د. أماني سليمان داود - موجٌ عالٍ..

البحرُ يُغري بالتخفّفِ من كل شيء؛
تخلعُ عنكَ ما تَبَدّى لوهلةٍ لك ستراً عَلَّ النسيمَ يتغلغلُ في مسامكَ فتنفجرُ روحٌ محبوسةٌ فيكَ قد تكونُ روحكَ، ولأنّ البحرَ يحتملُ الاحتمالاتِ قد تكونُ روحاً تلبَّسْتَ بها فضِقتَ أو ضاقتْ بكَ..
ولأنّ البحرَ يحتملُ التأويل، تخلعُ المعنى عن جانبيكَ وتكتفي بمئزرِ الدلالةِ الواهيةِ التي يداعبها خيطُ ماءٍ رَشَحَ من مدّ الماءِ حتى كاحليك.
وتخلعُ فيما يغريكَ البحرُ بخلعه فكرةً ناجزةً رأى الآخرون نشازَها فآثرتَ السلامةَ ورميتَها في البحرِ… البحرُ يتقاذفها، وبينما تبتعدُ مع الجَزْرِ تُقنع عقلكَ بأنها يوما قد تعود وقد نضجتْ إليكَ.
وتخلعُ ذراعيكَ اللتين امتدّتا لهذا الكونِ ولم تلقيا غيرَ صفرٍ ناصعِ الحمرة، فقالتْ كفُّكَ: كُفّ.
تومئُ لزرقةِ البحرِ، فيخطفكَ عضوا عضوا، ولا يبقي منكَ سوى القلبِ الخافتِ نبضُه.
وتروز بنبضه إيقاعَ عابرٍ تلهو أقدامُه بطينِ البحرِ ينثره في الماءِ يشبهكَ، فالكونُ مرآتُكَ إذا ارتأيتَ أن ترى.
تتحرّزُ بامرأةٍ مرّتْ راقصةً.. تتذكر حينها ذراعيكَ فتبهتُ وتنتبهُ أنّ فراغاً طالَ روحَكَ حتى مللتَ انتظار العناقِ ولمّا خلعتَ على شاطئ البحر -فيما خلعتَ- أذنيكَ؛ وجدتَ الحَلَق.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى