يبدو أنني آخر الجبناء في مدينة نابلس ، أو الأصح أنني من آخرهم ، فالكورونا التي أرعبت الجميع منذ آذار ٢٠٢٠ ، فاحتاط منها ، خوفا ورعبا ، أكثر المواطنين - إن لم يكونوا كلهم - صارت في المدينة في خبر كان أو مفعولا به ، والدليل أن مهنة بيع الكمامات شبه انتهت ، فلا أحد يعرضها في الأسواق ولا باعة عربات ينادون عليها - أي الكمامات . فحتى لو ذرعت شوارع نابلس كلها ؛ من السوق الشرقي إلى السوق الغربي ، مرورا بالدوار ، فلن تسمع بائعا واحدا يذكرها مكررا ما شاع من عبارات مثل " خمسين كمامة بستة شيكل " و " احم حالك بشيكل " و" بكمامتك بتحمي حمامتك " وهلم جرا و إلى آخره إلى آخره .
من يرتدون الكمامة الآن يمكن عدهم بالفعل ، وغالبا ما اسأل عن سبب عدم تركها والإصرار على ارتدائها . ربما هي بقايا زمن الكورونا التي انتهت في الصين إلى يوم أول أمس ، فأمس عادت الصين إلى تشديد الإجراءات بعد عودة الكورونا وطفراتها . هكذا سمعت أو أنني كنت أحلم ، ولكنني بالتأكيد لم أكن أحلم وأنا أصغي إلى الأخبار تتحدث عن إقدام الدولة العبرية على إعطاء جرعة لقاح ثالثة لمواجهة تفشي الكورونا وطفراتها وتحولاتها . أين أنت يا ( دارون ) ؟
صار الجلوس في المقاهي دون اتخاذ إجراءات السلامة عاديا ، وعادت الاراجيل تقدم بأبهى حللها وأشكالها ، ومثل الجلوس في المقاهي تناول الطعام في المطاعم ، ونادرا ما ترى بائعا يلبس الكفوف ، وافتتحت الصالات وأقيمت الأعراس وعادت عادة السلام والعناق والقبل وتبادل التحايا والسلام بالأيدي و ... وكل شيء عاد كما كان إلا ... .
في الأسبوع الماضي اتصل بي الصديق أحمد الحاج عيسى يدعوني إلى فرح ابنه يوم الجمعة ، ولكنني لم أذهب ، وقبل قليل سألني Tr Ahmad Bajawe إن كان لدي استعداد للمشاركة في ندوة ثقافية في جنين ، فاعتذرت ، وقبل عشرة أيام لم أشارك وجاهيا في مؤتمر الشاعر المرحوم عز الدين المناصرة الذي أشرف عليه الصديق د.حسين المناصرة وفضلت إلقاء مداخلتي عبر برنامج ZOOM وحين شاركت بمداخلة في حفل تكريم الشاعر عبدالرازق رشيد " أبورشيد ، قبل أسبوعين ونصف في فندق الياسمين سرعان ما غادرت المكان و ... وما زلت أسير في شوارع نابلس مرتديا الكمامة وإذا مد أحدهم يده ليصافحني ضممت غالبا يدي ولامست يده ، وما إن أصل إلى البيت حتى أغسل يدي بالماء والصابون ، ويبدو أنني حقا آخر الجبناء في مدينة نابلس !!
هل يغيب عن ذهني البيتان اللذان طالما وظفتهما في كتاباتي :
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته ب " كورونا "
فليس يموت في مرض سواها "
" ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها " .
لا سفر
لا نشاط اجتماعي
لا تخلي عن الكمامة . طبعا ليس خوفا على الحمامة ، فحب العجائز مش جائز وخليها على الله ، فهو المستعان به .
وأمس جلست مع الدكتور يحيى الشعار في مقهى قصر النيلين فوجدته مقهى آخر جديدا يسر الجالسين . لقد استغل صاحبه فترة الإغلاق ورممه وصار مقهى آخر مختلفا ، ومثل صاحبه فعل أصحاب مقاه أخرى غير عابئين بالوباء وغير خائفين من المستقبل ، فحب الحياة أقوى ، وطقي وموتي يا كورونا .
صباح الخير
خربشات
٢ آب ٢٠٢١ .
من يرتدون الكمامة الآن يمكن عدهم بالفعل ، وغالبا ما اسأل عن سبب عدم تركها والإصرار على ارتدائها . ربما هي بقايا زمن الكورونا التي انتهت في الصين إلى يوم أول أمس ، فأمس عادت الصين إلى تشديد الإجراءات بعد عودة الكورونا وطفراتها . هكذا سمعت أو أنني كنت أحلم ، ولكنني بالتأكيد لم أكن أحلم وأنا أصغي إلى الأخبار تتحدث عن إقدام الدولة العبرية على إعطاء جرعة لقاح ثالثة لمواجهة تفشي الكورونا وطفراتها وتحولاتها . أين أنت يا ( دارون ) ؟
صار الجلوس في المقاهي دون اتخاذ إجراءات السلامة عاديا ، وعادت الاراجيل تقدم بأبهى حللها وأشكالها ، ومثل الجلوس في المقاهي تناول الطعام في المطاعم ، ونادرا ما ترى بائعا يلبس الكفوف ، وافتتحت الصالات وأقيمت الأعراس وعادت عادة السلام والعناق والقبل وتبادل التحايا والسلام بالأيدي و ... وكل شيء عاد كما كان إلا ... .
في الأسبوع الماضي اتصل بي الصديق أحمد الحاج عيسى يدعوني إلى فرح ابنه يوم الجمعة ، ولكنني لم أذهب ، وقبل قليل سألني Tr Ahmad Bajawe إن كان لدي استعداد للمشاركة في ندوة ثقافية في جنين ، فاعتذرت ، وقبل عشرة أيام لم أشارك وجاهيا في مؤتمر الشاعر المرحوم عز الدين المناصرة الذي أشرف عليه الصديق د.حسين المناصرة وفضلت إلقاء مداخلتي عبر برنامج ZOOM وحين شاركت بمداخلة في حفل تكريم الشاعر عبدالرازق رشيد " أبورشيد ، قبل أسبوعين ونصف في فندق الياسمين سرعان ما غادرت المكان و ... وما زلت أسير في شوارع نابلس مرتديا الكمامة وإذا مد أحدهم يده ليصافحني ضممت غالبا يدي ولامست يده ، وما إن أصل إلى البيت حتى أغسل يدي بالماء والصابون ، ويبدو أنني حقا آخر الجبناء في مدينة نابلس !!
هل يغيب عن ذهني البيتان اللذان طالما وظفتهما في كتاباتي :
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته ب " كورونا "
فليس يموت في مرض سواها "
" ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها " .
لا سفر
لا نشاط اجتماعي
لا تخلي عن الكمامة . طبعا ليس خوفا على الحمامة ، فحب العجائز مش جائز وخليها على الله ، فهو المستعان به .
وأمس جلست مع الدكتور يحيى الشعار في مقهى قصر النيلين فوجدته مقهى آخر جديدا يسر الجالسين . لقد استغل صاحبه فترة الإغلاق ورممه وصار مقهى آخر مختلفا ، ومثل صاحبه فعل أصحاب مقاه أخرى غير عابئين بالوباء وغير خائفين من المستقبل ، فحب الحياة أقوى ، وطقي وموتي يا كورونا .
صباح الخير
خربشات
٢ آب ٢٠٢١ .