د. محمد عباس محمد عرابي - الفنون البديعية ودلالاتها في الحديث النبوي للباحث/ أحمد شكر

الفنون البديعية ودلالاتها في الحديث النبوي الشريف (دراسة في متن صحيح البخاري) رسالة تقدم بها الباحث / أحمد شكر محمد مهاوش إلى مجلس كلية الآداب ـ الجامعة الإسلامية، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بإشراف الدكتور جبير صالح القرغولي1428هـ/ 2007م
وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة ونتائجها كما ذكرها الباحث
أولا: مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من تمهيد وبابين وخاتمة ذكرها الباحث على النحو التالي:
*التمهيد:
تناول الباحث في التمهيد:
*تحديد مفهوم (البديع) في اللغة والاصطلاح، وتناول فيه نشأة البديع وتطوره ابتداء من ابن المعتز (ت296هـ) وانتهاء بالخطيب القز ويني (ت739هـ) ، *بيان أهمية البديع ، و أثر الحديث النبوي فيه .
الباب الأول (الفنون البديعية في الحديث النبوي الشريف):
واشتمل على فصلين:
*الفصل الأول (الفنون البديعية المعنوية في الحديث النبوي الشريف):
تناول الباحث فيه فنون البديع (الطباق والالتفات والمبالغة والأسلوب الحكيم واللف والنشر والمشاكلة والإجمال والتفصيل والتجريد وتأكيد المدح بما يشبه الذم والتقسيم والجمع والتقسيم والمقابلة والتورية والاستخدام) متخذاً من عدد من الشواهد التي وقعت بين يديه، من خلال استقراء قليل أساسا في ترتيب هذه الفنون.
الفصل الثاني:(الفنون البديعية اللفظية في الحديث النبوي الشريف) :
ذكر الباحث فيه فنون البديع (الجناس والسجع والتكرار والموازنة والالتزام والاقتباس والانسجام) الباب الثاني: (توظيف الفنون البديعية في الحديث النبوي الشريف) وكان في فصلين: -
الفصل الأول: (توظيف الفنون البديعية في المستوى الدلالي):
وفيه اتخذ الباحث من فنون البديع المعنوية التي جاءت في الفصل الأول من الباب الأول أساسا له، محللا الشواهد التي ساقها لكل فن من هذه الفنون ، متابعا أثرها ودلالتها في معنى الحديث النبوي، متجاوزا ضروبه التي ذكرتها في الفصل الأول من الباب الأول .
الفصل الثاني :(توظيف الفنون البديعية في المستوى الصوتي):
تناول الباحث فيه فنون البديع اللفظية التي وردت في الفصل الثاني من الباب الأول محللا الشواهد التي وردت في كل فن تحليلا دقيقا حاول الباحث فيه أن يستجلي أثر الفنون البديعية في هذا المستوى المهم من خلال تتبع هذه الفنون في الحديث الشريف ، مبينا الجانب الصوتي والموسيقي والإيقاعي فيه ، متوخيا الأثر الصوتي في نفس السامع .
الخاتمة : اختتم البحث بخاتمة ضمت أفكار البحث الرئيسة ونتائجه المهمة التي توصل إليها.
ثانيا: نتائج الدراسة:
توصل الباحث لعدة نتائج منها على سبيل المثال ما ذكره الباحث على النحو التالي :

-أدت الفنون البديعية المعنوية في الحديث النبوي بأنواعها وأشكالها وأنساقها دورا فاعلا في إضفاء المعنى الأدبي والجمالي على الحديث النبوي، وفي توصيل الغرض الديني الذي يعد من أهم مقاصد الحديث النبوي.

- اعتمد الحديث النبوي على الفنون البديعية اللفظية في الارتقاء بالمستوى الصوتي فيه، لما لهذه الفنون من دلالة صوتية وقيمة تعبيرية قوية لها أثرها البيِّن في نفس السامع.
- في المستوى الدلالي كان التوظيف لفنون البديع المعنوية ، فكان لكل فن وظيفته وأثره في معنى الحديث النبوي وبيان الترابط بين هذه الفنون والمقام الذي جاء فيه الحديث ، فقد كان للطباق والمقابلة اللذين كانا صاحبي نصيب وافر في إيصال المعاني بعرضها المتضادات وعن طريق هذه المتضادات تم ترسيخ المعنى في نفس المتلقي ، وكذلك المبالغة كان لها دور في التعبير عن حالة التعظيم والتفخيم والتحقير والتوبيخ ، وكان للالتفات الأثر المهم في تطرية نشاط السامع ، وشد انتباهه وجعله متواصلا مع الحديث النبوي ، عن طريق الانتقال بين الضمائر ( المتكلم والمخاطب والغائب ) ، وكذلك الحال مع بقية الفنون البديعية المعنوية ، فكان لكل فن أثر في المعنى .
- في المستوى الصوتي كان التركيز على فنون البديع اللفظية لأجل رفع مستوى هذا الجانب في العمل الأدبي مسخرين له فنون (الجناس والسجع والتكرار والموازنة والالتزام والاقتباس والانسجام ) من اجل نقل الحالة النفسية والانفعالية التي يعبر عنها الحديث النبوي إلى المتلقي، بقصد التأثير فيه أولا، وجلب انتباهه ثانيا .

- شكلت الفنون البديعية اللفظية ظاهرة صوتية كبيرة في الحديث النبوي تضافرت معها ظواهر صوتية أخرى منها استغلال الدلالات الصوتية للحروف مثلا ، وقد جاءت هذه الفنون البديعية ( اللفظية ) بنسبة كبيرة من الشواهد ، ولاسيما في الفنون التي اتسمت بمعرفة وشهرة اكثر من غيرها ، فقد أوضحت الدراسة كثرة الجناس غير التام في الحديث النبوي ، ولا سيما المختص بعدد الحروف والمصحّف والمحرف ، فلم يكن الغرض الرئيس لمجيء الجناس ، الموسيقى الداخلية بل كان إلى جانب ذلك الأثر الدلالي ، كما جاء الجناس عفويا بعيدا عن التكلف والتصنع ، ليضفي على الكلام رونقا وجمالا ، وكان للسجع حضور متميز في الحديث النبوي ، فقد هيمن السجع المطرف على الحديث النبوي ، ثم تلاه المتوازي فالمرصع ، وامتاز السجع بتنوع فواصله واختلاف رويه مما أدى إلى خلق عنصري المفاجأة والتشويق في نفس المتلقي ، وكان للتكرار الاثر المهم في الايقاع الداخلي عن طريق تكرار ( الحرف والكلمة والجملة ) مما يجعل النفس تبحث عن سبب التكرار، وكذلك الحال مع بقية الفنون البديعية اللفظية ، فكان لكل فن أثر في اضفاء طابع مؤثر من خلال الدور الذي أدته هذه الفنون في الحديث النبوي الشريف .
- تداخل الفنون البديعية فيما بينها في بعض الشواهد، وهذا يدل على عفوية مجيء هذه الفنون فضلا عن استدعاء المعنى لهذه الأساليب لما لها من قيمة صوتية ودلالية في ذلك الشاهد.
- تفوق الفنون البديعية المعنوية على الفنون اللفظية، وذلك يعود إلى التفاوت الناتج بينها في عدد الفنون، إذ أن الفنون المعنوية تمثل أضعاف الفنون اللفظية تقريبا وهذا يستدعي كثرة شواهد الأولى وتأخر الثانية عنها.


*المرجع :
أحمد شكر محمد مهاوش، الفنون البديعية ودلالاتها في الحديث النبوي الشريف (دراسة في متن صحيح البخاري)، كلية الآداب ـ الجامعة الإسلامية ، جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها ، 1428هـ/ 2007م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى