كرة القدم علي حسين - في ذكرى رحيل الفتى الذهبي

عندما كتب إدوارد غاليانو كتابه "كرة القدم بين الشمس والظلّ" كانت العبارة التي أصرّ على وضعها على الغلاف تقول: "إنّ كرة القدم هي مرآة العالم، تقدم ألف حكاية وحكاية فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدّى الصراع بين الحرية والخوف ونحن في أوج ديانة السوق، كرة القدم باتت تخضع لقوانين السوق، يلعب اللاعبون من أجل الربح أو لمنع خصومهم من الربح، فيما يظهرون بين الناس كمن يجعل الوهم ممكنًا"، ومن حكايات كرة القدم حكاية الفتى الذهبي الذي أصبح ذات يوم أفضل من لمس كرة القدم عبر تاريخها.
بفضل مارادونا، وقبله بيليه وعشرات غيرهما، أصبحت كرة القدم مرآة لكل شيء في زمننا الحديث ، لأنهم يثيرون مشاعر وإعجاب الملايين، فتختلف الجماهير حولهم وتتحزب ، وتتشاجر، لكن جميع الذين يتخاصمون ويتحزبون يتفقون على ان فتى الكرة الذهبي " مارادونا " أثار من المشاعر والعواطف حول العالم ، وجعل الأرجنتين على لسان الملايين ، أكثر مما فعل سياسيوها على مر عصورها ، فقد أطل على العالم ساحرًا كرته أمام الشاشات، يفوز عليهم بالجري، ويتفوق عليهم بالخفة ويربح عليهم بمهارة التلاعب.
من العبث الادعاء بأننا لا نتابع قمة المونديال في قطر ، برغم انشغالنا بمباريات أخرى تجري داخل غرف السياسيين ، وبين متابعة إخفاقات ميسي ونجاحات رونالدو ، نتذكر ساحر الملاعب الذي قاد بلاده الأرجنيتين للفوز على معظم دول العالم، من دون جيوش بأسلحتها الثقيلة ولا التهديد بقنابل نووية.
غاب مارادونا بعد ان ملأ الملاعب وشغل الفضائيات وجال حول العالم وحط في بلاد كاسترو ، ويتذكر عندما حاول ان يعلم الرجل الذي خاض معارك في الغابات والجبال كيف يسجل هدفا في مرمى الخصم . وفات مارادونا ان يحط الرحال في برلماننا الذي يسعى لتسجيل اهداف في مرمى العراقيين يتفوق فيها على كل ما حققه الفتى الذهبي في ملاعب كرة القدم .


1669466418204.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى