيدا عنها، فى العقد الثالث، إعتادت الفصل بين العمل والكلمات الخشنة، والمضايقات المتكررة من بعض العملاء، كجزء من طبيعة الحياة لا مفر منه ولا حيلة فيه، اللغة الإنجليزية وبرمجة الكمبيوتر اللتان تجيدهما أهلاها لهذه الوظيفة المرموقة فى إحدى الوكالات الكبرى التي تعمل في مجال الإعلان المرئي والمسموع، إبتسامتها تشي ببعض لطف، ومزيج من الحكمة المشرقة، لا تضع أدوات الزينة بوجهها، يكفيها ضوء الصباح وألوان النسيم، إعتاد صاحب العمل مشاركة العاملين معه فى غذاء عمل يومى لإشاعة البهجة والألفة، ومناقشة المقترحات التى يبديها البعض وتلافى السلبيات، حلو الحديث، أليق به دور المعلم فى مدرسة، أربعينى مطلق لديه طفل وحيد يشبههه كثيرا، لديه قدرة مدهشة على ثبات الكأس وقت الزلزلة، عيناه واسعتان سوداوان مشرقتان، تمنح الناظر إليهما شعورا بالسكينة والإطمئنان،
لفت نظره أثناء غذاء العمل، أن الثلاثينية لا تتناول غذاءها، بل تضعه بعناية فى شنطة يدها، لا يدري سببا لذلك، ولأن الإعلان الأخير نجح وجذب الكثير من العملاء فقد أعطى العاملين مكافأة مالية،
هناك نساء حباهن الله سحرا لا تدركه الحواس، يجذب الناس كما يجذب المعدن حجر المغناطيس، وهذا ما وجده لدى الثلاثينية، التى قرر أن يتبعها بعد الإنتهاء من العمل،
توقفت طويلا أمام فاترينة للملابس الجاهزة، دخلت المحل وخرجت دون أن تشترى شيئا، خطواتها واثقة، تحلق كفراشة لا تقدر جاذبية الأرض على الإمساك بها، من شوارع واسعة تنتهى إلى شوارع ضيقة، دخلت محلا يبيع الدواجن الحية والمذبوحة، إشترت شيئا لم يتبينه، دخلت أجزاخانة تغيبت بعض الوقت، لتخرج بكيس مملوء بالدواء، البيوت شكلها غريب لم يرها من قبل، فوق مرتفع أشبه بلعبة السلم والثعبان، المنطقة جبلية فقيرة الخدمات، دخلت بيتا كأنه تخلف عن بناء لم يكتمل، دور وحيد يفضى إلى غرفة،
- طرق الباب : الدهشة أربكت الثلاثينية.. !!
الغرفة نصف معتمة، يتوسطها سرير نحاسي قديم ومنضدة وكرسى، تجلس عليه عجوز مريضة، يبدو أنها الأم والدواء الذى إشترته الإبنة كان لأجلها تأكل من الطعام الذى أعدته الإبنة، رحبت به الأم بعد أن عرفت فيه صاحب العمل، طلب مشاركتهما الطعام لأول مرة يأكل أجنحة وهياكل الدجاج، وهو ماأشترته الإبنة لغذاء اليوم كم كان طيب المذاق،
تدعو له الأم التى تشبه كثيرا أمه، والتى إشتم فيها رائحة الزعتر والمسك، كان لديه خوف من الزواج، والخوف ظل العائق الأكبر أمام تحقيق أشياء عظيمة، فالنساء لسن كلهن متشابهات،
الحياة تتشكل عبر مجموعة مصادفات، تصنع أحداثها دون تدخل منا،
لم تصدق وهو يطلبها للزواج المشروط، أن تنتقل والدتها معها لترعاها وطفله، بعد أن عرف أنها العائل الوحيد لأمها العجوز بعد وفاة والدها، تدمع عين الأم وتتبعها الإبنة، التي إرتدت ثوب الفرح المغزول من دمعات الأم، حكى عن أسباب طلاقه لإمرأة غير مسئولة، غلبت مصالحها الشخصية على مصلحة الأسرة وطفله،
تحركت يده لتحتضن كفها النابض والتى كانت فى إختلاجها، كما الطائر الصغير لتستكين، غمره الجو الأسرى الدافئ وحبها لأمها، عنوان الطمأنينة والثقة، إبتسامتها تذيب الجليد وتنشر الإرتياح وتبلسم الجراح، وديعة وطيبة قادرة على عطاء ما تعجز نساء كثيرات عن إعطائه .
خبيرة في مغالبة الأفكار غير الطيبة، التى كثيرا ما تفلح فى زحزحتها بعيدا عنها، فى العقد الثالث، إعتادت الفصل بين العمل والكلمات الخشنة، والمضايقات المتكررة من بعض العملاء، كجزء من طبيعة الحياة لا مفر منه ولا حيلة فيه، اللغة الإنجليزية وبرمجة الكمبيوتر اللتان تجيدهما أهلاها لهذه الوظيفة المرموقة فى إحدى الوكالات الكبرى التي تعمل في مجال الإعلان المرئي والمسموع، إبتسامتها تشي ببعض لطف، ومزيج من الحكمة المشرقة، لا تضع أدوات الزينة بوجهها، يكفيها ضوء الصباح وألوان النسيم، إعتاد صاحب العمل مشاركة العاملين معه فى غذاء عمل يومى لإشاعة البهجة والألفة، ومناقشة المقترحات التى يبديها البعض وتلافى السلبيات، حلو الحديث، أليق به دور المعلم فى مدرسة، أربعينى مطلق لديه طفل وحيد يشبههه كثيرا، لديه قدرة مدهشة على ثبات الكأس وقت الزلزلة، عيناه واسعتان سوداوان مشرقتان، تمنح الناظر إليهما شعورا بالسكينة والإطمئنان،
لفت نظره أثناء غذاء العمل، أن الثلاثينية لا تتناول غذاءها، بل تضعه بعناية فى شنطة يدها، لا يدري سببا لذلك، ولأن الإعلان الأخير نجح وجذب الكثير من العملاء فقد أعطى العاملين مكافأة مالية،
هناك نساء حباهن الله سحرا لا تدركه الحواس، يجذب الناس كما يجذب المعدن حجر المغناطيس، وهذا ما وجده لدى الثلاثينية، التى قرر أن يتبعها بعد الإنتهاء من العمل،
توقفت طويلا أمام فاترينة للملابس الجاهزة، دخلت المحل وخرجت دون أن تشترى شيئا، خطواتها واثقة، تحلق كفراشة لا تقدر جاذبية الأرض على الإمساك بها، من شوارع واسعة تنتهى إلى شوارع ضيقة، دخلت محلا يبيع الدواجن الحية والمذبوحة، إشترت شيئا لم يتبينه، دخلت أجزاخانة تغيبت بعض الوقت، لتخرج بكيس مملوء بالدواء، البيوت شكلها غريب لم يرها من قبل، فوق مرتفع أشبه بلعبة السلم والثعبان، المنطقة جبلية فقيرة الخدمات، دخلت بيتا كأنه تخلف عن بناء لم يكتمل، دور وحيد يفضى إلى غرفة،
- طرق الباب : الدهشة أربكت الثلاثينية.. !!
الغرفة نصف معتمة، يتوسطها سرير نحاسي قديم ومنضدة وكرسى، تجلس عليه عجوز مريضة، يبدو أنها الأم والدواء الذى إشترته الإبنة كان لأجلها تأكل من الطعام الذى أعدته الإبنة، رحبت به الأم بعد أن عرفت فيه صاحب العمل، طلب مشاركتهما الطعام لأول مرة يأكل أجنحة وهياكل الدجاج، وهو ماأشترته الإبنة لغذاء اليوم كم كان طيب المذاق،
تدعو له الأم التى تشبه كثيرا أمه، والتى إشتم فيها رائحة الزعتر والمسك، كان لديه خوف من الزواج، والخوف ظل العائق الأكبر أمام تحقيق أشياء عظيمة، فالنساء لسن كلهن متشابهات،
الحياة تتشكل عبر مجموعة مصادفات، تصنع أحداثها دون تدخل منا،
لم تصدق وهو يطلبها للزواج المشروط، أن تنتقل والدتها معها لترعاها وطفله، بعد أن عرف أنها العائل الوحيد لأمها العجوز بعد وفاة والدها، تدمع عين الأم وتتبعها الإبنة، التي إرتدت ثوب الفرح المغزول من دمعات الأم، حكى عن أسباب طلاقه لإمرأة غير مسئولة، غلبت مصالحها الشخصية على مصلحة الأسرة وطفله،
تحركت يده لتحتضن كفها النابض والتى كانت فى إختلاجها، كما الطائر الصغير لتستكين، غمره الجو الأسرى الدافئ وحبها لأمها، عنوان الطمأنينة والثقة، إبتسامتها تذيب الجليد وتنشر الإرتياح وتبلسم الجراح، وديعة وطيبة قادرة على عطاء ما تعجز نساء كثيرات عن إعطائه .