الديوان الخامس والأربعون للشاعر السعيد عبدالغني
من الديوان:
الوحدة قد تطور الإنسان إلى شاعر أو مجنون أو منتحِر.
*
لا يمكن أن ينزع الوحدة أى آخر
إن كانت حقيقية .
*
الوحدة تدمر كل المشاعر تجاه الاخر
وتجاه الذات
وتجاه العالم
والماوراء .
*
شربت كل سموم الوحدة
السموم الشهية
السموم الكريهة
وسألت العالم أن يبتعد عن لب أمومتى .
*
أعوام طويلة وأنا فى الوحدة
فى الجحيم الارضي
لا يجذبني أحدا
أنام فى حضن الغرباء
ولا أبرىء ذاتي من الجنون ،
أعوام طويلة وأنا بلا ملجأ أرضي أو سماوي
أفرد ظلمتي على الورقة
وصرخاتي وعويلي اخفيهم فى باطني ،
اعوام كثيرة فى العالم بلا حياة واقعية
بلا روابط مع أى شىء سوى الموت
بلا ضحكات حقيقية
وبلا شغف يشدني له .
*
الوحدة بداية التجريد
والجنون نهايته ،
الوحدة عقاب الغياب عن المحسوس
والصورة الواقعية الكلية ،
أجمل ما فعل الشعر بي أنه ضيع اجوبه الأسئلة الماهوية كلها .
*
عندما تكون وحيدا تستمع إلى صمت الوجود بشغف بدون أن يعكر ذلك شيئا ، تحب أن ترى الشروق والضوء وهو يعبر على جسدك ولكن عليك إن كنت وحيدا أن تكون مجنونا ، لن تكتمل الوحدة إلا بالجنون .
*
الوحدة حضارة الغامض
والوحيد لغة الانسلاخ .
*
صيرتني الوحدة كائنا بشعا لامفهوما غامضا
تائقا للنأي بكل أشكاله ، المنصوص عليه واللامنصوص من الجنون ..
*
الوحدة احتواء جميع الافلاك
بعيد النشوة ومأتم الألم
بتجارب المكوث الطائش والرحيل الجدي
والمشي على جلد النهاية العرق دوما.
انسلخ من فلك إلى ثري؟
من معبود إلى عابد؟
من نار إلى رماد؟
من مفر إلى عدم؟
ألقي جميع خيوطي فى فك الصدفة
ألقي جهاتي الممزقة
واتنسك فى ضلال الخلوة التى بلا دروب اليها .
*
الوحدة هى أن تكون وداعي الحلم،
عارى الروح ،
مدجج بالميثولوجيا ،
مفتوح الألم ،
حشدي المشاعر ،
ظلامي النهاية ،
مذبوح البداية
*
الوحدة كونى الكلاسيكى
يدوم فيها وجدى له حتى ينفصل وجودى عنه
بعد سعي كل شىء بهياج لمجهوله
*
الوحدة
الجنون
الانتحار
من صفقات المعنى للوجود. .
*
بى كل قصص الوحدة
قصص التيه
قصص الخراب
قصص الألم
قصص العربدة
قصص النفي
.
.
دير أنا بلا وحي وبلا محيط
فى الأرض المستثارة للانسلاخ .
*
التي تعددني الوحدة .تعددني وتهدد وحدانيتي. الذي يوحدني هو الآخر .
*
أتأمل كثيرا فى سياسية المتخَيّل ، هل هو سلعة الوحدة الوحيدة ؟ أم أن الوقوع كلها انعكاس تأويلي له ؟ هل يمكن أن أستشهد به على وجودى ؟ هو القوة الكبرى ضد تشيء قلبي .
*
فى الوحدة
الموت خيال مآته
على عتبة كل معنى أدركه .
فى الوحدة
كل شىء حر وحي إلا أنا
كل شىء سرد للجنون .
الوحدة ملكوت يضم بعنف كضمة المطرود .
*
هل الوحدة يتحقق فيها اي عرفان سوى الجنون؟
هل انا وحيد لكى أهرب من مسؤولية اي اخر لمسؤولية الافكار؟
هل هي حل بعد الاشتراك في خراب العالم؟
*
الوحدة
اختلاط الأجسام ، الأرواح
لا برازخ.
أدركها كما تدركني
وتدركني كما أدركها.
أن تختفي أنا وأنت في خضمها.
أن نتعدى على الطور التكويني.
*
كنت أظن الوحدة بيت الالتئام لمتشذراتي
ولكنها شذّرت المشذّرات أكثر
الوحدة بيت الكريه ولكن بلا أفق الاجتماع مع الآخر كأنه الملاذ
لا ملاذ بكثرة وبنقاء النار .
*
السكر فى الوحدة يضاعفها سجنا وسراحا
حيث لا فيزياء موجودة بطبيعتها الواقعية
كله مفكك محلل من عبئه
كله ينثر كذب هويته ..
الوحدة أوسع سجن ممكن وموجود
العالم اضيق منها
بنغم اوبرائي ينازع الاذن .
كنية تجوز لكل شىء " سجن"
وكناية الوحدة عن الانسحار للاله بذاته ..
كل شىء كامل وحيد
كل شىء كامل يجب أن يكون من الغائبين
مهجورا بعد الوعي والإدراك ..
*
الوحدة الأرض المبهوتة
أرض المعاني المنبوذة والنفي الكوني
أرض الإحيائية والزوال .
أنطوي
أنكمش
أتكوم
فى الزاوية المتقلصِة
الجدران تتحرك للداخل وما عليها من نقوش
والسقف يتدرج فى الهبوط وما عليه من غيم .
الوحدة شق الألوهة فى المجرد .
*
بقوة وحشية هربت من العالم إلى الوحدة
بقوة إرادتيّ الخلق والتدمير
ويقيت هناك إلى أن احتويت الكون
وخليت منه بعد ذلك .
فرزت كل شىء بالشعر
ودمجت كل الدلالات بدلالته .
هوّست المعنى بالجنون .
*
أنام فى مضجعى
وقلبي يخفق بتفريد الوحدة
وعقلى يحاول أدلجة المرئي فى تشكيل آخر
أطمع فى نور أكثر من القمر
وجهد أكبر من بخار المخيلة
وأنقضى ولا ينقضى الليل
يؤثر الامتداد على الزوال فى جوهري .
*يا عارف
لا تقتل يا عارف
دلالة عرفانك إلا إن آلمك
إلا أن كشفك لا حجبك .
لا تقتل يا عارف تاريخ عرفانك لاجل أحد
فعونك الوحيد فى وحدتك لا العالم .
اغلب غريزتك بما اؤتمن فيك من الرؤى
ومن مجاهيل منتشية .
لا تطع كهنة الطيوف المفقودة
ولا تقترض منهم حضورك
فأنت أخف من الاحتمال
وأعلى من دوحة المعنى .
فض بطعومك فى كل محيطات الضوء والظلمة
وأجرك فى ما تشعره فى رحلتك وخطوتك لا فى أى شىء آخر
وذريتك ما خلقته وما دمرته وما سلخته منه فيه .
طع طعونك المستيقظة والنائمة في روحك
لا نشواتك المدمرة نفيك.
ولد عروشك من وحيه وعمدها بفناءك
ولا تؤوب بعدها لوجودك.
لينك ديوان "حريق الشمول" ل السعيد عبدالغني
من الديوان:
الوحدة قد تطور الإنسان إلى شاعر أو مجنون أو منتحِر.
*
لا يمكن أن ينزع الوحدة أى آخر
إن كانت حقيقية .
*
الوحدة تدمر كل المشاعر تجاه الاخر
وتجاه الذات
وتجاه العالم
والماوراء .
*
شربت كل سموم الوحدة
السموم الشهية
السموم الكريهة
وسألت العالم أن يبتعد عن لب أمومتى .
*
أعوام طويلة وأنا فى الوحدة
فى الجحيم الارضي
لا يجذبني أحدا
أنام فى حضن الغرباء
ولا أبرىء ذاتي من الجنون ،
أعوام طويلة وأنا بلا ملجأ أرضي أو سماوي
أفرد ظلمتي على الورقة
وصرخاتي وعويلي اخفيهم فى باطني ،
اعوام كثيرة فى العالم بلا حياة واقعية
بلا روابط مع أى شىء سوى الموت
بلا ضحكات حقيقية
وبلا شغف يشدني له .
*
الوحدة بداية التجريد
والجنون نهايته ،
الوحدة عقاب الغياب عن المحسوس
والصورة الواقعية الكلية ،
أجمل ما فعل الشعر بي أنه ضيع اجوبه الأسئلة الماهوية كلها .
*
عندما تكون وحيدا تستمع إلى صمت الوجود بشغف بدون أن يعكر ذلك شيئا ، تحب أن ترى الشروق والضوء وهو يعبر على جسدك ولكن عليك إن كنت وحيدا أن تكون مجنونا ، لن تكتمل الوحدة إلا بالجنون .
*
الوحدة حضارة الغامض
والوحيد لغة الانسلاخ .
*
صيرتني الوحدة كائنا بشعا لامفهوما غامضا
تائقا للنأي بكل أشكاله ، المنصوص عليه واللامنصوص من الجنون ..
*
الوحدة احتواء جميع الافلاك
بعيد النشوة ومأتم الألم
بتجارب المكوث الطائش والرحيل الجدي
والمشي على جلد النهاية العرق دوما.
انسلخ من فلك إلى ثري؟
من معبود إلى عابد؟
من نار إلى رماد؟
من مفر إلى عدم؟
ألقي جميع خيوطي فى فك الصدفة
ألقي جهاتي الممزقة
واتنسك فى ضلال الخلوة التى بلا دروب اليها .
*
الوحدة هى أن تكون وداعي الحلم،
عارى الروح ،
مدجج بالميثولوجيا ،
مفتوح الألم ،
حشدي المشاعر ،
ظلامي النهاية ،
مذبوح البداية
*
الوحدة كونى الكلاسيكى
يدوم فيها وجدى له حتى ينفصل وجودى عنه
بعد سعي كل شىء بهياج لمجهوله
*
الوحدة
الجنون
الانتحار
من صفقات المعنى للوجود. .
*
بى كل قصص الوحدة
قصص التيه
قصص الخراب
قصص الألم
قصص العربدة
قصص النفي
.
.
دير أنا بلا وحي وبلا محيط
فى الأرض المستثارة للانسلاخ .
*
التي تعددني الوحدة .تعددني وتهدد وحدانيتي. الذي يوحدني هو الآخر .
*
أتأمل كثيرا فى سياسية المتخَيّل ، هل هو سلعة الوحدة الوحيدة ؟ أم أن الوقوع كلها انعكاس تأويلي له ؟ هل يمكن أن أستشهد به على وجودى ؟ هو القوة الكبرى ضد تشيء قلبي .
*
فى الوحدة
الموت خيال مآته
على عتبة كل معنى أدركه .
فى الوحدة
كل شىء حر وحي إلا أنا
كل شىء سرد للجنون .
الوحدة ملكوت يضم بعنف كضمة المطرود .
*
هل الوحدة يتحقق فيها اي عرفان سوى الجنون؟
هل انا وحيد لكى أهرب من مسؤولية اي اخر لمسؤولية الافكار؟
هل هي حل بعد الاشتراك في خراب العالم؟
*
الوحدة
اختلاط الأجسام ، الأرواح
لا برازخ.
أدركها كما تدركني
وتدركني كما أدركها.
أن تختفي أنا وأنت في خضمها.
أن نتعدى على الطور التكويني.
*
كنت أظن الوحدة بيت الالتئام لمتشذراتي
ولكنها شذّرت المشذّرات أكثر
الوحدة بيت الكريه ولكن بلا أفق الاجتماع مع الآخر كأنه الملاذ
لا ملاذ بكثرة وبنقاء النار .
*
السكر فى الوحدة يضاعفها سجنا وسراحا
حيث لا فيزياء موجودة بطبيعتها الواقعية
كله مفكك محلل من عبئه
كله ينثر كذب هويته ..
الوحدة أوسع سجن ممكن وموجود
العالم اضيق منها
بنغم اوبرائي ينازع الاذن .
كنية تجوز لكل شىء " سجن"
وكناية الوحدة عن الانسحار للاله بذاته ..
كل شىء كامل وحيد
كل شىء كامل يجب أن يكون من الغائبين
مهجورا بعد الوعي والإدراك ..
*
الوحدة الأرض المبهوتة
أرض المعاني المنبوذة والنفي الكوني
أرض الإحيائية والزوال .
أنطوي
أنكمش
أتكوم
فى الزاوية المتقلصِة
الجدران تتحرك للداخل وما عليها من نقوش
والسقف يتدرج فى الهبوط وما عليه من غيم .
الوحدة شق الألوهة فى المجرد .
*
بقوة وحشية هربت من العالم إلى الوحدة
بقوة إرادتيّ الخلق والتدمير
ويقيت هناك إلى أن احتويت الكون
وخليت منه بعد ذلك .
فرزت كل شىء بالشعر
ودمجت كل الدلالات بدلالته .
هوّست المعنى بالجنون .
*
أنام فى مضجعى
وقلبي يخفق بتفريد الوحدة
وعقلى يحاول أدلجة المرئي فى تشكيل آخر
أطمع فى نور أكثر من القمر
وجهد أكبر من بخار المخيلة
وأنقضى ولا ينقضى الليل
يؤثر الامتداد على الزوال فى جوهري .
*
لا تقتل يا عارف
دلالة عرفانك إلا إن آلمك
إلا أن كشفك لا حجبك .
لا تقتل يا عارف تاريخ عرفانك لاجل أحد
فعونك الوحيد فى وحدتك لا العالم .
اغلب غريزتك بما اؤتمن فيك من الرؤى
ومن مجاهيل منتشية .
لا تطع كهنة الطيوف المفقودة
ولا تقترض منهم حضورك
فأنت أخف من الاحتمال
وأعلى من دوحة المعنى .
فض بطعومك فى كل محيطات الضوء والظلمة
وأجرك فى ما تشعره فى رحلتك وخطوتك لا فى أى شىء آخر
وذريتك ما خلقته وما دمرته وما سلخته منه فيه .
طع طعونك المستيقظة والنائمة في روحك
لا نشواتك المدمرة نفيك.
ولد عروشك من وحيه وعمدها بفناءك
ولا تؤوب بعدها لوجودك.
لينك ديوان "حريق الشمول" ل السعيد عبدالغني
تحميل كتاب حريق الشمول تأليف السعيد عبدالغني pdf
تحميل كتاب حريق الشمول pdf الكاتب السعيد عبدالغنيتحميل كتاب حريق الشمول PDF - السعيد عبدالغنيهذا الكتاب من تأليف السعيد عبدالغني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
foulabook.com