د. محمد عباس محمد عرابي - الزوجة والابن والخال في شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (مختارات شعرية)

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في شعره عن الزوجة والابن والخال، فبين لنا صفات الزوجة، ومواصفات الزوجة الصالحة، وبين لنا مكانة الابن لدى أبيه؛ فالابن قطعة من أبيه، ثم تحدث عن رثاء الخال، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
صفات الزوجة:
بين شاعرنا القدير الدكتور العشماوي أن الزوجة مصدر لكل حب وحنان ووفاء وصفاء وأمان فهي الوقود والزاد لبناء الأجيال حيث يقول :

‏ إنما الزوجةُ حبٌّ وحنانُ
‏ووفاءٌ وصفاءٌ وأمانُ
‏سكنٌ يأوي إليه الزّوجُ بيتٌ
‏آمِنٌ، من كلّ ما يُؤذي يُصانُ
‏واحةٌ فيها غصونٌ وارفاتٌ
‏وينابيعُ بها يصفو المكانُ
‏حقّها حبٌّ من الزوج كبيرٌ
‏ليعيشا في صفاءٍ حيثُ كانوا
‏أسرة تُنْشيءُ أجيالاً لتمضي
‏في إباءٍ وشموخٍ لا تُهانُ
*مواصفات الزوجة الصالحة.
واسكتمالا لما ورد في المقطوعة السابقة يبين شاعرنا أن الزوجة الصالحة شمس مضيئة ،شهد ما في فمها ،حسنة الأخلاق ، كريمة النفسِ، وفية ،ذات قيم ومبادئ ،تحسن تربية الأبناء، ثم تحدث شاعرنا الدكتور العشماوي عن الزوجة القدوة أمنا السيدة خديجة (رضي الله عنها) مبينا موقفها من الرسول (صلى الله عليه وسلم )في بدء الوحي حيث قال :
‏عَجِبتُ منها، كأنّ الشمسَ مُفْرغةٌ
‏في وجهها وكأن الشَّهْدَ في فيها
‏يظَلُّ يرفعها قَدْراً تواضعُها
‏وحُسن أخلاقها في الناسِ يُعليها
‏كريمة النفسِ لا دعوى تُزحزحها
‏عن الوفاء، ولا الأبواق تُغويها
‏في بيتها جنة طابت مَغارسها
‏بالحبّ والوُدّ والإخلاص تسقيه
‏هَرَعَ الرسولُ إلى خديجةَ بعدما
‏ألْقى إليه الوحيَ جبرائيلُ
‏إقرأْ، فرتّلَ وهو يرجفُ خشيةً
‏والوحيُ قولٌ في البيان ثقيلُ
‏لما رأته تفاءلتْ واستبشرتْ
‏والفعلُ منها والكلامُ جميلُ
‏للهِ دَرُّ خديجةَ احتفلتْ به
‏ورعتْه حين تتابَعَ التنزيلُ
قالت له: أبشرْ وفي نظراتها
‏حَبٌّ وفي كلماتها تبجيلُ
‏أثبتْ فلن يُخزيكَ ربُّك إنه
‏برعايةِ الشّهمِ الأمينِ كَفيلُ
*مكانة الابن لدى أبيه : الابن قطعة من أبيه:
يبين الدكتور العشماوي مكانة الابن لدى أبيه؛ فالابن جزء من أبيه الروح والقلب تفيض بالابن حبه عظيم حيث يقول :
‏هو قطعةٌ مني وقلبي مسكنُهْ
‏في عُمْقِ وجداني وروحي مَأْمَنُهْ
‏ظلّلتُ نفسي حينما ظلّلتُهْ
‏كم يَطْمئنّ القلبُ حين أُطَمْئنُهْ
‏جزءٌ صغيرٌ من حنانِ أبوّتي
‏روحي تفيض به وقلبي ‏يُتقِنُهْ
‏هو فِلْذَةُ الكَبِد التي تُطوى على
‏حبٍّ عظيمٍ لا يُثمَّنُ مَعدِنُهْ
*رثاء الخال:
‏خالي العزيز رحلتَ عن دنيانا
‏وتركتنا فيها نجرُّ خُطانا
‏كُنَّا نؤمِّلُ أن نراكَ وإنْ نأى
‏بكَ منزلٌ عنَّا وأنتَ ترانا
‏حتى إذا كتب الإله قضاءهُ
‏فارقتَنا فتعذَّرتْ لُقيانا
‏بقي الرّجاءُ وما نؤمّلُه إذا
‏كتبَ الرّحيمُ لنا رِضاً وجِنانا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى