المقاهي أ. د. عادل الأسطة - رواد المقهى

صلتي برواد المقهى صلة طارئة ، ومع الأيام صارت أليفة.
بعض رواد المقهى وجبني مرة أو مرتين وربما وجبت من وجبني مرة أو مرتين آخذا بالمثل " أكل الرجال على الرجال دين وعلى الأنذال صدقة " ، ولا أرغب في أن أكون نذلا أو أن يتصدق أحد علي ، وغالبا ما أردد المثل " من فقركم زيدوا غنانا " ، فأنا والحمد لله لدي من المال ما يكفي .
لماذا لا أوجب أحيانا رواد المقهى وأطلب من صاحب المقهى ألا يأخذ ثمن طلبي من أي زائر ؟
لرواد المقاهي عاداتهم وتقاليدهم وأنا أفضل أن يحاسب كل زبون عن نفسه على الطريقة الأميركية ، كما يقول المتأمركون ، وأنا لست متأمركا .
هل لاحظت أن رواد المقهى وضعوني تحت مجهرهم ليعرفوا إن كنت كريما أو بخيلا ، فيعمموا استنتاجهم في المدينة ؟!
إنني أدقق في تلميحاتهم وأفحص ملامحهم وأقرر نهج سلوك معاكس حتى لو عمموا في المدينة ، من شرقها إلى غربها ، ما يسيء لي .
المفارقة تكمن في أنني في العام اوزع ما يقارب من السبعة آلاف دينار وربما أكثر وأعيش على أقل القليل .
كان الجاحظ يجالس البخلاء ويرصد سلوكهم ، ولقد قررت أن أتصرف تصرف البخيل لأرصد سلوك الجواحظ الكثر .
الحياة تبدو أحيانا لعبة نلعبها .
في عمان أجلس احيانا في مقهى السنترال وادفع ثمن الطلب ٧٠ قرشا ، وفي المساء أجلس في مقهى فيينا كفيه في الدوار الخامس وادفع ثمن الطلبات ١٥ دينارا يضاف إليها خمسة دنانير أجرة التاكسي .
رزقككم في السماء وما توعدون .
مساء الخير
خربشات
٢٢ شباط ٢٠٢٠ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى