أدب السجون علجية عيش - حديث الصباح.. كيف حال المعتقلين السياسيين في الجزائر؟

الرئيس الجزائري مطالب بالنزول إلى الشعب
لا يوجد أحد من عائلتي و لا من أقربائي من هو في المعتقل أو السجن لا من السياسيين و لا من الذين أخطأوا و يدفعون ثمن خطئهم، و لكن الموجودين في السجون من المعتقلين السياسيين هم ابناء بلدنا سجنوا لمواقفهم السياسية لا لجريمة ارتكبوها ، وقد لفت انتباهي لصحيفة طبية عنواها : " المعافاة" و هي صحيفة اسبوعية تصدر من ليبيا في عددها الثالث حيث لفت انتباهي مقال منشور في الصفحة الثانية من الصحيفة في طبعتها الثالثة كان تغطية لمؤتمر دولي في طبعته الثانية سلط فيه خبراء الضوء على صحة المعتقلين و المحتجزين، و هذا ما يؤكد على أن الدولة الليبية رغم الوضع السياسي الحرج الذي تمر به، فهي تولي اهتماما بصحة المقتعلين و المحتجزين و رعايتهم حتى لا يتعرضون لحالات مرضية ، و هذا من باب الإنسانية ، لأن هذه الفئة المحرومة من الحرية و رؤية أهاليها لسنوات تتعرض ايضا لأزمات نفسية قد تؤدي بها إلى الجنون أو تدفع اصحابها إلى الإنتحار ، إن طالت مدة السجين ، و كم من حالات اقدم أصحابها على الإضراب عن الطعام لأيام ، و آخرون توفوا داخل السجن ، فمن خلال ما جاء في المقال أن الحكومة الليبية تهتم بما سمّته بـ: "الصحة السجنية" و هو مصطلح غير متداول في الجزائر ، و تعقد لها مؤتمرات يحضرها كبار المسؤولين، الحقيقة لا ندري الوضع الذي يعيشه المعتقلون السياسيون داخل السجون في الجزائر لاسيما الذين طالت مدتهم و زادت عن الثلاثين سنة و نقصد هنا السجناء السياسيين المحسوبين على الجبهة الإسلامية للإنقاد ( الفيس FIS) ، أو المحكوم عليهم بالمؤبد من السجناء العاديين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة، و كيف هي حالتهم الصحية الآن؟ خاصة بالنسبة للمرضى المزمنين و ما نوع الأكل الذي يقدم لهم، ؟ و هل يتعرضون للتعذيب أم لا؟
كانت لنا في السنوات الماضية زيارة تفقدية رفقة وزير العدل حافظ الأختام لسجن بوالصوف و وقفنا على الوضع داخل هذا السجن، و ما هو متوفر، الحقيقة راح بنا الظن اننا في فندق بخمس نجوم ( étoile 5 ) لما هو متوفر من مرافق وضعت لخدمة المساجين ( قاعة للرياضة، قاعة للإنترنت، قاع للموسيقى، قسم محو الأمية ، قسم للتعليم عن بعد و قسم خاص للتطبيب يؤطره طبيب عام و طبيب مختص في علم النفس و غير ذلك حتى أن الأفرشة كانت في نوعية جيدة ، و وقفنا على مساجبن يحضرون لشهادة البكالوريا و آخرون يتابعون دراستهم في الجامعة ( واو)
شيئ جميل طبعا أن نجد مؤسسة عقابية تهتم بالمساجين مهما اختلفت جرائمهم و ذلك في إطار مواثيق احترام حقوق الإنسان، لكن لا ندري إن كان ما رأيناه هو مجرد إجراءات شكلية "ديكور" لإستقبال الوزير و إظهار له أن كل شيئ على ما يرام tout va bien ، ثم بعد مغادرته يتغير كل شيئ و يعود كل شيئ إلى أصله، حبذا لو تعقد مؤتمرات كالتي تعقيدها ليبيا و الدول الأخرى لتسليط الضوء على هذه الشريحة و الوضع الذي تعيشه داخل السجون و ماهي الخدمات التي تقدمها الدولة من باب احترامهم كبشر ، لاسيما و الجزائر عاشت مراحل عصيبة - عنف و تطرف و حرب اهلية مسلحة- و توصلت إلى الحل عن طريق قوانين (الوئام المدني و المصالحة الوطنية) وكانت قد احتضنت القمة العربية للم الشمل العربي لكن و بلغة الصراحة كان عليها أن تعقد لقاء مع الشعب للم الشمل الجزائري، إذا قلنا أن الرئيس الحالي منذ انتخابه رئيسا لم ينزل إلى الشارع ليحتضنه الشعب و هو مطالب اليوم بالنزوا الفعلي للولايات ليستمع إلى نبضه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى