حسين عبروس - عصافير أبودومة.. قصة للأطفال..

اهداء الى صديقي الراحل الشاعر المصري / محمد أبو دومة
--


ملخص القصة:
تتضمن هذه القصة موضوع الحنين الى الوطن من خلال تلك الطيور التي كانت تتردد على الشجرة التي ولدت فيها، وتضع بيضها في نفس المكان.وهكذا تستمر رحلة الحنين الى الوطن من جيل إلى جيل آخر.وتلك سنة الحياة عند البشر والطيور والكائنات الحيّة.
النصّ :
- البيت يحكي أسرار من سكنوه أوّل مرّة ، يحفظ أسماء كلّ الذين دخلوا إلى بهوه الواسع الجميل وتسامروا في لياليه الصيفيّة المقمرة .
كبر الأطفال جميعا، ومازال البيت العتيق شامخا في وجه الزمن المتغيّر، وتطاولت البنايات حوله، غيرأن( أبو دومة) لم تفارقه صورة الجد ، وهو يردّد تلك الأدعيّة في كلّ صباح قائلا: " أصبحنا وأصبح الملك لله"
- مرت السنوات متسارعة، وأصبح " أبو دومة" اسما مرموقا في الوسط الأدبي في البلاد االعربية. جلس ذات يوم على شاطئ النهر، وهو يكتب قصيدته الأخيرة وقد سرحت به الذاكرة بعيدا.، وأعادته إلى أيام الطفولة في ذلك البيت العتيق الذي ورثه عن والده ، وهو يقول: لك الله أيّها البيت يا من شهدت مولدي وحفظت أسرار طفولتي .لك الله أيّها المكان الذي لم يزل يحفل بالحب والذكريات الجميلة ، وأنت تقف شامخا بأسوارك الالية ونقوشك العربية الزاهية، وبشجرة التين العتيقة التي عمّرت طويلا فزادتها السنوات قوّة وكبرياء.
- توقف " أبو دومة" عن الحديث ، ثمّ نهض من مكانه متثاقلا يحمل أوراقه بين يديه، وسار في ذلك الشارع الطويل الذي يمتدّ باتجاه البيت ، وهويخترق الصفوف بين المارة من الناس. لم يمض من الوقت طويلا حتىّ وصل إلى البيت وراح يطرق على الباب طرقا خفيفا.فتحت زوجته ( آمنة) الباب واستقبلته كاالعادة بابتسامتها الرائعة قائلة: عدت اليوم باكرا على غير عادتك.لم يردّ عنها " أبو دومة"
- دخل إلى بهو البيت واقترب قليلا من شجرة التين ، ثم راح يحدث زوجته قائلا: لها هل تعرفين السرّ الذي تحفظه هذه الشجرة يا "آمنهّ"؟
- ارتسمت على وجهها ابتسامة ساحرة، وهي تقول :إنّها شجرة جدك وثمارها لذيذة حلوة، وسرّها أيّها الشاعر أنّها ذكرت في كتاب الله العزيز. وراحت تتلوا الآية الكريمة ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين .لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.......) وهنا قاطعها قائلا: صدق اللع العظيم ، ولكن هل عرفت السرّ يا أم الأمين.؟ وفي تلك اللحظة تجمّع حولها أطفالها ، وراح " أبو دومة"ّ يقصّ عليهم سرّ شجرة التين.
قائلا: لكم أن تعرفوا يا صغاري بأن أعظم سرّ في حياة الإنسان هو حنينه الدائم الى البيت أو الوطن الذي ولد وترعرع فيه ن وسرّ هذه الشجرة أنّها تحنّ إلى صاحبها الأوّل الذي غرسها أن ولمّا استوت شجرة شامخة بأغصانهاوثمارها أصبح سرّها الثاني يكمن في عودة زوجين من العصافير إليها في كلّ موسم الربيع فيصنعان عشهما ويضعان بيضهما، وعندما تخرج الفراخ إلى الحياة تغادر المكان مع والديها، ويعود اثنان منهما في العام القادم ليعششا في نفس المكان وتلك دورة الحنين التي لا تنتهي.
- قال الطفل رشاد: ترى أين يكمن السرّ في حياة هذين العصفورين؟
ردّ والده السرّ هو أن هذه العصافيرإذا وضعت بيضها وفقست الفراخ تموت بعد ذلك لتخلفها الفراخ في العودة من جديد يشدهما الحنين الى نفس المكان الاول الذي ولدت فيه. وكذلك الأمر عند الإنسان يظل يشدّه الحنين الى مسقط رأسه والحنين الى وطن الاباء والأجداد. مهما اغترب بعيدا عن موطنه ،وتلك هي دورة الحنين والحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى