محمد عارف مشة - قصة كقهوة رديئة

ـــ
يحرص عبد العزيز على أن ﻻ يغامر بالعطس ، خشية هبوط مفاجئ لسرواله الواسع . لم يحدث أن تجرأ على المرور من أمام المروحة المنتصبة في الركن من غرفته اليتيمة ، خشية أن يختل توازنه في المشي ، أو يحلق كما الريشة في غرفته .

عبد العزيز ناهز الخمسين من عمره ؛ ﻻ أحد يستطيع أن يجزم من أين جاء ، وكيف أقام في هذه الغرفة العتيقة إلا الله ... صمته الدائم وعدم احتكاكه بأحد من أبناء الحارة ، إضافة إلى حركاته الغريبة في السوق ، دفعت بالأزواج الغيرة على زوجاتهم ، ومنعهن الذهاب إلى السوق دون رفقتهم . وقد كانوا يكرهون مرافقة زوجاتهم ، بسبب الملل الذي يصيبهم عادة بسبب طول انتظارهن ، إلى أن يفرغن من الثرثرة والرغبة في نبش البضاعة ، ويخرجن كما دخلن بلا شراء .

اعتقد أن مقدمة القصة هذه بداية فاشلة لقصة رديئة ، ويجب أن تكون أكثر تشويقا وجذبا للقارئ ، سأحاول مرّة أخرى .
ذهب عبد العزيز إلى الحمام كي يغتسل ، فوجد الحمام مشغولا بأحد أفراد ....... لا . لا . المقدمة هذه أكثر سوءا .
ـ هل نسيت كيف تكتب القصة بعناصرها الصحيحة؟ . سألني
* أعرف . أعرف . بداية مشوّقة يطلق عليها التمهيد للقصة ، ويجب أن تكون مشوّقة جاذبة ، تليها العقدة أو حبكة القصة ، تشتمل على الحكاية ، ولا بأس من بعض الحوارات ، ثم تنتهي القصة بخاتمة تكون مقنعة .
ـ افعل ذلك إذن . ماذا تنتظر
* لماذا لا أبدأ بكتابة القصة بشكل معكوس . قلتُ
ـ كيف ؟ سألني
* سأبدأ بالخاتمة ثم البداية وأخيرا تكون عقدة القصة والحكاية و ...
ـ كيف ؟ سألني بغيظ

* مات عبد العزيز .
ـ والبداية ؟
* ولد عبد العزيز
ـ ولد عبد العزيز ومات . وأين العقدة في القصة . أقصد أين المشكلة والحوار في القصة ؟
* المشكلة ما بين الولادة والموت تكون عقدة الحكاية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى