محمد محمود غدية - سيمفونيات الوجع

جميلة رشيقة الخطى، قوامها بديع خصرها نحيل، شعرها مسافر فى كل الدنيا، كالشموس والأقمار، إختصرت سنوات الجامعة، فى التحصيل والمذاكرة والنجاح،
وكان لها ماأرادت بعد أن أسقطت من حساباتها أجمل مافى الحياة الحب،
شادى كان حبها الوحيد، رفضت السفر معه بعد أن جاءته منحة من إحدى الجامعات العلمية بالخارج،
كيف تضحى برئاستها للقسم بالجامعة وتسافر،
سافر شادى دونها، وضاع حلمها الجميل، فى لحظة عناد ومكابرة، وأيضا لم تستمع لصوت مشاعرها وقلبها، الذى أوصدته، كم كان الثمن باهظا، وهى تتأمل وجهها الذى طالته التجاعيد، وخطوط داكنة أسفل العينين، وزحف اللون الثلجى برأسها، كادت أن تكسر المرآة حين وجدت امرأة اخرى لا تشبهها، تتأمل جسدها المقيد فى ثوب محكم الإغلاق، أين ذهبت أنوثتها التى سرقت منها، بعد أن اهملتها ؟
- سنوات عمرها تتقافز، وهى تتناول العشاء فى آلية بليدة، دون تلذذ أو إستمتاع، يحوطها صمت موحش، وجدران باردة
- يفتح باب الشقة ويدخل شادى، يطبع قبلاته بوجنتيها، بينهما حب بحجم الكون، سألها عن الاولاد ؟ أجابته : أنهم فى ضيافة ماما، والليلة لنا وحدنا، إنه عيد زواجنا العاشر كل سنة وانت طيب، تبادلا القبلات والهدايا
وتقطيع التورتة، والتى كانت هديته لها مكتوب عليها بالشكولاتة :
ماحييت لن أنساك، وهل ينسى القلب شعاع النور الكامن فيه ؟
أطفئا الشموع والأنوار، وعمت الظلمة المكان، تدور حول نفسها تصرخ وتنادى : شادى
يعود صدى الصوت المضفور بالظلمة والوحشة،
لا شئ سوى فوضى وأطباق طعام فارغة، وبقايا امرأة وحيدة، أتلفها الغياب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى