قصة الندى

قصة الندى
هل كان عليَّ ان ادفن الامس ليعيش آلاتِ على رحب الندى ...؟
هل كان قرارا صائبا يوم اطلقتُ العنانَ لعصافير فمي كي تهرب نحو علياء الصواري ثم تهبط بزقزقاتها على غصنٍ مُتعبٍ وقف صامتاً قرب شجيرة اللباب وراح يرمقها بهدوء وهي تعدو خلف جدران الطفولة ؟
أو لم يكن مقدراً لذاك الرحيق ان يمـرَّ من تحت لساني وانا ابتلع علقم الشباب كي لا تصاب الحنجرة بالملل ..؟
كيف فرت اذن تلك التي اسميها لحظات من تحت وسادتي وتركتْ المطر يطرق بلهفة كل نوافذ النسيان ؟
كيف اوقـِدتْ مدافئ الاصرار في صومعتي وأنا على طول الاستغاثات لم اكف عن التنبؤ؟
ايفترض بي ان اخبركم الان إن الاشياء التي احشو بها صدري رطبة جداً !
رطبة تنـِزُ من تحت رقبتي اوهاماً تموء كل حين وسط ضجيج يفتعله الهراء ؟
رطبة وفارغة الى حد لا يجعلني قادرا على الايفاء بالتزامات المحبين ..!
هكذا وبكل بساطة اخبرتكم عن اكياس الخذلان التي عمرتْ خزائن الشك وأخرجتْ القناني الفارغة من ثقب رغباتي كلما اردتُ التحليق فوق حقول الحالمين.. لأجدني مربوطا بحبلين ومنشار ارتدي بدلة الغواصين وأهيمُ على اوجاعي في لجة القدر
انا حدثتكم ...لا لم احدثكم لقد كان شيئا ما يتحدث بدلا عني , ما هو ...لا اعرف ربما كان وشاح البابونج المتدفق من فنجاني او صورتي المعلقة في طابور المهيئين لعرض مسرحي ...او صوتي وأنا اروض نفسي على استقبال العيد بثوب خَرق... اكلتْ اطرافه كثرة الذهاب و الاياب نحو المقصلة... صوتي سيحدثكم قبل ان يصف لكم فجوة التابوت المغروس في تربة البيت القديم ,التابوت الذي تبرعم واخضر فيه عطر المقبرة ..وامتدت جذوره لأعماق الاريكة التي رُميت مؤخرا في علية ذات البيت لتتفرغ لها نهارات طويلة فتحيلها الى تابوتٍ آخر قد يُغرس مرة اخرى في التربة ذاتها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى