عزرا باوند - شكوى حرس الحدود.. شعر - ترجمة : محمد الصالح الغريسي

عند البوّابة الشّماليّة، تهبّ الرّياح مليئة بالرّمال،
منذ أن بدأ الزّمان، والمكان معزول حتّى الآن!
ومع الخريف تسقط الأشجار، ويصفرّ العشب.
أتسلّق الأبراج واحد واحدا،
أبحث عن أرض موحشة:
عن قلعة مهجورة، عن سماء، عن صحراء شاسعة.
لم يبق في القرية جدار واحد.
ثمّة عظام بيضاء مع ألف صقيع،
أكوام عالية، مغطّاة بالأشجار والعشب؛
من ذا الّذي جعل كلّ هذا يحدث؟
من ذا الّذي جلب الغضب الإمبراطوري المشتعل؟
من ذا الّذي جلب الجيوش بطبولها، طبول كأنّها القدور؟
إنّهم الملوك المتوحّشون.
لقد تحوّل الرّبيع المعطاء إلى خريف مضرّج بالدّماء،
انتشرت فوضى الحروب، وانتشر الرّجال، على وسط المملكة بالكامل،
ثلاثمائة وستّون ألفا والحزن .. والحزن ينزل مثل المطر.
حزن عند الذّهاب، وحزن عند الرّجوع.
مقفرة، مقفرة هي الحقول،
خالية من بني الحرب،
لم يعد للرّجال أن يدافعوا أو يهاجموا.
آه، كيف ستعرف الحزن الثّقيل، الحزن عند البوّابة الشّماليّة،
واسم "ريهوكو" قد نُسِيَ،
ونحن الحرّاس، قد ألقمونا طعاما للنّمور.

عزرا باوند

-------------------------------------------
نبذة قصيرة عن الشّاعر عزرا باوند:
عزرا ويستون لوميس باوند (بالإنجليزية: Ezra Weston Loomis Pound)‏ شاعر وناقد أمريكي مغترب، اعتبر أحد أهم شخصيات حركة شعر الحداثة في الأدب العالمي في أوائل وأواسط القرن العشرين، مشاركته الشعرية بدأت مع تطور التصويرية، وهي حركة مشتقة من الشعر الصيني والشعر الياباني وتشدد على الوضوح والدقة مع الاقتصاد باللغة.. أعماله تضم: هجمات مضادة (Ripostes) في 1912 و هيو سيلوين موبيرلي (Hugh Selwyn Mauberley) في 1920 و 120مقطع ملحمي غير مكتمل بعنوان النشيد The Cantos من 1917-1969.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى