عماد أبو زيد - مثل خلق الله.. قصة

في منتصف ليلة انطلق الصراخ من بيت أم محمد، هرعنا إلى بيتها، أخبرونا أن أبي محمد قد مات ، وفي ليلة ما اشتدت عليَّ آلام العصب السابع، وأنا أبيت وحدي في الشقة آنذاك،وماذا عساي ان افعل؟وفي الصبيحة امتحان اول مادة في الليسانس؛ ظللت أضرب بيدي في الحائط وقدمي أيضًا، وأضع فوطة في فمي، أجز عليها بأسناني، ألم رهيب في الفك السفلي لفمي، وفي ليلة ما غاب أبي عن الوعي بعض الوقت، وفي ليلة ما صرخت أمي من ضرسها.
اما في أيام فصل الخريف، وعند غروب الشمس تتمثل لي مخلوقات كثيرة عند مولدها ثم في حركاتها وسكناتها ثم سقوطها وتلاشيها .
صرت اؤثر النوم في وقت متأخر من الليل بجوار النافذة.. قبل الفجر بقليل يعود محمود مترنحا.. يقرع الباب وأمه تخرج توبخه وهو يستند بيده الي الحائط ويفرغ مافي جوفه ..ثم صابر يخرج وولده وبرفقتهما تروسكل محمل بمفروشات وسجاد..وهذه ضحكة ماجنة من الأسطى كرم ..اعتاد عليها وهو يشرب سيجارة في انتظار كوب شاي من زوجته ..وهي ترفع الأطباق من فوق الطبلية-هذا التقدير يستند إلى معلومات مرئية وصوتية سابقة- منذ الصبا وأنا لا أحظى بنوم عميق مثل خلق الله.. لكنني سعيد الآن بشغل مساحة الأرق التي تلازمني بدقات الحياة.. وانا مستلقي على ظهري.
لحظة من فضلكم لا احد يضحك وأنا أتخيل أحيانا ان سريري يدلف بي ليلا الي وسط الشارع.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى