إبراهيم العميم - عبء الوجود

عبء الوجود هَلَّ رحلت عن كاهلي؟
عبثًا تأتي لا على حين غَرَّة
أو صدفة،
والصدفة شيء من الوجود
أتقلب نحو الأعلى و ذات الأسفل تارة
خالفت سنن الكون،
والكون خلاف
كلما انبرت لنا حجج أطاحت بها لجج الحقائق
حقائق تهافتت بها حقائق
الحق له عدة أوجه
فأي وجهة اتبعت حق
كل زمن يحرقه عبث الجدال
لهث السؤال كسر سكينة اللحظة
ما في الجواب وعاء
زاغ السؤال عن الهدى
فدعه لعاثر الشك
إن كنت ذا شغف بالدنيا
لا تسأل عن مريبة
واشرب على حوض مناياها قَعْب الحياة
العمر كفقرات الظهر في كل عام له انحناء
بعد العلو يحودبه درج التراب
عكازك وإن قلّ خطوه له صهيل شغف
وعَدْو مشتاق
خذ منها قبل غدر مشاربها
ما للحسام في غمده قرار
كالرشفة لا تسقي ضمآن
لا يشفي غليل غير
لعق الرضاب
الماء وإن كان عكرًا منبعه
له في قاع الكأس صفاء
لا يسقط النادل كُوْزًا حامله
والناي حزنه من جرح الأشجار
في كل جارحة حال متعة
حتى هفيف الرمش فيه إمتاع
أكرع من هذا الكون فوق ثمالة
كل الأخبار سوداء
حتى المطر يهطل رمادًا
الفرح صار أمنية
القادم طيف أحمق
والهجرة سِراج الغرباء
تشافيت منها بهجر صبابها
وأدركت أن لكل زمن إيوانًا
ما عادت عروق الساق واقفة
ولا رحيق الليل له أنف
كان العقل صهيل صانفات
لا لجام ولا سَرْج
لا يُقطَف الورد إلا بأصبعين
ثالثهما متى استُخدم كان إيلامًا
وكل رسم عتيق دارسه
له في شفيف القلب إنسان
على رسلك أيها الزمن رويدًا رويدًا،
لا تسرق الوقت من آجالنا
ليكن خطوك مهلًا على مهل
بين آتية ولا ريب
بين بغتة وأيَّان مرساها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى