عصري فياض - رسالة الى صديقي

تولد الصداقة مع النور الاول للحياة،فتكون الام فطريا أول الاصدقاء،وفي ذلك مغزا كبير وعميق،وهذه "ألصديقة" لا أحد قبلها،ولا احد بعدها،وكلما مضت أيامك وسنواتك تأخذك الفطرة والحياة الى جملة من الاصدقاء،قد يواصل أحدهم معك مشوار الوصول للمحطات العمر،وقد يرحل عنك ليفسح المجال لآخرين،لكن هذه التجربة الممتدة مع العمر تسطر أمامك،وفي ذاكرتك عدة مفاهيم لا بد من التمسك بها لتستمر علاقتك بصديقك،على أساس قاعدة الاحترام والتقدير والوفاء والتعامل بالمثل،بل اكثر من ذلك الايثار دون انتظار الرد،وعندما تأتي الايام عليك،يكن صديقك سندا،ليس لتحفظ له هذا فقط،بل لتقوم بواجبك تجاهه عندما تناله نوائب الدهر قدر استطاعتك،لكن لا يمكن ان يكون العطاء الدائم من طرف واحد،أو يتعمد صديقك أن تكون مجرد مصلحة في قاموس حياته تنتهي عندما تنهي تلك المصلحة،هذا معيب في كتاب الصداقة،جارح في قيم الانسانية والتعامل،غير مقبول في ميزان العدل التعامل الانساني...
صديقي:- الصداقة النقية تآلف قلوب،ومجال واسع لتقديم الخير والأنس في وحشة الدنيا،فلا تجعل صديقك حجر حسابات في علاقاتك الاخرى،تستخدمه وتقلبه وقتما شئت،أو كيفما شئت،هكذا علاقة لا تدوم إلا بالنفاق،والنفاق آفة مذمومة لا يتقنها الا الغدارون........ وأعتقد أنك لست منهم...ولا أتمنى أن تكون منهم،لاني سأكون أنا الخاسر... أنت ستذهب الى حيث شاءت بك الاقدار،اما أنا،فسيكتب في تاريخي فشل آخر في البحث عن الصديق الوفيّ...
عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى