لودي شمس الدين - رسالة إلى أخي..

أسبوعان مر يا أخي على انكسار الجرح بيننا إلى ياسمينة مريضة.
أسبوعان أنا وأنت بعيدان عن شفة البحر والبحر البني بعيد عن منزلنا الحجري.
بعيدان أنا وأنت والشمس تتقلص بيننا لِلؤلؤة صفراء، رماها الزمن في فم غراب أبيض.
بعيدان يا أخي إلى أن نلتقي،نلتقي ولا نلتقي،الضوء عتمة والعتمة نقطة دم سوداء على وجهينا.
أحبك،فربما تبكي وحدك أو ربما نبكي وحدنا لأن أمي نسيت قدماها في صحراء لا تشربها الريح وأبي ترك يداه في مرسى مهجور لا تراه السفن.
نلتقي ولا نلتقي،وكأن بيننا جبال،غابات،رصاص وألف دهر من التشرد والخوف.
هل نسيتني؟أنا أختك التي كانت تعانق تنهيدات أنفاسك بدموعها،هل نسيت كيف هوينا سويا كنجمتين فوق البحيرة وتحولنا لسمكتين حزينتين؟
هل نسيت؟
لِمَ تشرب الموت بأصابعك وتشربني اياه من ماء جلدك؟ألا تشعر يا أخي بأنك تقتلنا جميعنا دفعة واحدة؟ألا تشعر بأنك تشق صِلة الرحم بيننا وتحولها لِلحم حيّ في فم الكلاب البرية؟لِضحكتكَ أصوات لا تُصلي،أعلم والله يعلم بأنك تحاول أن تبتعد عن عين السماء لتنام في عين البئر الناعسة.
أعلم يا أخي لكني أحبك ،وأحب ارتجاف ذراعيك عندما تضم وجهي لصدرك وأنا أتنهد من التعب والألم.
أحبك ولن أتركك كما تركتنا وأنت تركض خلف ملح صدى الأغاني وولولات الدخان الصاعد من أنوف الصقور.
أحبك وأنتظرك لنلتقي يا أخي،وسنلتقي لنبتعد مجدداً...

لودي شمس الدين


1670008323310.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى