محمد محمود غدية - امرأة أخرى

يستشعرون غيابه رغم وجوده بينهم، تائه النظرات متجهم الوجه، يكتسى العبوس وجهه بعد أن كان فى نضارة الربيع، حتى رياضة الكلمات المتقاطعة إنقطع عنها وهى من الرياضات المحببة لنفسه، إجتمع الأصدقاء لبحث المستجدات التى طرأت على زميلهم حتى إعتناءه بمظهره لم يعد كما كان، تحيط به هالة من ضباب مصفر غير صاف، لم يعد راغبا لذهابه للمنزل،
لابد من سؤال زميلهم عن الأسباب التى بدلته وغيرته للأسوأ، هل يمكن للزواج أن يفعل به كل هذا؟
إنهم ازواج مثله،
حدثهم كيف أحبها وأحبته، وكيف كانت طيبة وباهرة الحسن، سنوات عشر على زواجهما، أثمرتا عن إبنتين فى عمر الزهور جميلتين كأمهما، حتى عبرت سحابة رمادية عشهما، وستائر داكنة موحشة بدلا من الستائر الموشاة برسوم الطواويس وحوريات البحر، حاول الإنسحاب من مواقيتها ورصيفها أكثر من مرة، لكنه كان يتراجع فى آخر لحظة من أجل الأولاد،
الفوضى تعم البيت الذى لم يعد نظيفا كالسابق، أهملت أناقتها وملبسها وتوحشت وأصبح المنزل طارد لا جاذب، أصبح بعدها زبونا دائما للمقاهى، تطوعت إحدى الزوجات لزيارة منزل زميلهم والتعرف على الزوجة، التى أعطتها الكثير من النصح، فى لغة سلسة مبسطة، أنه عليها الإعتناء بمظهرها، ونظافة شقتها التى أهملتها، وأصبحت طاردة للزوج الذى عرف طريقه للمقهى، وأن هناك آخريات فى إنتظار الفرصة، للقفز والإنقضاض على الزوج، الذى تخلت عنه زوجته، وتفهمت الزوجة الدرس، لتعود ستائر البهجة ترفرف على عشهما من جديد، وتلقاه اكثر بهجة وأكثر جمالا ويراها امرأة أخرى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى