رسائل الأدباء رسالة من سعيد العزب إلى د. سيد شعبان

الدكتور سيد شعبان

الى حضرتك التحية والمودة والسلام ، قرأت مقالك المنشور هنا وقد لامس شغاف القلب وكنت قد كتبت منذ أيام قلائل معلقا لحضرتك وذكرت ما مفاده عدم قدرتى على الكتابة معلقا او معقبا او ناقدا لما يخط قلمك الهادر حكيا وبلاغة وأنا من غير أهل التخصص ، وأمام هذا الشلال المتدفق سردا عبقريا وبلاغة تخلب اللب من أكاديمى دراسته وصناعته ووظيفته تدور حول الكلمة علما وتعليما والكتابة مدارس ومذاهب ، وكنت بين خيارين اما أن أقف فى وجه هذا التدفق اللانهائى فيجرفنى ويحسقنى واما أن أبتعد بحذر مؤثرا النجاة ومراقبا فى متعة ما صنع مداد قلمك من أنهار السرد العبقرى وحدائق البلاغة الغناء قد أحاطت بمساحات ما بين الأنهار ، وقد ٱثرت الخيار الثانى ليس على اطلاقه انما الى حين ، ودعنى أستاذنا الفاضل أصارحك أننى قرأت لحضرتك قصة نشرت فى عام ٢٠١٦ وأعدت نشرها بالأمس تحمل عنوان ( خريف متعجل ) ثم نشرتها مجددا بعنوان ( خريف الكلبة ) ، وقد راقتنى القصة فتخليت عما اخترت من نأى ولو الى حين عن مرمى شلالات ابداعكم اذ وجدت فى النص انسيابا سرديا يمضى متهاديا فى جدول ممتد ذى شاطئين تكاد تبصر أوله وٱخره ، عزمت ألا أفلت نصا رقيقا عذبا من التعليق وعزمت ان أفعل وكتبت واسترسلت لكن شواغل العمل والحياة داهمتنى فلم أتم ما بدأت بالأمس فمحوته على رغبة فى العودة اليه لاحقا ، ولما قرأت كلماتك اليوم فى هذا المنشور ووجدت فيه ما أعادنى الى سيرة الأمس مدفوعا ببعث جديد وثبات انفعالى فعقدت العزم أن أكتب لأستاذنا تلك الكلمات من قارئ متذوق فلست الا كذلك ، ما كنت يوما متخصصا فى أى من مجالات الأدب لا لغة ولا بلاغة ولا نقدا انما مجرد قارئ أطرب للكلمة والفكرة وحسب ، ولعل ما اود التحدث به لحضرتك فى هذا المقام لا يخرج عن هكذا توصيف حيث سيكون ما أريد قوله مندرجا تحت عنوان رئيس كاجابة لسؤال لماذا شدنى النص الذى نوهت عنه سالفا لكى أكتب عنه ، والاجابة كذلك باختصار شديد تكمن فى سياق ما أسلفت فقصة ( خريف متعجل ) هى كجدول رقراق نستطيع كقراء أن نقترب منه ونحيط بشاطئيه ونستمتع بكل خيراته وجماله بشيئ من التشويق والاثارة والحميمية ، اما أغلب القصص الاخرى التى قرأتها لحضرتك فهى كشلالات بديعة تأخذ بعين ولب القارئ فتسكره دهشة وتأملا فى جماليات بلاغية وحكايات واسقاطات بسرد شديد الاحكام فيتيه عقل القارئ وتستغرقه متعة التأمل وتسلمه الى الشرود بين الفقرة والفقرة بل بين الكلمة والكلمة ، اعلم يا أستاذنا أن وراء كل مبدع يمسك بالقلم تراكما ثقافيا وموهبة وحصيلة لغوية وبلاغية واسلوبا خاصا كل بحسب ما وهبه الله واكاد اجزم ان قد دانت لحضرتك كل معطيات التفرد الابداعى فليتك يا سيدى تترفق بقارئك ولا تثقل عليه بتلك الشلالات ولتصنع منها جداول يقترب منها ويستمتع بها قارئك بغير ان يجهد او يشرد ذهنه ، وأخيرا أرجو الا اكون قد تجاوزت حدودى فى كلماتى فهى فى الأخير من قارئ متذوق وليست من متخصص ، حتى وان اعتبرت نفسى قارئا صاحب ذائقة خاصة ومزاج خاص فالأمر فى مجمله لا يخرج عن هذا ،
كامل التحية والمودة والتقدير لأستاذنا الكبير الدكتور د.سيد شعبان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى