دائما كنت ممن يحبون لبس الثياب الخضراء ، ربما كانت متوفرة في دولاب أمي تراكمت من كساء إخوتي ، لا فرق بيننا فأمي درءا للحسد لا تهتم كثيرا بمن يرتدي ثوب من !
وجدتني لإلف تلك الثياب مشتهرا بها ، لقبني لداتي بالشيخ الأخضر ، فرحت باللقب وجدته يعطيني ميزة وقار رغم حداثة سني ، فجأة وأنا أدلف من شارع جانبي يطل على زاوية كبيرة تتوسط قريتي ، وجدت جمعا من أناس أغراب قد أتوا بل ونصبوا خيمة بين أشجار الكافور جوار شجرة نبق مباركة هكذا قالت لي جدتي !
ألفت هؤلاء القوم ، صرت أجلس معهم ، أمضى ساعات من نهاري حيث أنظر أحوالهم ، كانوا قوما رحالة !
قالوا إنهم من بلاد المغرب ، يقصدون الحج !
معهم أشياءهم : عنزات وإبل وخيل وماعز وحمير ، لهم طيبة ووداعة ، يتوسط مجلسهم شيخ كبير له لحية ، عليه عمامة خضراء ، بيديه مسبحة طويلة ، بشرب لبنا كل صباح ، نعم مكثوا بقريتنا عشرة أيام ، كنت أتسلل من جوار أخواي ثم آتي مجلسهم ، كانوا يحبونني ، علموني أورادا طيبة ، كان شيخهم يبش في وجهي كلما رآني ، ما ظننتهم بشرا ، أذكر أنني كنت أتوضأ من النهر ثم أصلي معهم !
كانوا يجيدون ركوب الخيل ، أعطوني برنسا بل مصحفا ، كثيرا ما طعمت من تمرهم ، قلت لهم خذوني معكم !
ابتسم الشيخ في حنو قال : الطريق طويل !
بكيت ، تعلقت به قبلت يديه ، مسح على رأسي سمعته يدعو لي ، ضمني إليه ، أعطاني، شارة خضراء ، منقوشة بخاتم جميل ، نظرته في المرآة ؛ وجدته مكتوبا عليه : لا غالب إلا الله !
رجعت باكيا ، دخلت حجرتي بحثت في أشياء كنت قد أخذتها منه، بعضها كان كتابا ، والبعض الآخر كان ثوبا، أعطاني بعض الخرائط لم أكن أدري ، عما بها شيئا ، لما انزويت بركني وجدت مفتاحا ، نظرت فيه فوجدته يحمل سهما يشير باتجاه ما، لم تعد ببلدتنا جدة تأول الرؤيا أو شيخا يفسر الآيات ، لقد أخذهن الوباء الأصفر ، نمت ودمعة نزلت حارقة على خدي ، فجأة جاء الشيخ الأخضر ، ابتسم لي ، سألته أين ذهبتم يا سيدي ؟ هل إلى مكة ؟
أجابني : وجدنا الطريق إليها يبدأ بالقدس، قال لي : أودعتك مفتاح باب المغاربة ، لا تفرط به يابني !
صحوت من نومي متهللا ، ناديت أبي واجتمع إخوتي ، جاءت القرية ، فقد كان صوتي عاليا مثل مؤذن ينادي حي على الفلاح !
أخبرتهم سر المفتاح !
يومها أطلقوا علي المجذوب !
وجدتني لإلف تلك الثياب مشتهرا بها ، لقبني لداتي بالشيخ الأخضر ، فرحت باللقب وجدته يعطيني ميزة وقار رغم حداثة سني ، فجأة وأنا أدلف من شارع جانبي يطل على زاوية كبيرة تتوسط قريتي ، وجدت جمعا من أناس أغراب قد أتوا بل ونصبوا خيمة بين أشجار الكافور جوار شجرة نبق مباركة هكذا قالت لي جدتي !
ألفت هؤلاء القوم ، صرت أجلس معهم ، أمضى ساعات من نهاري حيث أنظر أحوالهم ، كانوا قوما رحالة !
قالوا إنهم من بلاد المغرب ، يقصدون الحج !
معهم أشياءهم : عنزات وإبل وخيل وماعز وحمير ، لهم طيبة ووداعة ، يتوسط مجلسهم شيخ كبير له لحية ، عليه عمامة خضراء ، بيديه مسبحة طويلة ، بشرب لبنا كل صباح ، نعم مكثوا بقريتنا عشرة أيام ، كنت أتسلل من جوار أخواي ثم آتي مجلسهم ، كانوا يحبونني ، علموني أورادا طيبة ، كان شيخهم يبش في وجهي كلما رآني ، ما ظننتهم بشرا ، أذكر أنني كنت أتوضأ من النهر ثم أصلي معهم !
كانوا يجيدون ركوب الخيل ، أعطوني برنسا بل مصحفا ، كثيرا ما طعمت من تمرهم ، قلت لهم خذوني معكم !
ابتسم الشيخ في حنو قال : الطريق طويل !
بكيت ، تعلقت به قبلت يديه ، مسح على رأسي سمعته يدعو لي ، ضمني إليه ، أعطاني، شارة خضراء ، منقوشة بخاتم جميل ، نظرته في المرآة ؛ وجدته مكتوبا عليه : لا غالب إلا الله !
رجعت باكيا ، دخلت حجرتي بحثت في أشياء كنت قد أخذتها منه، بعضها كان كتابا ، والبعض الآخر كان ثوبا، أعطاني بعض الخرائط لم أكن أدري ، عما بها شيئا ، لما انزويت بركني وجدت مفتاحا ، نظرت فيه فوجدته يحمل سهما يشير باتجاه ما، لم تعد ببلدتنا جدة تأول الرؤيا أو شيخا يفسر الآيات ، لقد أخذهن الوباء الأصفر ، نمت ودمعة نزلت حارقة على خدي ، فجأة جاء الشيخ الأخضر ، ابتسم لي ، سألته أين ذهبتم يا سيدي ؟ هل إلى مكة ؟
أجابني : وجدنا الطريق إليها يبدأ بالقدس، قال لي : أودعتك مفتاح باب المغاربة ، لا تفرط به يابني !
صحوت من نومي متهللا ، ناديت أبي واجتمع إخوتي ، جاءت القرية ، فقد كان صوتي عاليا مثل مؤذن ينادي حي على الفلاح !
أخبرتهم سر المفتاح !
يومها أطلقوا علي المجذوب !