الدكتورة سبأ جرار - عشية الميلاد... يغتال المسيح الدكتورة سبأ جرار

مرة أخرى في جنين،حين تنطفئ قناديل الليل،وتعود الطيور لأعشاشها،وتعلن الشمس أن وقت السكينة قد حان،وأن قصص الحكايا لها قد إنطلق،ليعود الأمير وتنكسر مملكة الشر،حينها فقط،يستيقظ الموت في مدينتي،ويتسارع المسيح بين جوانب الحارات طالبا اللجوء الثاني والثالث ولامتناهي،يختبئ في أزقة الساحة المؤدية " لعش الدبابير"، فتكشفه صراصير الليل،ويفزع راكضا هناك يبحث في شوارع قادته لسيباطها،فتجده متلهفا للقاء شغله عن لحظات أمانه،ودفعته للبحث عن أمان أطفال باتوا في أسرتهم حالمين بلعبة وحلوى،ودعت لهم أُمهاتهم أن يطيل الله في أنفاسهم،ينتشي زاحفا بجيش له البداية،ولن تدركه النهايات،ويتقدم طبول حرب لها الزغاريد وغادرها النواح،وقلوب هبت حي على الصلاة، فقد آن الأوان نداء الصلاة خير من النوم،يدخل المسيح للمسجد الكبير،فقد أدركته الصلاة،وآن له التضرع للسماء مستجديا ليوم آخر في جنين،علَّه يبارك عرسا آخر لرفاق فرغوا من الذبائح وتحضير الولائم ،يسأل البقاء لكن أمر الله قد وقع،وقوافل الشهداء قد هبطت للسماء الرابعة تستقبل المقبلين،حيث لن يترك الفاروق وخليل وحيدا،ولن تدمع عين الظافر مشتاقة لامه المناجية " دير بالك على اخوك ياما"،...يستأذن المسيح جيشه،وتودعه القلوب ساكنة لوعده بانه عائد،كيف لا،والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون،كيف لا وقد صدقه زكارنة،وأعطاه الشلبي غصن ياسمين،وعاتبه الدمج طارقا شفاعته ألا دعني أتقدمــــك .

اغتيل المسيح بأقمار لن تنطفئ أرواحها لأنها خرجت من رحم الحقيقة،ونكَّست الشجرة لأنها ما عادت شجرة الميلاد في بلد الاحرار،بل شجرة الشهداء،وتغيَّر التقويم بعد الفين من الأعوام لتعاد صياغته من جنين،وتكتب لحظاته من المخيم ، من لحظة الصفر حيث اطلقها " ضياء الصبريني "،فجفت الدقائق،وتوقفت الساعة عند ميلاد مسك دماء أرَّقها الركود في الأجساد ...سلام عليك يا مسيح...عدت لنا من بعد غيا، لتعيد رحلة الحجيج،وتصطحب معك في كل فجر مصليا .




الدكتورة سبأ جرار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى