تصويبات لغوية للأستاذ الدكتور محمد عيسى.. إعداد: د. محمد عباس محمد عرابي

ما أكثر الأخطاء النحوية والإملائية في أقوالنا وكتاباتنا التي يقع الكثير منا فيها دون قصد، وخاصة بعد الكتابة بواسطة الحاسوب ولوحة مفاتيحه الذي تتسبب في حدوث الكثير من الأخطاء نتيجة ضغطة زر حيث تسقط بعض الحروف من الكلمات، وأحيانا بالزيادة ؛لذا يجب مراجعة ما نكتب أكثر من مرة إن أمكن ؛ هذا بشأن الأخطاء الإملائية أما بشأن الأخطاء اللغوية فهي كثيرة أيضًا ،ويحرص الكثير من الكُتاب والمتخصصين مشكورين تصويبها مثل : ما كتبه الدكتور على النجار في مقاله بعض التصويبات اللغوية، وما كتبه الدكتور أسعد محمد علي النجار في كتابه تصويبات لغوية ،وكذلك ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن أبوعمة وغيرهم كثير.
وقد نشر الأستاذ الدكتور محمد عيسى في حساباته الإلكترونية العديد من تصويبات لغوية، حيث يذكر الكلمة التي بها خطأ لغوي شائع، ويصوبه في ضوء آراء اللغويين، وتعميما للفائدة جمع هذا المقال بعض هذه التصويبات التي ذكرها كاتبنا، وهي كالآتي:
*الصواب: "أَكْفَاء":
من الكلمات التي تشيع على ألسنة كثيرين قولهم في مقام المدح والثناء بالجدارة: “رجال أَكِفَّاء”، و"علماء أَكِفَّاء"، و"وزراء أَكِفَّاء" بكسر الكاف وتشديد الفاء، وهذا الضبط غير صحيح؛ لأنَّ “أَكِفَّاء” بالتشديد معناها (عُمْيان) ومفردها “كَفِيف”، أي أعمى، والصواب: "أَكْفَاء" بسكون الكاف وفتح الفاء والمعنى: مُقْتّدِرون أو قادرون على التصرّف وإنجاز الأعمال، ومفردها: “كُفْء”؛ لذا قل: "رجال أَكْفَاء، وعلماء أَكْفَاء، ووزراء أَكْفَاء"، ولا تقل: أَكِفَّاء.
وفقنا الله جميعًا إلى الخير والصواب.
ودمتم بكل خير سالمين آمنين.
*(أجازة) بفتح الهمزة، والصواب (إجازة) بكسرها:
"يقع كثيرٌ من الكتاب في أخطاء لغوية على مستوى الكلمة والجملة، من ذلك*
- يكتبون: (أجازة) بفتح الهمزة، والصواب (إجازة) بكسرها؛ لأنها فى الأصل مصدر للفعل (أجاز)؛ فنقول: أجاز إجازة، وأعان إعانة، وأفاد إفادة؛ ولذا نكتب: "نالَ الموظفُ إِجازةً، وليس أجازة"، و"إِجازة مدرسيّة، وليس أجازة".
- ويكتبون: "أجمع معظمُ الحاضرين على …"، والصواب "أجمع الحاضرون ..."، أو "اتفق معظمُ الحاضرين ..."؛ لأن (الإجماع) غير (الأغلبية)، فلا يصح الجمع بينهما في عبارة واحدة.
- ويكتبون: "حيث أن الواجب يفرض عليه ذلك"، والصواب: "حيث إن الواجب يفرض عليه ذلك"، بكسر همزة إن لا بفتحها، فمن المواضع التي تكسر فيها همزة إنّ إذا وقعت بعد حيث، وتكسر أيضًا إذا وقعت بعد كلمتي (إذ)، و(بل)
وفقني الله وإياكم إلى الخير والصواب،
ودمتم بكل خير سالمين آمنين"
*مُلائِمة أم مُلاءَمة)؟
كثيرًا ما يخلط بعض الباحثين والكُتَّاب ويأتون بكلمة "مُلائِمة" بكسر الهمزة، وهم يريدون "مُلاءَمة" بفتح الهمزة؛ فيكتبون مثلا: (اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺪى ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻤﺪرﺳﻲ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ واﻟﻨﻤﺎﺋﻴﺔ)، و(مُلائِمة الأهداف للخطة الموضوعة) والصواب: (اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺪى مُلاءَمة اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻤﺪرسي…)، و(مُلاءَمة الأهداف للخطة الموضوعة)، بمعنى: مُوَافَقَة، تناسب، انسجام
وبالتأكيد فإن هناك فرقًا واضحًا بين الكلمتين
فكلمة مُلاءَمة: مصدر للفعل لاءم، واسم المفعول (مُلاءَم)، وهمزتها مفتوحة قبلها ألف ساكنة؛ ولهذا تكتب منفردة على السطر (لاءَم) أو (ملاءَمة)، مثل: قراءَة، براءَة، بَذاءَة، نبوءَة، ومثل: تساءَلَ وتساءَلْ، تفاءَلَ وتفاءَلْ، تشاءَم وتشاءَمْ ...
أما مُلائِمة؛ فهي اسم فاعل من الفعل لاءَم، وهو الذي قام بالفعل، وهمزتها بالكسر؛ ولذا تكتب على ياء أو نبرة؛ مثل: "هذا عمل مُلائِم"، و"بيئة ملائِمة"، و"جَو مُلائِم": أي مُوَافِقٌ، ومُنَاسِبٌ، ومُنسجِم
والخلاصة: نكتب الهمزة على السطر إذا نُطقت مفتوحة وأردنا المصدر، ونكتبها على الياء إذا نُطقت مكسورة وأردنا اسم الفاعل، نقول: لاءَمت الحياة مُلاءَمة فهي مُلائِمة
جعل الله حياتنا أكثر مُلاءَمةً، ووفقنا جميعًا إلى الخير والصواب
مقولة:"لا أراك الله مكروهًا في عزيز لديك".
تعني أن يعيش الأعزاء عليك وتموت أنت قبلهم!
مقولة في ذاتها غير لطيفة، وإن كان المقصد طيبًا، ولم ترد بها السنة النبوية، فتجنبوها إلى بدائلها (شكر الله سعيكم، جزاكم الله خيرًا….).
تقبل الله مني ومنكم، ورحم موتانا وموتاكم وموتى المسلمين أجمعين وأسكنهم فسيح جناته.
(باسم الله)
إذا كُتبت البسملة كاملة "بسم الله الرحمن الرحيم"، تحذف الألف من كلمة "اسم"؛ تخفيفًا لكثرة الاستعمال
أما إذا لم تكتب البسملة كاملة؛ فإن ألف كلمة "اسم" لا تحذف؛ بل تكتب هكذا
باسم الله،..
باسم الله، والله أكبر
باسم الله، والحمد لله
باسم الله ما شاء الله
باسم الله نبدأ،
نستعين باسم الله
نفتتح باسم الله
باسمك اللهمَّ
باسم الوطن
ومن ذلك قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وقوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)
هذا هو الأصح، وهناك من يرى أن ألف (اسم) تحذف إذا وقعت بين (بــــ) ولفظ الجلالة (الله) كما ورد في قوله تعالى: (بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)
وبعد؛ فهل يجوز أن يكتب كاتب: بسمي وبسم جميع العاملين؟
همزة الوصل:*
في العربية عدة أسماء تبدأ بألف وصل (ا) لا يُكتب فوقها أو تحتها همزة، سواء أجاءت (مفردة)، أو (مثنى)، أو (مضافة)، أو أضفنا لها (الــ)، وأكثرها شهرة واستعمالًا:
اسم، اسمي، اسمك، اسمه، اسمها، اسمنا، اسمان، الاسم، الاسمان، الاسمية
ابن، ابني، ابنك، ابنه، ابنها، ابننا، ابنان، الابن، الابنان
ابنة، ابنتي، ابنتك، ابنته، ابنتها، ابنتنا، ابنتان، الابنة، الابنتان
اثنان، الاثنان
اثنتان، الاثنتان
- امرؤ، امرؤان، (وإذا أضفنا (ال) لكلمة (مرء) كتبت: المرء، المرءان (في المثنى)، (وتجمع من غير لفظها: رجال)
- امرأة، امرأتي، امرأتك، امرأته، امرأتان، (وإذا أضفنا (ال) لكلمة (امرأة) حذفت ألف الوصل، وكتبت: المرأة، المرأتان (في المثنى)، (وتجمع من غير لفظها: نساء)
اكتبها بألف فقط (ا) بلا همزة، لا فوقها ولا تحتها، أصلح الله قلبك ولسانك وقلمك
ونخلص من ذلك إلى ضرورة كتابة همزة الوصل والقطع بطريقة صحيحة، فما أكثر الخلط بين همزة الوصل والقطع حيث تكتب الوصل قطع والقطع وصل، وأن نبتعد عن الأخطاء اللغوية بقدر المستطاع، والحرص على تثقيف أنفسنا لغويا ضمانا لعدم الوقوع في الأخطاء اللغوية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى