د. محمد عباس محمد عرابي - فيديوهات المشاهير (الواقع والنصيحة)!!

إن مما يضحك ويبكي في آن واحد، قيام البعض عمل حساب وموقع إلكتروني، ونشر فيديوهات لا همَّ لأكثر من قام بعملها إلا الكسب المادي من خلال الحرص على تحقيق المشاهدات العالية لهذه الفيديوهات، والحق يقال إن بعض هذه الفيديوهات مفيد ونافع في المجال التعليمي والثقافي والصحي والرياضي والاجتماعي والترفيهي والديني ...، ولكن حين تراجع محتوى البعض الآخر من هذه الفيديوهات نجد أن معظمها لا هدف له إلا إضحاك الناس، ولو كان بالكذب والتدليس والتفاخر، وما أفظع جريمة الكذب ؟! وتعليقًا على هذا يقول الأديب والناقد الكبير الدكتور /يسري عبد الغني كم من الجرائم ترتكب بغرض تحقيق عائد مادى، من خلال زيادة نسبة المشاهدة ..!!
ومن الغريب في هذه الفيديوهات أنك تجد رجلا يقف على ناصية الطريق ويشتم المارة، وتخلصا من الموقف يدعي افتعال موقف آخر، وحدث عن هذه الفيديوهات من مواقف مماثلة ،ولهؤلاء وهؤلاء نقول :ما أجمل مراعاة الصدق في الممازحة ،فقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يمزح ولا يكذب في مزاحه (صلى الله عليه وسلم)
ولقد حذر معالي الشيح الأستاذ الدكتور/عبد الرحمن السديس في خطبة شهيرة له على منبر الحرم المكي " مشاهير الفلس من المخالفات، وقد بين معاليه أن شهوة الشهرة تسببت في تخلي البعض عن مبادئه وأخلاقه وعقيدته، وبين أن بعض مشاهير التواصل الاجتماعي اخترقوا أسرار البيوت وهمهم الشهرة مهما كلف الأمر.
وحول هذا الموضوع يقول أحد الدعاة في خطبة شهيرة له منشورة بموقع روضة الخطب المنبرية أن هؤلاء المشاهير يفعلون ما يقمون به " مِنْ أَجْلِ الْمَالِ، أَوِ الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ، ... "
وقد نصح معالي الدكتور السديس هؤلاء المشاهير قائلا: "أيها المشاهير: اتقوا الله في أنفسكم ومتابعيكم وأطروحاتكم، استثمروا الشهرة بالدعوة إلى الدين الحق وخدمة الأوطان وتنميتها وأمنها، كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، سخروا الشهرة في الحفاظ على ثوابت الدين والقيم، والذب عن أعراض المسلمين..." (1)
وإننا لنقترح بما أوصى به معالي الأستاذ الدكتور السديس من ضرورة وضع ضوابط رادعة ضد ما ينشره مشاهير مواقع التواصل من تجاوزات، ومتابعة الجهات ذات الاختصاص لما يتم نشره .

(1) ينظر :خطبة معالي الدكتور عبد الرحمن السديس في الحرم المكي 20عن مشاهير الفلس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى