محمد محمود غدية - المرأة اللغز

لا يخاف المرأة التى يحبها ويراها لغزا، كما الطقس لا يمكن التنبؤ بتقلباته،
يراها جميلة جمالا باهرا غير قابل للقبض، غرابة الحياة والصدف والتوافقات والمرأة ايضا، كلها تجعلك تفكر الف مرة فى منطق الاشياء، ولأن حياتنا سلسلة متشابكة من ملايين الصدف الصغيرة، التى تقلب حياتنا رأسا على عقب، يتأمل السماء التى تبلغ من الصفاء، ان يتساءل المرء وهو ينظر اليها : هل يمكن تحت هذه السماء الصافية ان يعيش تحتها اناس يبغض بعضهم البعض ؟
هل عالم النساء يمكن إختزاله فى امرأة واحدة ؟
أشك .. لكل امرأة طعم ولون !
كانت تجلس على الطاولة المقابلة له باإستقامة حرف الألف دون إعوجاج، تكتب فى أجندةأصابعها الممسكة بالقلم رقيقة دقيقة، إنها المرأة اللغز التى يتحاشاها طول الوقت، لقد أطال النظر والمكوث، هذا ماحدث لا يستطيع السيطرة على ساعته البيولوجية الداخلية،
التى أربكت التقويم بداخله، لا يتوقف عن شراء العديد من الكتب، التى تتحدث عن المرأة آخرها كتاب قالوا لأنيس منصور، وفيه أقوال الفلاسفة فى كل العالم عن المرأة، اخذ يقلب فى صفحاته، بينما عيناه تكاد تقفز من محاجرهما لتمسك بالمرأة صاحبة الاصابع الرقيقة، طلب لها فنجان قهوة دون أن يسألها، وحين أشار النادل لمن أهداها القهوة، شكرته باإيماءة من رأسها، إحتست القهوة على مهل بتلذذ، بعدها حزمت أوراقها وإنتقلت الى طاولته بعد أن إستأذنته، ثمة اشخاص رائعون نلتقى بهم مصادفة كالتى التقاها الآن، بها شئ خاص يميزها عن جمهرة حسان النساء لايدرى ماهو ولا سبيل إلى مقاومته، ضحكت حين حدثها عن المرأة اللغز،
- قالت : هناك بعض القوانين ستبقى الغازا مستغلقة على الفهم، تلفت حوله لم يرها،
- فقط كانت هناك بقايا روج طبعت من شفاهها، على فنجان قهوتها بالطاولة المقابلة ولاأثر لإمرأة هناك،
يردد آخر ماقالته : إقرأ كثيرا عن المرأة إذا تزوجتها، إنسى ماقرأت .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى