الدكتورة سبأ جرار - مونديال التاريخ يكسر الحصار ويعيد للأمة شمسها لا غابت شمسك يا مغرب

حققت أمجاد مونديال قطر كل معاني الانتصار،ومنحت المستديرة شرف الإنجاز النوعي لتحقيق دلالات حلم واحد،وعالم واحد،وتمكنت معشوقة الفقراء والأغنياء من توحيد العالم،في حيز صغير من الأرض شغلته قطر،ومنه أشغلت العالم بأسره بعظمة الإنجازات في فضاء إتسع لكل الحالمين،فكانت ولادة التسع وعشرون يوما بدايات لتحول الكواكب الى نجوم تمكنت من اضاءة النهار،وكانت نجمة المغرب الأكثر تسارعا لتستقر في سماء الحالمين كيف لا، و "بونو" و" الركراكي" و" الحكيمي " شعاعها،وها هو ينطلق نحو السماء عابرا القارات وموحد للعرب بكلمة يا الله مدفوعا بحب أُمة لم تفقد يوما عروبتها وان خف وهجهـــــــــا .

من قطر ولدت لحظة استعادة الحياة لقيم الإنسانية حيث تجلَّت كل الحقائق الطيبة للبشر،وإجتمع في كل ركن من هذه الأرض المتمردة أنواع الاختلاف ليتشكل منها وبتمازج فريد يخلق ظواهر الالتقاء والوحدة والرغبة في الحوار والفرح، كيف لا وقطر أيقظت الفرح،والمغرب علَّقته نجمة على شجرة الميلاد في بيت لحم،ليحج له العالم من كل فَّجٍ عميق ويستشعرون فخر العرب بأمة العـــــرب .

استطاع المونديال ـــ وبعد إرهاصات الجائحة، وصدى طبول الحرب المنطلقة في كل الارجاء، وتباعد المسافات بين الاحلام والإمكانات ـــ استطاع أن يعيد للأصالة مكانتها وللتجديد والتطور حقه، وبيقين مؤكد بأن الإنسانية شراكة في الأداء وتنافس في الإنجاز عبر الاستعداد وقبول للنهايات، ليتبعها بدايات جديدة هي مقومات حياة أقل ما ترضى به، العدالة وتوفر الفرص لبلوغ الغايات المستدامة النتائــــــــج .

"وجعلنــــاكم شعوبــــا وقبائـــــل لتعارفــــــــــوا " فكانت البدايات...

وكسر جدار الوهم الذي شيد على فراغ ليحجب الدوحة عن شقيقاتها، فكانت حناجر الجماهير من غسان ولسان الضاد تغني بلاد العرب أوطاني، ذابت ثلوج الفرقة المتشكلة من دلالات بغيضة مكنت الاستشراق من صنع سواتر خاطئة بين الشرق والغرب، ثبت أنها هاوية امام قوة المستديرة التي إخترقت الجدار بالأحلام، وحطمت جزر العنصرية والتنافر بين شعوب الأرض، كيف لا، والدوحة شرق وغرب وقلب وعقل يضمها المربع الأخضر بربيعه الدائم، وتحتضنها زرقة سماء صيفية،إعتادت على نسج الحكايات وغفران الهفــــــــــوات .

تدفق الحب من منصة جمعت الاشقاء، فتساقطت عند ممر سير الأمير نحو محو كل مخلفات الفرقة والجفاء، حيث لم تحظى منصة بهذا الزخم من القادة الاحبة، فمر فرحا بهم ملوحا لشعوب اشتاقت لبلاد العرب أوطاني، اسقطت لعنة حصار الدوحة لينطلق النسر من منصة السيادة، ويعبر نحو القدس، ليعيد لها حبا تعمق في القلوب وتراقص كل مساء بعلم تلحفه عربي عاشق لفلسطين الحاضرة في صدى نجاحات مونديال التاريخ، لان كل يوم لفلسطين انتصار وعلم، تعدد الألوان واللهجات، وتوحد في العلو والسماء، فحمله عبر كل المنتخبات العربية نسر الفرح مخترقا به حدود الوهم حول القدس، اقامتها كيانات العنصرية التي أيقنت وعبر فرح العرب ـــ لا غضبهم ـــ أننا اخوة، وأننا للقدس عاشقيــــــــــــن .

ومن القدس ينعكس شعاع الصخرة لتهتف كل مساء فيكِ يا دوحة، نشيد عرب جاؤوك مستبشرين معتذرين، وسيغادرونك فرحين منتصرين، لأن سلام الأوطان وقلوب الأمهات باركتك يا دوحـــــــــــــة.

نامت الامة أمس على فرح المغرب، واستيقظت شمسها اليوم على أهازيجها، وربابة عشق تغنت بها بنت المغرب لتقول أي فرح صنعته الدوحة لتكون لإفريقيا وأسودها محطة فخر وفرح في قلب عرب الدوحة...؟؟

صباح الخير يا دوحة ولا غابت شمسك يا رباط.



بقلم الدكتورة سبأ جرار
فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى