كان الشيخ ياسين محبا لأفراد عائلته وأصبح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجو العائلي الذي ألفه كما أنه لم يستطع صبرا على أولاده الذين غادروا البيت الكبير بعد زواجهم إناثا وذكورا . فكان يفكر في طريقة للم ّ شمل العائلة ولو مرة واحدة في الأسبوع . فوجه دعوة لأولاده وأصهاره لحضور مأدبة أعدت خصيصا للقائهم ليجعل من بيته مسرحا للقاء الأبناء والأحفاد .
كانت وحيدة هي من تقوم رفقة أمها بتحضير مأدبة اللقاء .فهي البنت الوحيدة التي لم تزل في حرم بيت والدها .كان يحبها كثيرا .فقد تعلقت به منذ نعومة أظافرها إلى أن أصبحت في ريعان شبابها وأصبحت بمثابة الهواء الذي يتنفسه لما تفيض به من بشاشة ومرح وحنان ونشاط تملأ بهم البيت بشرا وبهاء.
لم يتخلف من المدعوين أحد ..كانت فرحة الشيخ كبيرة وفي سهرة اللقاء قام بنفسه بتحضير الشاي الذّي كان يحسن طهيه وبعد تناول الشاي وقبل انصرافهم بعد السهرة طلب منهم أن يكون لقاءهم ولو مرة في نهاية آخر كل أسبوع.
في نهاية آخر الأسبوع الموالي اجتمعت العائلة كعادتها . وكانت إحدى بناته المتزوجات حبلى فأجآها المخاض ..إجتمعت الأم والأخوات من حولها وأخبرن والدها وزوجها بضرورة نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الولادة ..كانت الساعة تشير إلى تمام العاشرة ليلا . وعند ادخالها إلى المستشفى فحصها الطبيب المختص رفقة القابلة ..نظر الطبيب إلى القابلة وأمر بنقلها على الفور إلى غرفة العمليات لأنه أضحى من المستحيل أن تكون ولادتها طبيعية . أجريت لها عملية قيصرية أصيبت على إثرها بنزيف دموي حاد مما أدى بها إلى لفظ آخر أنفاسها ر غم المحاولات المتكررة لإنقاذها ...أخبرت القابلة الزوج والأب بعد خروج الطبيب الجراح متأسفا بسلامة المولود ووفاة الأم ..كانت حسرتهما كبيرة وكان مصاب العائلة جللا فتحول اللقاء إلى مأتم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة.
مضت الأيام والشهور وكان الطفل يكبر في كنف والده وجدته التي إهتمت بتربيته ورعايته . وعادت العائلة كعادتها إلى لقائها المعهود وأثناء سمرهم يقطع الشيخ ياسين كلام المتحدثين من أفراد عائلته قائلا : بالأمس ودعنا أختكم رحمها الله وها هو ذا زوجها يكابد الصعاب في تربية أبنائه الأيتام لذا قررت أن أزوجه ابنتي (وحيدة ) لتملأ بيته سعادة كما كانت أختها من قبل وتسهر على تربية أبنائه وتكون بمثابة الأم للمولود الجديد..
شاءت الأقدار أن تتزوج( وحيدة ) زوج أختها وعلى مضض بقرار أبويّ لتودع بعد ذالك كل ما كانت تحلم به في رسم حياتها لتتفرغ لحياة كلها مسؤولية وعناء..
تواتيت نصرالدين
كانت وحيدة هي من تقوم رفقة أمها بتحضير مأدبة اللقاء .فهي البنت الوحيدة التي لم تزل في حرم بيت والدها .كان يحبها كثيرا .فقد تعلقت به منذ نعومة أظافرها إلى أن أصبحت في ريعان شبابها وأصبحت بمثابة الهواء الذي يتنفسه لما تفيض به من بشاشة ومرح وحنان ونشاط تملأ بهم البيت بشرا وبهاء.
لم يتخلف من المدعوين أحد ..كانت فرحة الشيخ كبيرة وفي سهرة اللقاء قام بنفسه بتحضير الشاي الذّي كان يحسن طهيه وبعد تناول الشاي وقبل انصرافهم بعد السهرة طلب منهم أن يكون لقاءهم ولو مرة في نهاية آخر كل أسبوع.
في نهاية آخر الأسبوع الموالي اجتمعت العائلة كعادتها . وكانت إحدى بناته المتزوجات حبلى فأجآها المخاض ..إجتمعت الأم والأخوات من حولها وأخبرن والدها وزوجها بضرورة نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الولادة ..كانت الساعة تشير إلى تمام العاشرة ليلا . وعند ادخالها إلى المستشفى فحصها الطبيب المختص رفقة القابلة ..نظر الطبيب إلى القابلة وأمر بنقلها على الفور إلى غرفة العمليات لأنه أضحى من المستحيل أن تكون ولادتها طبيعية . أجريت لها عملية قيصرية أصيبت على إثرها بنزيف دموي حاد مما أدى بها إلى لفظ آخر أنفاسها ر غم المحاولات المتكررة لإنقاذها ...أخبرت القابلة الزوج والأب بعد خروج الطبيب الجراح متأسفا بسلامة المولود ووفاة الأم ..كانت حسرتهما كبيرة وكان مصاب العائلة جللا فتحول اللقاء إلى مأتم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة.
مضت الأيام والشهور وكان الطفل يكبر في كنف والده وجدته التي إهتمت بتربيته ورعايته . وعادت العائلة كعادتها إلى لقائها المعهود وأثناء سمرهم يقطع الشيخ ياسين كلام المتحدثين من أفراد عائلته قائلا : بالأمس ودعنا أختكم رحمها الله وها هو ذا زوجها يكابد الصعاب في تربية أبنائه الأيتام لذا قررت أن أزوجه ابنتي (وحيدة ) لتملأ بيته سعادة كما كانت أختها من قبل وتسهر على تربية أبنائه وتكون بمثابة الأم للمولود الجديد..
شاءت الأقدار أن تتزوج( وحيدة ) زوج أختها وعلى مضض بقرار أبويّ لتودع بعد ذالك كل ما كانت تحلم به في رسم حياتها لتتفرغ لحياة كلها مسؤولية وعناء..
تواتيت نصرالدين