صباح هذا اليوم صوت جلبة قريبة من رأسي ، استيقظت فزعا من كابوس حلم رأيته في منامي ، استيقظت فزعا ، مددت يدي تحت وسادتي . تفقدت الحذاء الذي اشتراه لي أبي ليوم العيد مازال تحت وسادتي ، تفقدت قميص ( البالة ) الذي اشترته لي أمي من دكان الملابس القديمة والبنطال الذي اشترته كان واسع الخصر يزيد طوله عن طول ساقي فقصّرته عند الخياط أبي حسن بعشرة قروش .
انتابتني حالة من الاطمئنان حين وجدت كل شيء على مايرام ، وبأن أحدا لم يسرق حذائي وثياب العيد . فركت عينيّ مبتسما ونهضت مسرعا إلى دلو الماء . رشقت وجهي بحفنتي ماء واتجهت نحو أبي الذي كان يجلس في ظل شجرة ( الكينا ) وسط الحوش ، ينفث حلقات أرجليلته . تقدمت نحوه . مددت يدي مصافحا . قبّلت يده فمنحني عشرة قروش عيدية ، لم أصدق عينيّ ما رأت ، أعدت النظر إلى المبلغ الخيالي ثانية ، تأكدت انها قطعة معدنية فضيّة ، إنها عشرة قروش ، همست لنفسي وركضت نحو أمي ممنيا نفسي بعشرة قروش أخرى لأكون الشخص الوحيد بين اولاد الحارة الذي يمتلك مثل هذا المبلغ الضخم . وصلت أمي ، صافحتها . قبّلت يدها ، مدّت يدها إلى جيبها ، تناولت صرّة النقود ، عيناي تتعلق بصرّة النقود وبحركات يد أمي ، تناولت المبلغ المالي !! تلقفت يدي يد أمي ، سحبت المبلغ من يدها ، نظرت إلى المبلغ ، قطعة فضيّة ، أمعنت النظر في القطعة النقدية ، تأكدت من قيمتها . خمسة قروش ، دسستها في جيبي . عدت إلى حيث حذائي وثيابي منتظرا قدوم الرجال الكبار .
ارتديت ثيابي . لبست حذائي اللامع الجديد . وقفت جوار الباب منتظرا استيقاظ أخي الكبير . طال وقوفي . مللت الانتظار . اتجهت نحو باب الحوش إلى الحارة متباهيا بثيابي وبحذاء لامع اشتريته بنصف دينار وفي جيبي مبلغا ماليا محترما أستطيع من خلاله مناكفة أولاد الحارة وكان أكثرهم رغبة في مناكفته خليل وسعيد ، توجهت لبيت خليل فوجدته مازال نائما . توجهت لبيت سعيد . طرقت الباب ودخلت . ففوجئت ببكاء سعيد وهو يجلس في الزاوية جوار الحائط الطيني . سألته عن سبب بكائه فلم يجبني وازداد نحيب بكائه فأفقدني محاولة إغاظتي له حين أبلغني أنه لم يشتر ثيابا جديدة للعيد وبأن اهله ذهبوا لزيارة قبر أبيه في العيد.
خرجت من بيت سعيد حيث مراجيح العم أبي العبد ، شعرت بشيء من الضيق . سرت في الشارع عائدا إلى بيتي . قابلني حنا وجريس يرتديان ثيابا جديدة . فرحت بهما . سرنا معا إلى أن وصلنا بيت أحمد . طرقنا الباب ودخلنا لتهنئته بيوم العيد . خرج لنا أبو أحمد . صافحنا . أعطى كل واحد فينا قرشين عيدية ، ركضنا نحو مراجيح العيد نحمل ثراءنا .
انتابتني حالة من الاطمئنان حين وجدت كل شيء على مايرام ، وبأن أحدا لم يسرق حذائي وثياب العيد . فركت عينيّ مبتسما ونهضت مسرعا إلى دلو الماء . رشقت وجهي بحفنتي ماء واتجهت نحو أبي الذي كان يجلس في ظل شجرة ( الكينا ) وسط الحوش ، ينفث حلقات أرجليلته . تقدمت نحوه . مددت يدي مصافحا . قبّلت يده فمنحني عشرة قروش عيدية ، لم أصدق عينيّ ما رأت ، أعدت النظر إلى المبلغ الخيالي ثانية ، تأكدت انها قطعة معدنية فضيّة ، إنها عشرة قروش ، همست لنفسي وركضت نحو أمي ممنيا نفسي بعشرة قروش أخرى لأكون الشخص الوحيد بين اولاد الحارة الذي يمتلك مثل هذا المبلغ الضخم . وصلت أمي ، صافحتها . قبّلت يدها ، مدّت يدها إلى جيبها ، تناولت صرّة النقود ، عيناي تتعلق بصرّة النقود وبحركات يد أمي ، تناولت المبلغ المالي !! تلقفت يدي يد أمي ، سحبت المبلغ من يدها ، نظرت إلى المبلغ ، قطعة فضيّة ، أمعنت النظر في القطعة النقدية ، تأكدت من قيمتها . خمسة قروش ، دسستها في جيبي . عدت إلى حيث حذائي وثيابي منتظرا قدوم الرجال الكبار .
ارتديت ثيابي . لبست حذائي اللامع الجديد . وقفت جوار الباب منتظرا استيقاظ أخي الكبير . طال وقوفي . مللت الانتظار . اتجهت نحو باب الحوش إلى الحارة متباهيا بثيابي وبحذاء لامع اشتريته بنصف دينار وفي جيبي مبلغا ماليا محترما أستطيع من خلاله مناكفة أولاد الحارة وكان أكثرهم رغبة في مناكفته خليل وسعيد ، توجهت لبيت خليل فوجدته مازال نائما . توجهت لبيت سعيد . طرقت الباب ودخلت . ففوجئت ببكاء سعيد وهو يجلس في الزاوية جوار الحائط الطيني . سألته عن سبب بكائه فلم يجبني وازداد نحيب بكائه فأفقدني محاولة إغاظتي له حين أبلغني أنه لم يشتر ثيابا جديدة للعيد وبأن اهله ذهبوا لزيارة قبر أبيه في العيد.
خرجت من بيت سعيد حيث مراجيح العم أبي العبد ، شعرت بشيء من الضيق . سرت في الشارع عائدا إلى بيتي . قابلني حنا وجريس يرتديان ثيابا جديدة . فرحت بهما . سرنا معا إلى أن وصلنا بيت أحمد . طرقنا الباب ودخلنا لتهنئته بيوم العيد . خرج لنا أبو أحمد . صافحنا . أعطى كل واحد فينا قرشين عيدية ، ركضنا نحو مراجيح العيد نحمل ثراءنا .