بشير خلف - عندما تكون الرياضة تثاقـــفاً وأخلاقًا

عقِب ملّحمة أم درمان بين بلدنا والشقيقة العزيزة مصر، كتبتُ مقالًا عن الرياضة عندما تكون حاملة لقيمٍ إنسانية راقية قبل أن تكون سباقات للفوز، أدرجتُ المقال في كتابي المعنون بـــ ( مؤانسات ثقافية) الذي طبعته، ونشرته وزارة الثقافة الجزائرية أواخر شهر ديسمبر 2010م
ومِـمـّا جاء في المقال:
« كانت الرياضة منذ القدم، ولا تزال من الممارسات البدنية الطبيعية استعدادا لمواجهة مخاطر البقاء على قيد الحياة، ونتيجة لتطور الشعوب، واستقلالها والتطور الذي حصل في مختلف مناحي الحياة سايرت الرياضة ذلك التطور، وصارت من الأساسيات التي لا يمكن تجاهلها، أو الاستغناء عنها من جميع البشر مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو السياسية.
وصار للرياضة دورها الفاعل، والبارز في مجال العلاقات، وتنميتها، والصداقات بين دول العالم، وتبادل ثقافات التربية الرياضية ونشاطاتها المختلفة، وتحسين العلاقات بين هذه الأمم، والاستفادة من تلكم الخبرات العالمية، وتسخيرها لصالح الرياضة في جميع أنواعها، سيّما لعبة كرة القدم ..اللعبة الجماهيرية العالمية، والاتــفاقات التي تُـبرم بين الدول، ممّا أوجب أن يكون للرياضة نصيبها في تبادل، وتلاقح الثقافات الرياضية مع تلك البلدان سواء كان ذلك على مستوى القيادات الرياضية الأهلية، أو المدرسية، أو على مستوى اللقاءات الرياضية بين اللاعبين، أو الطلبة في تلك البلدان، وللثقافات الرياضية تلك انعكاساتها على المستوى الداخلي في الاحترام المتبادل بين مَنْ هم بالميدان، وبين القيادات، وبين اللاعبين، والجمهور، وفي الانضباط داخل الأندية وخارجها، وداخل الملاعب، وخارجها.
الأخلاق أولاً...الرياضة ثانياً
للرياضة دورها الكبير في الالتزام، والإخلاص، والتربية، والمواطنة؛ كما أن تلك المصافحات التي نراها بين اللاعبين، والمدربين، وبين اللاعبين، والحكّام، وأعضاء الفريقين المتباريين في اللقاءات الدولية المهمة قبل انطلاق المباراة، ما هي إلا ثقافة، وتواصل بين الشعوب، وتربية. من الجانب الفردي.
الرياضة ترويضٌ للنفس قبل أ ن تكون حصْداً للألقاب ، والكؤوس، واستعراضًا للعضلات، وما جدوى أن يكون البطل بلا أخلاق، وهي تتدلّـى على صدره أوسمة لا ترافقها سلوكات إنسانية فاضلة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى