إبراهيم العميم - صديقي الُملْهَم

كان صديقي وإن لم أكن أعرفه
كما يبتغي
لكن المفارقات تجمع الفرقاء
قد يجمع الرمل بعض
تفاصيلنا
وكل أُذن لها غناء
له في الفلسفة سانحة
ولي من العشق سحنة
مثقّف بين العصا والجزرة
يحكي قصص الإباء والأنفة
أباح لنفسه سرد حكاية
قالها منذ ألف عام
سامر بن أمّه
له عند العصا قلب ديكٍ
مع أن شكَّ إبرةٍ تُحدِث منه صراخًا
والجزرة آنفًا لا يقربها ومع ذاك يرضى منها ببعض الفتات
أقابله مرّة كل سنة
وفي كل لقاء يصغر عامًا
فقلت له: ما لي أراك بعد كلِّ حولٍ مزهرًا؟
يقول: هي أشياء تُعَدُّ ولا تُحصَى
والعمر يسرقه الجدال والنقاش
ألقيتُ عليه بعض أشجاني:
مشتاق لها وفي النفس غصّة
تناءينا فتدانينا شوقًا
طال ليلي أناجي هواها
منع الرقيب عنّي لقاها
يا سيد الرقباء كلّهم
حن على أشيب متصابٍ
قد جرّد الله منه وسامةً
وأبقى له صلعة المتباكي
لا يرجو عطاء من كريم
سوى عبور لديار المشتاق
عدل الحكيم جلسته فقال:
هن من الهوان، والهوان أعلى مراتب المذلة، الهاء لا تهدي إلا إلىالهاوية،
والنون نار، حميم، ماؤها يغلي الخليل
لو خلت دنيانا من هن لأصبحنا نحن والملائكة إخوانًا،
أتعلم أن فيسيولوجيا الطمث تغذّي أنطولوجيا الخداع،
وأروماكولوجيا الرحم تجذب الشر.
البرهان أمام عينيك وكنت تقرؤه لا تبطله محاجة آنية أو آنوية،
تَعَطّلت مسيرة الكون وتراجع العقل الكامل بسبب هن، وهذا يؤكّدهالمنطق الداخلي وإن كان المنطق الخارجي يحدث بعض الإشكال ولكنلا يعتبر حجة مبرهنة.
لست مسوجنينًا، وأنا مستعد أن أثبت لك ذلك، ولكنها رؤية تتجاوزالتجديد وتسبر ما وراء الوراء، ولا تنتهي عند
ما بَعْد البَعْد.
يا صديقي:
سوطك بيدها
شعرك أطول من شعرها
اشمئزازك فاقد للمنطق
يا صاحبي:
النقد هجاء مبطَّن بهوس العصرنة
فيه الجمهور ضحية
والنص كرة ملعبٍ أنت فيه الخصم والحكم.
يا صديقي:
أنت والحانوتي طينة واحدة.
كيف ذلك؟!
رزقكما على الأموات
هو يكفّنهم ثم يدفنهم
وأنت تُشرّحهم ثم تُؤبّنهم.
أيها الـمُلْهَم:
هل هذا النص الـمُلْهِم
مقتَطعٌ من كتابك القادم حفريات في قشرية الحرف؟
لا، هذا النص من مقدمة كتابي، أنسنة الحيوان.
يا صديقي الـمُلْهَم،
ستر الله سوءتك
كما ستر عورة الحيوان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى