الدكتورة سبأ جرار - شكرا قطر

تألقت رمال الخليج اليوم بشعاع انطلق منذ الف وأربع مائة وأربعون عام،وبقي من لحظتها يبحث عن مواطن جديدة بعد ان احتضنته طيبة والمنورة فكانت الدوحة،حيث تزلزل البيت على وقع "وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوَباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"،فلامس الإسلام اليوم وعبر مشهد حوار الثقافات ليبلغ ثمانية مليارات انسان،إجتمعت بقلوب ستين الف احتضنتها المدرجات،وحملتها الفضاءات هناك في البيت،بيت قطر،ليلقاهم بسماحة الإسلام وكرم العروبة في احتفالية عبّرت بها المستديرة الساحرة عن طموح استدعته الشيخة موزة ام الأمير منذ وقت سابق المتوقع في طلبه،وقالت أما آن لكرة القدم ان تحط في أرض تباهت بها اصالة الخيول،وصبر سفينة الصحراء،وغرّدت في سمائها نسور لم تهبط من أعاليها الا لتعانق رمال الصحراء المرتوية بقيم العروبة،وتَولُّد الدين الجامع للأمم،الواعد بفرح الحياة وسعادة الانتقال للحياة الأخرى،فكان التطلع للأمل الذي يجوب في العالم ليحط في قطر العرب .

وتحت انظار العالم يُقَبّل الأمير الشاب يد الاب مؤسس البلاد،ليطلب مباركته ببدء الإعلان عن تحقق رؤيته الحكيمة منذ عام 2012 حيث طُرِحَ ملف الاستضافة،فكانت اللحظة،حيث اشرقت اسارير الاب الأمير مستقبلا قادة العالم،واخوة العروبة لتوثيق تمركز كرة 2022 في دوحة العرب،واستضافتها باحتفالية اذهلت القلوب والعقول،وأكدت أن حدود الخيال بلغت نهايتها هنا في الدوحة،بأربع لوحات جمعت الحضارات وقيمها المتوارثة،ولخصت الأديان وعقائدها الراسخة وصاغت لغة إنسانية فريدة سعى لها الجميع لكنها حدثت وتحققت بقرار امة يقودها شاب بَرَّ بوالديه وأحلامهما،وتباهى بسواعد شعب مكنه ان يحتفي مع امراء وملوك أمم،انارت لهم اليوم عاصمة رياضة بلاد العرب،ومن ثمانية ملاعب لوشاح اصيل آفاق جديدة للتحدي ومضات نافذة نحو القلوب والضمائر بان هذا هو المتوقع منكم فهبوا يا قادة الحالمين نحو حاضرهم ومستقبلهم، والتقوا مع ايدي الخبرة والسلام لنتكامل فيما بدأته قطر اليوم .

صورة أخرى حملت لكل مشتاق للعروبة وعد بان الفجر قارب على الشروق خلف منصة زينها قادة رؤية 2030 لبناء وتطوير هذه الأمة فجاء ولي عهد الأرض المباركة،ورؤساء ارتضوا للتحدي والمواجهة مسؤولية في اعناقهم ،واتحدت خطواته المتسارعة نحو المستقبل مع حكمة وشغف امير البلاد المُقَبِّلْ ليد والد قطر التاريخ والمستقبل،أي صورة تجسدت امام المليارات لمبادئ وقيم هي هوية أمة ورسالة ارض اختصها الله برجال صنعوا من خيوط الشمس وصلابة ذرات الرمل ايقونة الخليج،والتي جعلت العالم يعترف بأن الاختلاف نعمة،وان الحوار شرط حياة،وان قبول الآخر هو مفهوم البقاء،في هذا العالم المملوك لكل انسان حالم،ولكل عامل يسعى ليكون حلمه كما هي قطر حلمت فصنعت من التحدي انجاز باركته القلوب ورقصت له الثقافات هنا في قلب البيت،حيث اتضحت أساس الفكرة المتمثل بهدية القميص الأصفر المحفوظ في الوفاء والذي بورك بتوقيع اب البلاد،وصنع منه فرح وهدية استحقها كل من حضر لبيت قطر .

فَرِحَ الامراءُ وسعدت الشعوب وعادت لمساكنها بأيقونة حب مثلت ما تعنيه قطر،غادرت متباهية مدرجات تمتعت برفاهية كرم عربي نوعي،انتشر عبقا اصيلا حين حطت الساحرة رواسيها بين جوانح" انا لعيب " المتباهي بشمولية اجتماع كل موروث تولد هنا،أو ارتحل هنا،أو استحضر هنا،فجسد بلوحات افتتاح المونديال لفضاء الحالمين تعويذة اللعيب،أن الحالمين قادرين على بلوغ الحلم،فكأس العالم اليوم في قطر،تتفتح اسراره على صدى أذهل جماهير البيت،وبلغ ثمانية مليارات من البشر،هو صوت الاذان المبارك للضمائر والأيدي العاملة من كل الجنسيات،و المتحدث للمؤمنين بالنور واليقين الذي لم تقدر على حجبه كل الايدي السوداء التي سعت وبكل الطرق للإساءة لقطر وللإسلام،في حين وضعت قطر وبإنجازها اليومي التاريخي مؤشرات سترهق العالم،وتجعله عاجز عن المقارنة او العبور .

شكرا قطر


بقلم الدكتورة / سبأ جرار
فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى