خالد محمد مندور - الصرامة ونجيب محفوظ!!

لفظ ساحر، ولكن هل تستطيع الوصول اليه وانت تفكر؟ هل تستطيع ان تكون صارما وعادلا في نفس الوقت؟ هل تستطيع أن تكون صارما وعادلا وأن تكون قادرا على التخلص من الميول العاطفية وان تراعى خصوصية المجال الذي تتعامل معه وبه؟ اسئلة صعبة تتطلب هى نفسها أن تعامل نفسك وأفكارك بنفس الصرامة وان تتمسك بالعدل؟ ولكن العدل نفسه لفظ خادع لأن محتواه يختلف ليس فقط بمجال تطبيقه بل ايضا بالصراع الاجتماعي الدائر منذ انقراض المشاعة البدائية ونشوء الملكية الخاصة.
لقد كتبت عن نجيب محفوظ المواطن وفرقت بشكل واضح بينة وبين محفوظ الكاتب وكنت ، كما أعتقد ، هينا لينا في إبداء وجهة نظري لأني أعرف جيدا أنه قد تم تأليهه في نظر البعض وان النقاش مع الآخرين يجب أن يبدأ من حيث هم ، رغم إدراكي أن محفوظ المواطن سيظهر في أعمال محفوظ الكاتب ولكنى كنت اعتقد ، ومازلت ، أن كتابات الكاتب تكتسب كينونتها الخاصة ويجب رؤيتها في حدودها فقط .
ولذلك فقد كتبت في تعليقي السابق
"وبرغم أن المعتقدات الفكرية للكاتب ستنعكس ، بالضرورة على أعماله الأدبية ، إلا أن الأعمال الأدبية تكتسب كينونتها المستقلة ويجب أن يكون التعرض لها في حدودها وفى حدود تطور كتابات الكاتب نفسها."
ولكن هل هذا صحيح؟ وكيف أصل الى فهم صحيح للعمل الأدبي؟ كيف يصل المواطن إلى رؤية للعمل الأدبي تقترب من رؤية الكاتب الذي فقد كينونته كمواطن واختفى داخل العمل الأدبي!!
الامر يحتاج الى استشارة الخبراء، الى الاستماع إلى نصيحة كبار النقاد والا ما هي وظيفتهم؟ أليس كذلك؟
ولذلك بحثت عن رؤية محمد مندور للأمر، وبرغم أنى لم أجد اجابة شاملة لتساؤلاتي لأن طبيعة مشكلتي لم تكن مطروحة بالشكل الذي أواجه الآن ولكنى وجدت إجابة قد تستطيع أن تجد لي مخرجا.
نعم أن دراسة الكاتب باعتباره مواطن خارج العمل الأدبي تساهم في فهم العمل الأدبي، ولكنها يجب أن تبقى في هذه الحدود.
لكل هذا فإن على كل من يتفق او يختلف مع هذه الرؤية أن يكون عادلا فلا أحد يأتيه وحى من السماء لا المواطن ولا الكاتب ولا القارئ بل هي " الحرب والمكر والخديعة " ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر !!!!!!!
  • Like
التفاعلات: نزيهة زهواني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى