شكرا مارك
شكراً لأنك وصّلت حبلنا المقطّع.. قرّبت البعيد.. وعجّلت بوصول الأخبار والبريد.
شكراً لتسلية استحوذت على اهتمام الجميع.. كبيرنا وصغيرنا وسيّدنا وخادمنا وذكيّنا وأبلهنا، ما عجزت عن فعله أكبر قوّة عالمية.
شكراً لموسوعة حياتية شاملة من أتفه ذرّة لأعظم جرم.
لكنّ قلبي غيرُ راضٍ ولا سعيد...
أستهجن نفسي وأنا أعزّي هذا وأبارك لذاك بنفس اللحظة، وكأنّ هذه المضغة الدافقة في صدري ليست أكثر من روبوت واقعي عملي يؤدّي الواجبات على أكمل وجه.
وأشفق على نصّ كتبه صديق كعصارة روح يُقرأ كخبر سريع في جريدة صباحية، والمطلوب أن يرفده بنصّ آخر كي لا يأفل نجمه في زحمة الوجوه، أو يُنسى كأنّه لم يكن.
شكراً للشهرة التي تقدّمها للكثيرين الذين يجيدون الترويج لبضاعتهم، وللرصيد المقاس بعدد اللايكات والمشاهدات..
شكراً لتحريضك الإبداع والارتجال على مسرح جوّال، رغم أنّ الإبداع تحوّل لبحث عن الفكرة بدل هبوطها كورقاء الروح.
شكراً لأنّ أبواب الحبّ صارت مفتوحة على مصاريعها.. والعلاقات العاطفية على قدم وساق، حتى كأنّ هذا الكوكب البائس يرفل بالمحبة والسلام.
شكراً.. شكراً
إن نعدّ نعماءك علينا لا نحصيها..
لكن فلتُجبني لطفاً...
لماذا صرنا أكثر قلقاً وأرقاً ونفاقاً.. وغربةً وتوحّداً وأنانية.. حتى ولو كتبنا المعلّقات عن فضيلة الصمت وتمجيد الوحدة؟!
ولماذا كلّ هذا النزيف الأزرق لم يشفِ جراحنا بل تحوّل ل "غرغرينا"؟!
شكراً مارك.. سيّد عصرك الأعظم.
أخيرا عزيزي مارك..
سأهمس لك بأمر..
جيلنا هو الأتعس.. لأنه عاصر مرحلتين.. كأنه في عنق البرزخ.. بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني.. بين ساعي البريد الذي انتظرناه لشهور.. وضغطة زر بأجزاء من الثانية تصلنا مع سكّان المريخ.. بين المدينة الفاضلة وفضلات المدينة.
يروق لي ونجمي يأفل أن أتدارك مصطلحات العصر..
أن أعرف ما المقصود بالسيو.. كيف أكتب مقالاً يتوافق مع السيو..
فأجد البرزخ يضيق ليقول لي لقد فات الأوان... والسيو للعلم هو لغة العصر ويعني "كيف تجعل منتجك يتصدّر محرّكات البحث على النت".. عبر كلمات معينة مفتاحية.. أما ما هو المنتج وما قيمته فيأتي بالدرجة الثانية.
اقرؤوا معي رواية "أرض الجودة".. رواية خيالية لحال سيقدم عليه البشر خلال زمن متسارع قياسي... ربما لطّفت وقع مقالي هنا.
وصباحكم فل
شكراً لأنك وصّلت حبلنا المقطّع.. قرّبت البعيد.. وعجّلت بوصول الأخبار والبريد.
شكراً لتسلية استحوذت على اهتمام الجميع.. كبيرنا وصغيرنا وسيّدنا وخادمنا وذكيّنا وأبلهنا، ما عجزت عن فعله أكبر قوّة عالمية.
شكراً لموسوعة حياتية شاملة من أتفه ذرّة لأعظم جرم.
لكنّ قلبي غيرُ راضٍ ولا سعيد...
أستهجن نفسي وأنا أعزّي هذا وأبارك لذاك بنفس اللحظة، وكأنّ هذه المضغة الدافقة في صدري ليست أكثر من روبوت واقعي عملي يؤدّي الواجبات على أكمل وجه.
وأشفق على نصّ كتبه صديق كعصارة روح يُقرأ كخبر سريع في جريدة صباحية، والمطلوب أن يرفده بنصّ آخر كي لا يأفل نجمه في زحمة الوجوه، أو يُنسى كأنّه لم يكن.
شكراً للشهرة التي تقدّمها للكثيرين الذين يجيدون الترويج لبضاعتهم، وللرصيد المقاس بعدد اللايكات والمشاهدات..
شكراً لتحريضك الإبداع والارتجال على مسرح جوّال، رغم أنّ الإبداع تحوّل لبحث عن الفكرة بدل هبوطها كورقاء الروح.
شكراً لأنّ أبواب الحبّ صارت مفتوحة على مصاريعها.. والعلاقات العاطفية على قدم وساق، حتى كأنّ هذا الكوكب البائس يرفل بالمحبة والسلام.
شكراً.. شكراً
إن نعدّ نعماءك علينا لا نحصيها..
لكن فلتُجبني لطفاً...
لماذا صرنا أكثر قلقاً وأرقاً ونفاقاً.. وغربةً وتوحّداً وأنانية.. حتى ولو كتبنا المعلّقات عن فضيلة الصمت وتمجيد الوحدة؟!
ولماذا كلّ هذا النزيف الأزرق لم يشفِ جراحنا بل تحوّل ل "غرغرينا"؟!
شكراً مارك.. سيّد عصرك الأعظم.
أخيرا عزيزي مارك..
سأهمس لك بأمر..
جيلنا هو الأتعس.. لأنه عاصر مرحلتين.. كأنه في عنق البرزخ.. بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني.. بين ساعي البريد الذي انتظرناه لشهور.. وضغطة زر بأجزاء من الثانية تصلنا مع سكّان المريخ.. بين المدينة الفاضلة وفضلات المدينة.
يروق لي ونجمي يأفل أن أتدارك مصطلحات العصر..
أن أعرف ما المقصود بالسيو.. كيف أكتب مقالاً يتوافق مع السيو..
فأجد البرزخ يضيق ليقول لي لقد فات الأوان... والسيو للعلم هو لغة العصر ويعني "كيف تجعل منتجك يتصدّر محرّكات البحث على النت".. عبر كلمات معينة مفتاحية.. أما ما هو المنتج وما قيمته فيأتي بالدرجة الثانية.
اقرؤوا معي رواية "أرض الجودة".. رواية خيالية لحال سيقدم عليه البشر خلال زمن متسارع قياسي... ربما لطّفت وقع مقالي هنا.
وصباحكم فل