د. محمد عباس محمد عرابي - رضى الناس بين الإمام الشافعي والشاعر الدكتور العشماوي

قيلت الكثير من الحكم حول رضى الناس فيما يلي عرض لبعضها، ثم عرض لما قاله الإمام الشافعي والشاعر الدكتور العشماوي في ذلك شعرًا :
تقول الحكمية الشهيرة التي ترددها الألسنة كثيرًا "رضى الناس غاية لا تدرك، ورضى الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك".
يقول أرسطوطاليس : رضى الناس غاية لا تدرك، فلا تكره سخط من رضى ه الجور
ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «رضى الناس غاية لا تدرك، فتحر الخير بجهدك، ولا تبالِ بسخط من يرضيه الباطل"
وقال المنصور أمير المؤمنين لابنه المهدي: (أعلم أن رضى الناس غاية لا تُدرك، فتحبب إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم)
و كتب النعمان بن خميصة البارقي إلى أكثم بن صيفي: مَثِّلْ لَنَا مِثَالًا نَأْخُذْ بِهِ فقال - يعني أكثم - :رضى الناس غاية لا تدرك فتحر الحين بجهدك ولا تكره سخط من رضى ه الجور
وقال الإمام الشافعي رحمه الله :
يا أبا موسى، رضى الناس غاية لا تدرك، ما أقوله لك إلا نصحا،
ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه، ودع الناس وما هم فيه
وقيل في الشعر النبطي :
قالوا رضى ء الناس "غايه" ماهيب تدرك
مسكين من مات يطردها .. ولا أدركها .
قلت ورضى ء الله "غايه" ماهيب تترك
محظوظ تارك حياته .... قبل يتركها
فعلى المرء في الحياة والتعاملات اليومية أن يفعل الصواب، وفق القيم والمبادئ، والعادات الاجتماعية التي تهتم بمصالح الناس وما يرضي الله من قبل ومن بعد؛ لأن رضى الناس غاية لا تدرك لاختلاف الآراء واختلاف وجهات النظر ، وها هو حكيم يقول : أكبر الخاسرون من يمضي حياته وهو يحاول أن يكون كما يريده الناس ..
وقد وصف الإمام الشافعي (رحمه الله) ذلك شعرًا فقال:
أبيات قصيدة ضحكت فقالوا ألا تحتشم ،فيما يلي نصها :
ضحكت فقالوا ألا تحتشم
بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمت فقالوا يرائي بها
عبست فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا كليل اللسان
نطقت فقالوا كثير الكلم
حلمت فقالوا صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلت فقالوا لطيشٍ به
وما كان مجترئاً لو حكم
يقولون شذ إذا قلت لا
وإمعة حين وافقتهم
فأيقنت أني مهما أرد
رضى الناس لا بد من أن أذم
‏وها هو الشاعر القدير الدكتور العشماوي يبين أن رضى الناس في كل الأمور مُحالُ حيث يقول:
‏رضى الناس في كل الأمور مُحالُ
‏وإن عزّ جاهٌ أو تكاثرَ مالُ
‏حبال رضى هم لو فطنتَ قصيرةٌ
‏وأما حبالُ السُّخطِ فهي طِوالُ
‏فأحسن إليهم قاصداً وجهَ خالقٍ
‏ولا تبتئسْ إنْ أنكروكَ ومالوا
‏وكنْ برضى المولى جديراً فإنما
‏به كلُّ ما يُرضي الفؤادَ يُنالُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى