محمد بن لامين - علامات

في ازدحام القول ما يشبه ازدحام الجثث
عرق وبخار مختلط ودائس ومداس..
حكم مأثورة زائدة عن روح الحاجة.
ترديد جزافي للكلمات التي قطعت ألسنتها الأصلية..
تبجح ألكتروني بعطايا الإله غوغول..
إزدحام كبير وتحميل مسال من أودية رقمية عالية الفيض ومائعة الأحلام!..
الولد الذي على كتفه علامة ما بعد خوارزمية
كان جالسا تحت كرمة الحنفية العامة
تارة يبعد النمل الذي يدغدغ أصابع قدميه
وتارة أخرى يرقم في شاشة نقاله معادلة قصية...
لم يكن يرى فرق بين أن يكون الماء جار
أو (جاري الاتصال)!
الولد كان متصل فعلا!..
في ذلك الازدحام نفسه كانت هناك فسحة عظيمة!
أشجار بقدم واحدة وبماء واحد
تقف محيطة بالناس!
كان عراف البلدة يكذب لسنوات طويلة
ويمني الأرامل برجال يغلقون نافذة الحزن على الموتى!
الأحجبة والتمائم والأوفاق
والنجوم المرقومة على جلود القنافد...
الدكتاتور الذي بثت القمر صورته بكامل أوسمته العسكرية..
مختار المحلة الذي يشي بأسماء الهاربين من الخدمة الإلزامية...
ديمومة القهر والانتظار!
شيوخ الثورات وأمراء الفراغات اللامتوقعة..
الولد لا يزال بلا حيل،
ينقل حبات الحمص بين آنيتين كما أورد ألبير كامو..
في الطاعون ربما!
هناك تجمع حماسي أيضا
أمام صالة العرض السينمائي!
كان الفيلم مثيرا للادرينالين!.
كل زيتونة لها فروع وظلال..
كان الولد الذي نحب في ظل ظليل
وكانت الناس تهرول نحو الشمس رغبة في الضوء..!
هل الظلام هو الأحق بالرغبة!
هكذا كان يظن الولد الذي يشتهي العلامة!

محمد بن لامين
5 سبتمبر 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى