ريم محمود - هذيان.. قصة قصيرة

عزيزي ، لدي ما أقوله لك !
و لأكن صريحة هذه المرة على غير المعتاد .. فقد تغيرت الأمور كثيرا .. ضوء الصباح الذي ما عدت تُحيّني معه …. لون المساء الذي ما عدت تطل علي منه… مذاق الأيام … صوت الوجود … رائحة الذكريات.
أعرف جيداً ، أنه كان علي أن استنزف الوقت في التمرّن على التأقلم …أعرف ، لكن أعذرني لم أعتد بعد على فراقك !
لا تلمني فلم يمض سوى بضعة أيام. .. لست متأكدة منها تماما ، فلم أعد أحسب الوقت ، الذي هزمنا ذات فرح !
الأكيد أنني سأظل عالقة في هذه المرحلة لوقت أطول … لست أدري !!
أتعرف ؟! هنا كنت سترد علي لتستحثني على المواصلة فتكتب عبارتك الانجليزيه برسم عربي ….. «قو هد»
اذن ، فالنعد ثانية …
– أتعرف؟!
«قو هد « –
خطأ ما قد حدث ! و الراجح أنه ما كان علينا أن نلتقي في الثلاثين من أكتوبر على الإطلاق! ….صدقني !!!
عرفت ذلك الآن ، و أنا أراجع صحيفة قديمة ، بها فقرة تنبؤات النجوم و الحظ ليوم الثلاثين من أكتوبر ! و قد قرأت فيها العبارات التالية ..» حذارى أن تلتقي حبيبك اليوم ، فاحتمال الفراق مؤكد «!!
كان علينا تجنب اللقاء..إذن ! … ههه هذا كل شيء
ألم يكن غريبا ذاك اليوم ؟! شوق … لقاء… حب ثم أحترق كل شيء في «الإستاد» امام سيارات الاجرة …فجأة لنفترق! !!!!!….
أكاد أجن! !
ألم يكن يوما جميلا ؟!
كان عليك أن تؤجل حساباتك تلك ؛ لنحتفي به وقتا أطول …كان عليك أن تكون أقل واقعية .. أقل قسوة…و أقل خوف.
هل يعقل أن نفترق في يوم ، نلتقي فيه كالقماري الباحثة عن عش ، و نغني و نأكل مثلها كما تغذي صغارها «من المنقار إلى المنقار» حبات ترمس هشة و فتات خبز .
بربك !
لم يكن يوما نفترق فيه!
ألا نصلح خطأنا الفلكي و نهزم النجوم ؟!
نستطيع العودة بالزمن إلى الوراء، ليوم أو يومين قبل الثلاثين من أكتوبر و نبدأ من جديد ، ما المشكلة؟!!! السودان كله عاد بالزمن إلى الوراء فلماذا نعجز أنا و أنت و بيننا ذاك الحب الذي يدعنا نلتقي و نأكل كما القماري...؟!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى