أ. د. عادل الأسطة - زمن للصمت

حين اقتربت من المخيم انبثق في داخلي شعور غريب، لم أكن أشعر به من قبل، فلقد مضى على سكناي في هذا المخيم وقت طويل طول رحلة العذاب والنفي، الرحلة التي عاشها أهل هذا المخيم الصغير، ولقد تساءلت عن سر هذا الشعور الغامض غموض مساء خريفي فلم أجد جواباً شافياً، ولقد تضاعف هذا الشعور وأنا أنعم النظر في الدور المتراصة التي تحيط بالزقاق الضيق الذي أمر عبره باحثاً عن المقهى، وكانت تساؤلاتي هذه المرة تعبيراً عن الشعور الغريب الذي يسكنني كلما أقترب من أهل هذه البيوت التي تبدو أشبه شيء بعلب الدخان تارة، وعلب الكبريت طوراً، مع فارق مهم هو أن علب الدخان وعلب الكبريت أكثر أناقة، وبالتالي أكثر جاذبية.

والحقيقة أني حين كنت أغذ الخطى باتجاه المقهى، انما كنت أبحث عن صديقي غلبان، فلقد مر شهر كامل دون أن أشاهده وأثرثر معه. وشهر كامل لنا يعني زمناً طويلاً، وبخاصة أننا ما كنا لننقطع عن بعضنا البعض هذه المدة، لقد كانت لقاءاتنا سابقاً شبه يومية، ولم يكن أحدنا يبتعد عن الآخر، وحين يغيب شخص منا يكون الآخر قد أقام الدنيا وهو يبحث عنه، كنا في لقاءاتنا نتحدث عن المخيم واللجوء، نسترجع زمن الطفولة فيحدثني عن بؤسه، ونتصور زمناً لم يأت فنتحدث عن مدننا التي ولدنا بعيدين عنها، لكنها كانت تسكننا أكثر مما يسكننا هذا المخيم الذي كنا نعتبره محطة عابرة لا بد ذات نهار وأن نغادرها إلى مكان أجمل.

وحين اقتربت من المقهى شعرت بحرج كبير، فلم أكن لارتاد المقاهي، بل وكثيراً ما كنت ألوم صديقي لأنه يجلس في هذه الأمكنة التي لا تعدو أن تكون مضيعة للوقت، ولم أكن لاقتنع بكلامه حين يقول لي أنها المكان الوحيد الذي باستطاعته أن يقضي فيه وقت فراغه في بلادنا، وهي بالتالي أفضل من القعود في البيوت حيث ضجة الصغار وصوت الجيران الذي يأتي من كل الجهات عنيفاً مدوياً، وبخاصة من جارهم أبو العبد الذي لا ينفك يقاتل زوجته باستمرار، ولا يترك شتيمه ما لا يقولها، وكان يقول لي أن أبا العبد هذا في صوته صورة مكررة عن أحمد سعيد والمذيعين العرب الذين يحررون أوطاناً بالكلام، وحين كنا نمر قرب السجون كنت أهمس له أليس هذا مكانا آخر؟؟؟ فيضحك ونحمد حكامنا العرب وبريطانيا العظمى الذين خصصوا لنا أماكن كهذه نقضي فيها سني عمرنا، تاركين المقاهي التي يكثر ذمها في اذاعاتهم وعلى صفحات جرائدهم.

وكان هذا الشعور بالحرج قد أبعد عني الشعور الغريب الذي انبثق في داخلي ساعات المساء، كما أبعد عني التساؤلات التي أثارها سيري عبر الطريق من بيتنا إلى المقهى، ولقد أخذت العيون تتطلع إليّ، وكأنما سكنتها الدهشة، فهذا أنا الذي ما جلس في مثل هذه الأماكن، والذي يحلف بحياته حتى من الذين يجلسون فيها بأنه ما جلس فيها يأتي هنا، ولم أكن لاكترث لنظرات الجالسين حين رأيت صديقي. ولقد أذهلني منظره لدرجة أنني بعد أن بادرته بالتحية جلست على كرسي مباشرة ونسيت أنني قلت، عندما قررت أن أبحث عنه، في المقهى، سنخرج معاً فوراً. لقد بدا لي كأنه يتضخم بسرعة، وبشكل لافت للنظر، تضخماً يقترب من نقطة الانفجار. لقد بدا وجهه أحمر احمر كوردة، ولقد كان العرق يتصبب من وجهه مع أنه جالس. كما أن عيونه كانت آخذة في الاتساع لدرجة تسأل فيها عن السبب في وضعه النظارة، كما أن رقبته كانت تتضخم لتلغي المسافة بين كتفيه ورأسه، لتوحي بأن رأسه متصل بكتفيه دون وجود رقبة. وعلى غير عادته بدا صامتاً صمت أبي الهول، ينظر إلى الآخرين ولا يبدي أية حركة، كما أنه لا يهمس بأي حرف، وعلى الرغم من أنني حاولت محادثته لإخراجه من هذه الحالة، إلا أنه لم يجبني إلا بأصوات غير مفهومة، أصوات أقرب إلى الهمهمة منها إلى الحروف المبينة، أصوات لا تبين عما يختلج في وجدانه، ولقد قلت في البداية: ربما كان متعباً من العمل، وأثر التعب على حالته النفسية، غير أن التعب لم يكن سابقاً ليحيله إلى كتلة من السكون كما هو عليه الآن، ومع أنه كائن بشري، إلا أنه لم يختلف في تلك اللحظات عن الكرسي الذي يجلس عليه، ولقد دفعني الفضول إلى تكرار الحديث، لقد أردت أن أعرف شيئاً ما عن هذا التغيير المفاجيء، ففيما مر من أعوام، وفي اللقاءات اليومية المتتالية كان هو نفسه يفاجئني بالكلام، لدرجة أني كنت أبدو أمامه تلميذا مهذبا لا يتكلم إلا حين يسأل وحين يسمح له بالكلام، أما الآن فقد انقلب الوضع رأسا على قدم. غلبان الشاب الحيوي الذي ما مل ولا كل. غلبان الذي عبر حدود غير دولة متنقلاً من مكان إلى أخر بحثاً عن لقمة عيش، غلبان الذي كان يقابل الطغيان ببسمة معلناً أن زمانهم لا بد زائل. غلبان الذي كان يخرج من همه اليومي بمعاشرة الآخرين ومحادثتهم ومحاولة إخراجهم من سكوتهم، الذي يدين الكون كله، حيث لا بيت ولا شعور بالاستقرار، وحيث الخوف والقلق. غلبان الذي ما كان ليصمت لحظة واحدة يجلس في المساء يراقب شباب المخيم، وهم يلعبون ورق اللعب، ينظر اليهم فقط لا يكلم أحداً، ولا يتفوه بأية كلمة، يستعير منهم ماضيهم الذي كان يعيبه حين يراهم صامتين، كأنما الطير على رؤوسهم. ويظل جالساً لساعات طويلة على هذه الحالة، كأنما ينتظر شيئاً ما لا يأتي.

بالقدر الذي كنت أراه فيه يتضخم، كانت الدهشة تكبر في داخلي، صحيح أنني لم أره منذ شهر، غير أن شهراً غير كاف لتغييره من حالة إلى حالة، وليغير فيه طباعاً ما، فالناس عندنا تقول: الطبع ما بطلع إلاّ بطلوع الروح، والطبع غلب التطبع، فكيف حدث هذا مع غلبان؟ لعله الاستثناء الذي يثبت القاعدة ويؤكدها. صحيح أن غلبان كان يشعر في لحظات ما بالملل، ولكنه كان يعبر عن حالة الملل هذه بأسلوب أخر غير الصمت، لقد كان يشتم وينزل كثيرين عن عروشهم ليرضي بشتائمه هذه بعض أصدقائه ويغضب آخرين، غير أن أحداً منهم لم يكن ليقاطعه، ولقد أصبح سيد الشتائم وأستاذها، لدرجة أنك إذا أردت أن تشتم تستعير منه بعض شتائمه، ولدرجة أنك تراهن الآخرين إن كان هناك شخص ما يفوق غلبان في ذلك، كما أنني لم أكن لأتصور أن شعوره بالملل أوصله إلى حالة الصمت هذه. لقد أخذت دهشتي تكبر وتنتشر في خلايا جسدي كانتشار الغاز المسيل للدموع الذي يستخدمه رجال الأمن هذه الأيام بكثرة للمحافظة على النظام. وكدت أصرخ في وجه غلبان قائلاً:

- يا رجل تكلم.

ولكنني التزمت الهدوء، منطلقاً من حديث كنا حفظناه، يقول أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، وأخذت لأسباب أخرى أقنع نفسي بواسطتها عن سر هذا الصمت، إذ أن التعب من العمل لم يكن سبباً لإقناعي بسكوته، فقلت لعل ظاهرة التسمم التي أصابت فتيات مدارس الضفة الغربية أثرت عليه تأثيراً كبيراً، فلقد أصيب كثيرون من سكاننا بالذهول حين سمعوا بالخبر، ولعل ذلك يعود إلى الإشاعات التي ستنجم عن ظاهرة التسمم، ومنها الإصابة بالعقم، فأن يهدم بيت، أو يقتل شخص أو يرحل شعب، فليس هذا كله بالأمر الخطير عندنا، ولكن أن تنقطع ذريتنا! كيف إذن سنقابل رسول الله حبيبنا يوم القيامة، كيف إذن وهو الذي قال لنا: تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة، ونحن العرب كلنا، لم نحفظ عنه سوى هذا الحديث، وإن كنا حفظنا أحاديث أخرى، فإننا لم نعمل إلا بما جاء في هذا الحديث. كيف إذن؟

ولكنني عدت وقلت أن ثمة أشخاصاً كثيرين أصيبوا بالذهول حين سمعوا هذه الأخبار، ولكنها لم تترك أثاراً خطيرة كتلك التي تركتها على صديقي غلبان، وأن كان أكثر حساسية من غيره، فليس من المعقول أن يكون فرداً مفرداً، ولعل هناك من هم أكثر حساسية منه من هذه الناحية، فكثيرون منا لا يكترثون لشيء في هذه الدنيا، يرحلون ويفقرون ويذلون، ومع ذلك لا يثورون للحظة، ولكنهم سرعان ما يصبحون كنحلة لا تعرف الهدوء حين يمس شخص ما سمعتهم فيما يتعلق بالذكورة، إن الرجولة كل الرجولة عندهم تقدر بما يخلفون وما ... ولقد اعتقدت اعتقاداً راسخاً بهذا الشيء نتيجة للتجارب التي مرت بنا في الأيام والسنوات الأخيرة ... فالعرب كلهم لم يتظاهروا يوم قتل منا الآلاف في المدينة التي اسمها بيروت، ولعلهم كانوا يمارسون حياتهم بهدوء، فالمهم عندهم ذكورتهم، وليس غير.

ولقد آثرت أن لا أفلسف الأمور وأعقدها، وقلت: ما لي وللأمر، واقترحت على غلبان أن نخرج من المقهى ونمشي معاً في الهواء الطلق، ولعلني ظننت أن المشي سيطلق العنان لمخيلته وسيفك عقدة من لسانه، فلقد كنا سابقاً نخرج معاً، ونجلس تحت الأشجار ونثرثر ثرثرة لا تنتهي إلا حين يبلغ الضحك منا مبلغاً لا نعود معه قادرين على الحديث، ولكنه أعتذر دون إبداء أي سبب، ولما قلت له:

- الجو جميل حيث الربيع

أجابني:

- لا فرق بين الربيع والخريف.

في هذه اللحظات أدركت أن الأمور قد بلغت الذروة وأدركت أن غلبان لم يعد بقادر على احتمال أي شيء، فقد بدا لي أن صخرة ترقد على جسده. ومع أنني في البداية آثرت أن أكون فضولياً، إلا أنني وجمت حين اعتذر، ورفضت أن أكون كذلك، خوفاً من العواقب التي قد تترتب على الاستمرار في حالة الفضول هذه. أخذت أحدث نفسي: هل ثمة مشكلة عائلية يعاني منها؟ ولكنني لم اقتنع كذلك بذلك، فغلبان الشاب المرح، الذي كان يجعل الحجر يتكلم، كما يقولون، لم يكن ليصل إلى هذه الحالة بسبب مشكلة عائلية، فالمشاكل العائلية موجودة منذ وجد، منذ صحا على هذه الدنيا. فلكم كان يصحو في الليل على والده وهو يخاصم والدته، ولكم كان والده يطرده من البيت طالبا منه أن يترك المدرسة وان يعمل، ولكم كان والده يضربه بعد أن يعود من عمله في الكسارات خلال الإجازة الصيفية لأنه لم يحافظ على ملابسه التي تمزقت قليلاً، ولكم تنقل من مكان إلى مكان بسبب هذه المشاكل وهو يبتسم، وحين كان ينتقل من دولة إلى دولة من دول الطغيان لم يكن لينقم على أبيه الذي كان السبب في معاناته، وإنما كان يتبسم ويردد عبارته المألوفة: لا بد سيزولون، هذه العبارة التي أثارت حفيظة أحد أصحابه فقال له ثائراً: ولكنك ستزول قبل زوالهم، لقد بدا غلبان لي لغزاً محيراً، محيراً أبعد حدود الحيرة، وفجأة قلت: ليكن ما يكون وسوف أثيره، سوف أخرجه عن صمته، لن اقبل هذا الوضع، كما أنني لن أتركه، لأن مغادرتي المكان تعني هزيمتي وتعني أكثر من ذلك، تعنى أنني لا شيء، أنني غير كفء لمجالسة أحد، لقد شعرت حقاً بإخفاق جعلني اشعر بفراغ هذا الكون ولا جدواه. لعنت وشتمت من كان يشتمهم. أسهبت في الحديث عن ظاهرة التسمم وطلبت منه أن يبدي رأيه.

ولقد ذهبت أبعد من ذلك، فلقد تحدثت عما تشهده الساحة العربية ونبهت إلى احتمال انضمام الأردن إلى المفاوضات، واستطردت مشيرا إلى غير وجهة نظر، مسترشدا بأحداث تاريخية مهمة وهامة في الوقت ذاته، وأنا أظن أن تلك الأحداث ستعود به إلى الزمن الماضي فيذكر الأيام الخوالي، وربما تحدث عملية نفسيه ما، فتلغي حالته الآنية ليحتل الماضي مساحات من وجوده، سواء أكان الماضي الذي سينبعث مأساوياً أم مفرحاً، فليس الذي يهمني سوى خروجه من لحظته التي بدأت تقتلني رويدا رويداً، والتي بدأت تحتل مساحات العالم كله لي، قلت: ليشتم، ليتحدث عن الحب، أو عن الطفولة أو عن البؤس أو عن الرحيل، أو عن الدول التي عاش فيها، مع ما سيثيره هذا لدي من نقمة وشعور بالغثيان، ليتحدث عن المخيم الجديد الذي سكن فيه، ليختر اسما له، ليرسم صورة له ليصف البيوت التي سنسكنها، غير أنه لم يحرك ساكناً، وَعَنّ لي أن أتحدث عن أمر كثر فيه الحديث في أيامنا هذه، وجعل السنة كثيرة تنطق بعد أن كانت عاجزة عيية. ألسنة اتخذت من الأمر مدخلاً أخراً جديداً لمهاجمة إخواننا في الخارج، إخواننا كلهم دون تمييز بين من ضحى بدمه وبين من أخطأ، أو من ساهم في تمييع الأمور عن قصد لتخريب أوضاعنا بحجة مساعدتنا، هذه الألسن التي لم تفعل شيئاً ذات يوم، ولم تكن إلا كالطحالب التي لا تنمو إلا في الماء الفاسد، وتكلمت بالفعل فذكرت له اسم شخص يعرفه، شخص دعي كان ينادي دوما بشعارات نشعر حين يتفوه بها إننا أقزام، وها هو الآن يبشر بحل قريب، ليس يهم إن كان على حساب من ضحى. ولكنه لم يكترث، ولست أدري كيف أخذت بالحديث عما نشرته بعض المجلات، ولكني كنت أود أن ادخل الأمل إلى قلبه ظناً مني في تلك الأثناء بأنه بائس، فلقد قلت له: أن إخواننا المجاهدين في أفغانستان ينتصرون وينتصرون، وها هم سيزحفون عما قريب ليساعدونا فلا تيأس من رحمة الله، فالطير الأبابيل، التي كنا نعتقد أنها ظاهرة لا تتكرر تتكرر، ولكنه لم يعلق على الأمر هذا، بل أشعل سيجارة أخرى قبل أن ينهي السيجارة التي في يده وأخذ يدخن بيديه الاثنتين معاً.

ولقد هممت بالمغادرة، لولا حدث مفاجيء غير متوقع توقعت أن يخرجه عن صمته، وأنه سيشتم وينزل من يجلسون على العروش عن عروشهم، ولقد ارتبكت في البداية وحاولت الهروب إلا أنه ظل مستمراً في مكانه يراقب الأوراق المبعثرة والأشخاص الذين فروا ساعة سمعوا أصوات طلقات نارية، ولما تبينا أن الحدث المفاجيء لم يدم طويلاً، وأن مضايقات لأهل المخيم لم تنجم عنه، خرجنا مسرعين تحسباً أن في الأمر خدعة، وافترقنا.

في الطريق وأنا أسير إلى بيتي، لم يكن الخوف رفيقي، بل كان رفيقي صمته، صمت غلبان الذي سكن المخيم ثلاثين عاما خلا فترات قليلة كان غادره خلالها بحثا عن عمل في دول القبائل، يعود بعدها ساخطاً ناقماً لاعناً شاتماً مازجاً كل ذلك بالضحك. صمت غلبان الذي عاش شاهداً على رحلة العذاب والنفي دون أن تنال منه الأيام الصعبة، وكنت أمشي وكان المساء يأتي ليجثم على صدر المخيم، فلا أرى أبعد من خطوة، ولا أرى سوى غلبان الغامض غموض الآتي، ولقد أخذ شكله يكبر ويكبر لدرجة أخذت أشعر فيها بفراغ هذا العالم ووحشيته، وتمنيت لو أن السم يقتلني، أو لو أن رصاصة طائشة تقضي على أسئلتي كلها، ولم أكن لأفرق بين السم والرصاص وبين ما حدث لمخيم من مخيماتنا المنتشرة في هذا البلد العربي، أو ذاك، أو في هذا الوطن الذي لم يعد وطناً إلا للخوف والقلق والصمت، فلقد خسرت عالماً هو غلبان الذي كان في صمته أكثر تعبيراً عن النفس منه في أثناء حديثه، وكأنما أدرك بلا أدنى شك أن هذا العالم أصم كصخرة وأن لا فائدة من الحديث.

ولقد أخذ الظلام يخيم على المخيم فيما كانت رؤياي تتراجع ولم يخطر ببالي أي شيء، لقد كان الظلام يتضخم في داخلي بالقدر ذاته الذي كان فيه يتكاثف حول المخيم، وكان سؤال واحد يدور بخلدي:

- ما هو سر صمت غلبان؟ وما سيفعل؟؟

ولم أكن لأتوصل إلى إجابة، لأنني أخذت أكرر السؤال غير مرة، بحيث بدا السؤال وكأنه طفل هذا الظلام الذي يلفني وغلبان والمخيم بلا استثناء.

(الفجر الأدبي 1983م)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى