محمد محمود غدية - صورة فى إطار

وجده يتأمل صورة شقيقته فى شغف، سأله : أعجبتك !
تلعثم وهو يقول خجلا : شدنى إطار الصورة،
- قال صديقه ضاحكا :
مشيها إطار، مضيفا شقيقتى زهرة فى فرنسا للحصول على الدكتوراة،
- قال بصوت خفيض لايسمع : زهرة ماأجملها، لا تماثلها زهرة فى الكون،
أكيد مع زوجها
- قال صديقه : إنها لم تتزوج بعد، ياللأقدار هو الآخر لم يتزوج يدرس الدكتوراة، صداقته بشقيقها منذ وقت ليس بالبعيد، حين تم إنتدابه للعمل فى قسم البيولوجى
بمركز البحوث، توطدت صداقاتهما وكانت المرة الأولى التى يشاهد فيها صورة شقيقته
حين دعاه لزيارة منزله، زهرة ليست فى بستان وإنما البستان فى إمرأة، ثلاث سنوات
فى فرنسا، ضرورى حصلت على الدكتوراة، هل يصارح صديقه باإعجابه بها ورغبته فى الزواج منها،
حتى كان يوما
- قال فيه صديقه : ستصاحبنى فى الغد لإستقبال شقيقتى فى المطار بعد أن هاتفتنا بموعد وصولها، وقد حدثتها عن إعجابك بها، كيف وأنا لم ابدى آى إعجاب أمامك،
- قال شقيقها : هناك أشياء يحسها المرء لا تقال،
إشترى بدلة جديدة لمثل هذه المناسبة الفارقة والهامة فى حياته، سيهديها قصائده الثلاث الأولى
حب إمرأة فى برواز والثانية عن البعيدة القريبة، والتالثة عن أجمل الأزهار،
- فى المطار تحسس ذلك التجويف الصدرى باحثا عن قلبه فلم يجده، سقط بين قدميه ربما، الموقف يدعو للإضطراب، إستطاع رؤيتها فقد كانت الأجمل وسط الركاب القادمين، أشارت لشقيقها الذى بادلها الإشارة، وإلتقيا مشيرة إليه
- قائلة : دكتور أحمد لقد حدثنى شقيقى عنك،
تشير لأحدهم بالتقدم، يجر عربة أطفال
- قائلة : زوجى وطفلنا حبيت أعملها مفاجأة،
لأول مرة يكتشف أن للأزهار شوك وأنياب إفترسته، وأن الإطار الخشبى للصورة يلتف برقبته ويضيق حتى الإختناق، إستأذن فى الإنصراف، تصحبه أحلام معطوبة وقصائد ممزقة فى بطن الريح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى